في ذكرى ميلادها الـ94.. شادية «دلوعة السينما» التي رحلت قبل تحقيق أمنيتها
![مستقبل وطن نيوز](images/no.jpg)
تحل اليوم السبت 8 فبراير الذكرى الـ94 لميلاد الفنانة الكبيرة شادية، التي كانت واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، واستحقت عن جدارة لقب "دلوعة السينما" بفضل أدائها المميز في التمثيل والغناء.
وُلدت شادية باسم فاطمة أحمد كمال شاكر، واختارت لنفسها هذا الاسم الفني الذي تعددت الروايات حول مصدره، حيث يُقال إن المخرج حلمي رفلة أطلقه عليها بعد فيلم "العقل في إجازة"، بينما يرى آخرون أن يوسف وهبي أو عبدالوارث عسر هما من اختارا لها هذا الاسم، وهناك رواية أخرى تفيد بأنها استلهمته من اسم فتاة التقتها في حفل زفاف.
البداية الفنية وشهرتها في السينما
دخلت شادية عالم الفن بالصدفة، بعدما اكتشف والدها موهبتها وشجعها على تعلم الموسيقى، مما فتح لها أبواب السينما والغناء، بدأت مشوارها بتوقيع عقدها الأول وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وظهرت لأول مرة في فيلم "أزهار وأشواك"، لكنها لمعت سريعًا وأصبحت نجمة الشباك الأولى بفضل خفة ظلها وصوتها العذب، ومن أشهر أفلامها "اللص والكلاب"، "زقاق المدق"، "شيء من الخوف"، "ميرامار"، و"الطريق"، كما قدمت دورًا بارزًا في فيلم "الزوجة 13" الذي رسّخ لقبها كـ"دلوعة السينما".
نجاحها المسرحي وتأثيرها الفني
رغم نجوميتها السينمائية، إلا أن مسرحية "ريا وسكينة" كانت العمل المسرحي الوحيد الذي قدمته خلال مسيرتها، لكنها حققت نجاحًا استثنائيًا، حيث تدافع الجمهور على شباك التذاكر لمشاهدتها على خشبة المسرح، وكان زميلها في العمل أحمد بدير يعترف بأنه كان يفقد تركيزه على المسرح بسبب إعجابه الشديد بجمالها.
حياتها العاطفية وزيجاتها
مرت حياة شادية العاطفية بعدة تجارب لم تكتمل، حيث تزوجت للمرة الأولى من الفنان عماد حمدي وهي في العشرين من عمرها، لكنه كان يكبرها بسنوات عديدة، فانفصلا بعد ثلاث سنوات، ثم ارتبطت بالإذاعي فتحي عزيز عام 1957، لكن زواجهما انتهى سريعًا بسبب غيرته الشديدة عليها، أما أشهر زيجاتها فكانت من الفنان صلاح ذو الفقار عام 1964، واستمر زواجهما سبع سنوات قبل أن ينفصلا رغم نجاحهما كثنائي سينمائي، ولم تُرزق شادية بأبناء، وكان هذا الأمر سببًا في شعورها المستمر بالوحدة.
سُألت الفنانة شادية في إحدى حواراتها ما هي أمنيتك فأجابت: "الأمنية التى لا يعرفها عنى الناس هي أننى أتمنى أن يكون عندي دستة من الأطفال عندما أبلغ الخمسين"، لكنها لم تتحقق.
قرار الاعتزال والرحيل الهادئ
رغم نجاحها الفني الكبير، اتخذت شادية قرار اعتزال الفن في منتصف الثمانينيات بعد تصوير فيلم "لا تسألني من أنا"، وذلك بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 40 عامًا قدمت خلالها 150 فيلمًا، بالإضافة إلى العديد من الأغنيات والمسرحية الوحيدة في مشوارها.
توفيت شادية يوم 28 نوفمبر 2017 عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا خالدًا لا يزال يعيش في وجدان جمهورها.
أغانيها الوطنية وإرثها الفني
لم تقتصر موهبة شادية على التمثيل فقط، بل امتلكت صوتًا عذبًا جعلها واحدة من أبرز نجمات الغناء، خاصة الأغاني الوطنية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة المصريين، وقدمت مجموعة من الأغنيات الخالدة، أبرزها "يا حبيبتي يا مصر"، "مصر اليوم في عيد"، "يا أم الصابرين"، "بلدي يا بلدي"، و"بلد السد"، والتي أصبحت من أبرز الأعمال الوطنية التي يرددها الجمهور حتى اليوم.