أوكرانيا تعلن استعدادها لنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده لنقل الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى أوروبا، مشيراً إلى إمكانية توقيع اتفاق سريع إذا توفرت الإرادة السياسية. وصرح زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف، بعد لقائه برئيسة مولدوفا مايا ساندو، بأن البنية التحتية الأوكرانية قادرة على دعم نقل الغاز الأذربيجاني، مشدداً على أن المفاوضات يمكن أن تتحول إلى اتفاق عملي في وقت وجيز.
توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا
شهدت أوروبا توقفاً في تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا هذا الشهر بعد انتهاء اتفاقية عبور طويلة الأجل. وأغلقت أوكرانيا مساراً استُخدم على مدار خمسة عقود، ما تسبب في تأثير محدود على أوروبا التي كانت تعتمد على هذا المسار لتغطية 5% فقط من احتياجاتها. ورغم ذلك، تأثرت دول مثل سلوفاكيا والمجر التي كانت تستقبل كميات كبيرة من الغاز الروسي عبر هذا الطريق.
بدائل الغاز الروسي
طرحت شركات الطاقة في المنطقة خيارات عديدة لتعويض نقص الإمدادات، تضمنت مقايضات غاز معقدة باستخدام شركة الطاقة الأذربيجانية "سوكار" كوسيط. وذكر زيلينسكي أنه أجرى محادثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال المنتدى الاقتصادي في دافوس، حيث كانت إمدادات الغاز أحد الموضوعات الرئيسية للنقاش. ورغم ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل تلك المحادثات.
إنتاج الغاز الأذربيجاني
أفادت وزارة الطاقة الأذربيجانية بأن إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد ارتفع بنسبة 4.3% العام الماضي ليصل إلى 50.6 مليار متر مكعب، تم تصدير نصف هذه الكمية إلى الأسواق الخارجية. وتعد أذربيجان أحد الموردين الرئيسيين الذين تسعى أوروبا إلى الاعتماد عليهم لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
أزمة الطاقة في مولدوفا وتأثيراتها
على صعيد آخر، تعاني مولدوفا من أزمة طاقة حادة عقب توقف شركة "غازبروم" الروسية عن إمدادها بالغاز اعتباراً من يناير. ويعود ذلك إلى تراكم ديون غير مدفوعة على شركة "مولدوفاغاز"، مما أثر بشدة على منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا.
وخلال اجتماعه مع رئيسة مولدوفا، عرض زيلينسكي تقديم مساعدات مجانية تشمل تزويد محطة كهرباء في مدينة تيراسبول بالفحم وتشغيلها، مقابل حصول أوكرانيا على فائض الكهرباء من مولدوفا. وذكر زيلينسكي أن المحطة في تيراسبول يمكنها إنتاج 2 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتغطية احتياجات مولدوفا، وربما يتيح لها تخفيض الأسعار بنسبة تصل إلى 30%.
اتهامات بتدبير أزمة الطاقة
اتهم زيلينسكي وساندو روسيا بتعمد إثارة أزمة طاقة في مولدوفا، بهدف زعزعة الاستقرار وتقويض حكومة كيشيناو المؤيدة للاتحاد الأوروبي. تأتي هذه الاتهامات في ظل أجواء توتر إقليمي متزايد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، والذي أدى إلى تضرر شبكة الطاقة الأوكرانية نتيجة الضربات الصاروخية المستمرة، لا سيما خلال العام الماضي.
يعكس إعلان أوكرانيا استعدادها لنقل الغاز الأذربيجاني والتعاون مع مولدوفا في مجال الطاقة، محاولة للتخفيف من أزمة الطاقة الإقليمية التي أثرت على أمن الطاقة في أوروبا. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى الدور الذي ستلعبه أذربيجان كمورد بديل للغاز في صدارة الحلول المطروحة لمواجهة تحديات الطاقة في المنطقة.