رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

خطبة الجمعة القادمة.. دعوة لاجتناب الإثم والتحذير من العنف ضد المرأة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة، والمقرر إلقاؤها يوم 7 فبراير 2025، الموافق 8 شعبان 1446هـ، حيث تشمل موضوعين رئيسيين، الأول بعنوان "وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ"، والثاني تحت عنوان "التحذير البالغ من كافة صور العنف ضد المرأة".

خطبة الجمعة مكتوبة ومتاحة إلكترونيًا

أتاحت وزارة الأوقاف نص الخطبة مكتوبًا عبر موقعها الإلكتروني، موضحة أن الهدف من الموضوع الأول هو التحذير من باطن الإثم، الذي يتمثل في الكِبْر، وهو من الصفات التي تدفع الإنسان إلى التعالي على الآخرين، والظن بأنه أفضل منهم بسبب عبادته.

محاور خطبة الجمعة القادمة

تضمنت خطبة الجمعة العديد من العناصر المدعمة بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي يمكن الاطلاع عليها عبر الموقع الإلكتروني للوزارة.

وجاء نص الخطبة كما نشرته وزارة الأوقاف ليؤكد على دعوة القرآن الكريم لاجتناب جميع صور الإثم، سواء الظاهر منها مثل الكذب والسرقة والزنا، أو الباطن الذي يتمثل في الكبر، والذي يعد من أخطر الآفات القلبية التي تؤدي إلى ضياع الأعمال وهلاك النفس، كما كان سبب عصيان إبليس لأمر الله.

التحذير من الكبر والعجب

أكدت الخطبة أن الكبر من الأمراض القلبية الخطيرة، حيث يدفع الإنسان إلى استصغار الآخرين واحتقارهم، وهو ما نهى عنه الإسلام بشدة. واستشهدت الخطبة بقصة إبليس الذي رفض السجود لآدم بقوله: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ"، وهو أول من وقع في هذا الإثم الذي يؤدي بصاحبه إلى البعد عن رحمة الله.

العنف ضد المرأة في ميزان الإسلام

كما تناولت الخطبة التحذير من جميع أشكال العنف ضد المرأة، مؤكدة أن الإسلام كرم المرأة وأعلى شأنها، وحثّ على حسن معاملتها، سواء كانت أماً، أو زوجة، أو ابنة، أو أختًا. وأوضحت أن النبي ﷺ ضرب أروع الأمثلة في تعامله مع النساء، وأوصى بهن خيرًا في أكثر من موضع.

نص خطبة الجمعة القادمة

جاء نص خطبة الجمعة القادمة، وفقًا لما نشرته وزارة الأوقاف على النحو التالي:

"الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، حَمْدًا يَلِيقُ بِعَظَمَةِ جَلَالِهِ وَكَمَالِ أُلُوهِيَّتِهِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

(فَهَذِهِ دَعْوَةٌ قُرْآنِيَّةٌ كَرِيمَةٌ إِلَى اجْتِنَابِ مَا يَحُولُ بَيْنَ الناس وَبَيْنَ خَيْرِ اللهِ تَعَالَى وَرِزْقِهِ وتَوْفِيقِه، إِنَّهُ أَمْرُ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ بِتَرْكِ الآثَامِ وَالأَوْزَارِ كَبِيرِهَا وَصَغِيرِهَا، دِقِّها وَجِلِّهَا، سِرِّهَا وَعَلانِيَتِهَا، يَقُولُ الحَقُّ سُبْحَانَهُ: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ).

وَظَاهِرُ الإِثْمِ مَعْلُومٌ كَالكَذِبِ وَالسَّرِقَةِ وَالزِّنَا، أَمَّا باَطِنُ الإِثْمِ فَهُوَ الكِبْرُ كَمَا بيَّن عُلَماؤُنَا الكِرَامُ، وَالكِبْرُ دَاءٌ عُضَالٌ وَمَرَضٌ نَفْسِيٌّ مُدَمِّرٌ، وَهوَ ذَنْبُ إِبْلِيس الأَوَّل الَّذِي عَصَى بهِ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ، فَإِنَّ إِبْلِيسَ {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ منَ الكَافِرِينَ}، والمُتَكَبِّرُ يُبْغِضُهُ اللهُ تَعَالَى، فَهُوَ سُبْحَانَهُ {لَا يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ}.

وَلَكِنِ انْتَبِهُوا أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ بَاطِنَ الإِثْمِ أَشَدُّ خَطَرًا مِنْ ظَاهِرِهِ، فَإِذَا كَانَ ظَاهِرُ الإِثْمِ يَمْحُوهُ النَّدَمُ وَالإِخْبَاتُ وَالتَّوْبَةُ النَّصُوحُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَإِنَّ بَاطِنَ الإِثْمِ خَفِيٌّ مُسْتَتِرٌ يُدَمِّرُ القَلْبَ وَيُهْلِكُ صَاحِبَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، حَيْثُ يَظُنُّ صَاحِبُ التَّدَيُّنِ الظَّاهِرِيِّ المَوْهُومِ المَعْزُولِ عَنْ أَنْوَارِ الشَّرِيعَة وَأَخْلَاقِهَا وَآدَابِهَا نَفْسَهُ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَيَسْتَصْغِرُ خَلْقَ اللهِ وَيَحْتَقِرُهُمْ، وَيُصِيبُهُ دَاءُ إِبْلِيسَ الَّذِي قَالَ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، وَإِذَا تَضَجَّرَ النَّاسُ مِنْ هَذَا الشَّخْصِ وَنَالُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يَزْدَادُ عُنْفًا مَعَهُمْ، وَغِلْظَةً عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُ تَصَوَّرَ أَنَّهُمْ يُعَادُونَ الدِّينَ، وَهُمْ فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ لَا يُطِيقُونَ العُجْبَ وَالكِبْرَ والتَّشَدُّدَ!

إمكانية تحميل الخطبة من موقع الأوقاف

ويمكن الاطلاع على نص خطبة الجمعة مكتوبة، وتحميلها مباشرة من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الأوقاف عبر الرابط التالي:
اضغط هنا لزيارة الموقع.

عاجل