بين قلة أمطار مصر وحرائق غابات كاليفورنيا.. ماذا يحدث في مناخ 2025؟
![ارتفاع درجات الحرارة](images/no.jpg)
يشهد العالم في عام 2025 تطورات مناخية متباينة، حيث تعاني مصر من قلة الأمطار، بينما تواجه كاليفورنيا حرائق غابات مدمرة. تعكس هذه الظواهر التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على مختلف المناطق.
قلة الأمطار في مصر
أفادت هيئة الأرصاد الجوية المصرية بانخفاض ملحوظ في معدلات هطول الأمطار خلال شتاء 2025، خاصة في القاهرة الكبرى، مع ارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية. يُعزى ذلك إلى التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على نمط الطقس في المنطقة.
حرائق الغابات في كاليفورنيا
منذ 7 يناير 2025، اندلعت سلسلة من حرائق الغابات في منطقة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، أبرزها حرائق باليسيدز وإيتون وهيرست وصنست. تفاقمت هذه الحرائق بسبب انخفاض شديد في الرطوبة وظروف الجفاف الممتدة، بالإضافة إلى رياح سانتا آنا العاتية. أسفرت هذه الحرائق عن وفاة 28 شخصًا وتدمير أكثر من 12,401 مبنى، مع إجلاء أكثر من 180,000 شخص.
التغيرات المناخية: الأسباب والتداعيات
تُعزى هذه الظواهر المتطرفة إلى التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل انبعاثات الغازات الدفيئة وإزالة الغابات. تؤدي هذه الأنشطة إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما يؤثر على أنماط الطقس ويزيد من تكرار وشدة الظواهر الجوية المتطرفة.
جهود مصر في مواجهة التغيرات المناخية
رغم التحديات المناخية، أحرزت مصر تقدمًا في مواجهة تغير المناخ، حيث احتلت المرتبة الـ20 من بين 63 دولة في مؤشر أداء تغير المناخ لعام 2025، مسجلة 60.52 نقطة. يعكس هذا التطور الجهود المبذولة في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتنفيذ سياسات مناخية مستدامة.
وتعكس قلة الأمطار في مصر وحرائق الغابات في كاليفورنيا في عام 2025 التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على كوكبنا. تتطلب هذه التحديات استجابة عالمية مشتركة، تشمل تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية، للحد من تأثيرات التغيرات المناخية المستقبلية.
ماذا يحدث في مناخ 2025؟
في عام 2025، يواصل المناخ العالمي إظهار اتجاهات مقلقة نتيجة لتغير المناخ المستمر. وفقًا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، شهد شهر يناير 2025 ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة العالمية، حيث كانت أعلى بمقدار 0.09 درجة مئوية مقارنة بالرقم القياسي السابق في يناير 2024، وبزيادة قدرها 1.75 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
وعلى الرغم من تأثيرات التبريد المعتادة لظاهرة "لا نينيا" والبرودة غير المعتادة في الولايات المتحدة، استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، مدفوعة بسخونة غير مسبوقة في محيطات العالم. كان هذا الاتجاه ملحوظًا بشكل خاص في القطب الشمالي، حيث تجاوزت درجات الحرارة المتوسطات المعتادة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت أوروبا، خاصة في جنوبها وشرقها، درجات حرارة أعلى من المتوسط التاريخي في يناير 2025، بزيادة قدرها 2.51 درجة مئوية. كما سُجلت درجات حرارة أعلى من المتوسط في مناطق مثل كندا، ألاسكا، سيبيريا، أجزاء من أمريكا الجنوبية، أفريقيا، أستراليا، والقارة القطبية الجنوبية.
وتتجلى آثار هذا الاحترار في زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا، والتي تُعزى إلى تقلبات هيدرولوجية حادة ناجمة عن تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الاحترار العالمي على الزراعة، حيث انخفض إنتاج الحمضيات في فلوريدا بسبب الأعاصير والأمراض، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على الواردات من المكسيك، البرازيل، وكاليفورنيا.
وفي مواجهة هذه التحديات، تبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الاستدامة البيئية. من المتوقع أن تقدم الدول خططًا مناخية جديدة وطموحة حتى عام 2035 خلال قمة المناخ المقبلة في البرازيل، مع التركيز على تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
أسباب الاحتباس الحراري
ينتج الاحتباس الحراري بشكل أساسي عن الأنشطة البشرية التي تزيد من تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. من أبرز هذه الأسباب:
حرق الوقود الأحفوري: يؤدي استخدام الفحم والنفط والغاز الطبيعي في الصناعة والنقل وتوليد الكهرباء إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يساهم في زيادة تأثير الدفيئة.
إزالة الغابات: تُسهم عمليات قطع الأشجار وتدمير الغابات في تقليل قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى زيادة تركيزه في الغلاف الجوي.
النشاط الزراعي: تُطلق بعض الممارسات الزراعية، مثل استخدام الأسمدة الكيميائية وتربية الماشية، غازات دفيئة مثل أكسيد النيتروز والميثان.
انعكاسات الاحتباس الحراري على طقس مصر
تتأثر مصر بشكل ملحوظ بتداعيات الاحتباس الحراري، حيث ينعكس ذلك على طقسها بعدة طرق:
ارتفاع درجات الحرارة: تشهد مصر زيادة تدريجية في متوسط درجات الحرارة، مما يؤدي إلى موجات حر أكثر شدة وتكرارًا.
تغير نمط الأمطار: يؤثر الاحتباس الحراري على توزيع وكميات هطول الأمطار، مما قد يؤدي إلى فترات جفاف أطول أو أمطار غزيرة غير معتادة، وهو ما يؤثر على الموارد المائية والزراعة.
ارتفاع مستوى سطح البحر: يُهدد ارتفاع مستوى سطح البحر المناطق الساحلية في مصر، خاصة دلتا النيل، مما يزيد من مخاطر الفيضانات وتآكل السواحل.
زيادة الظواهر الجوية المتطرفة: قد يؤدي التغير المناخي إلى زيادة تكرار وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف الرملية والترابية.
وتتطلب مواجهة هذه التحديات تبني استراتيجيات وطنية فعّالة للتكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى المساهمة في الجهود الدولية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.