السعودية تتفاوض لشراء حصص في مناجم التعدين العالمية ضمن استراتيجيتها الاقتصادية
تسعى المملكة العربية السعودية بشكل مستمر إلى إبرام صفقات في قطاع التعدين، وذلك بهدف تأمين إمدادات المعادن الحرجة التي تدعم خطتها الصناعية الطموحة. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه القطاع العالمي موجة من محاولات الاندماج التي قد تكون فرصة للمملكة لدخول الأسواق العالمية بطرق أكثر تنظيمًا.
الانضمام لموجة الاندماج
أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، في تصريحات له على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن انضمام السعودية إلى موجة الاندماج في قطاع التعدين قد يكون وسيلة جيدة لدخول السوق، أو على الأقل لتوفير الفرص للوصول إلى الأصول المختلفة بشكل أكثر تنظيمًا. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تشمل شراء حصص في الأصول أو شراء الشركات بشكل كامل، دون أن يوضح تفاصيل هذه العمليات بشكل دقيق.
ومنذ فترة، تتطلع السعودية إلى إتمام صفقات في قطاع التعدين، ضمن جهودها المستمرة للتحول الاقتصادي الذي تروج له المملكة. وعلى الرغم من أن هذه الجهود قد أسفرت عن نتائج محدودة حتى الآن، إلا أن هناك بعض التطورات الهامة، مثل إتمام صفقة كبيرة في باكستان، بالإضافة إلى صفقة أخرى قيد التنفيذ. وقد تمنح هذه الجهود الأخيرة من قبل الشركات الكبرى السعودية فرصة للاستثمار في السيولة المتاحة.
منارة المعادن للاستثمار واهتمامها بمنجم زالديفار
قال الخريف إن شركة "منارة المعادن للاستثمار"، وهي شركة سعودية مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، قد تكون مهتمة بشراء حصة شركة "باريك غولد" في منجم "زالديفار" للنحاس في تشيلي. وأشار الخريف إلى أن "تشيلي تعد من الدول الغنية بالموارد في قطاع التعدين"، مضيفًا أن العلاقات بين شركة "باريك" و"منارة" جيدة للغاية. وتعتبر "باريك غولد" حاليًا في طور بيع حصتها التي تبلغ 50% في منجم "زالديفار"، بينما تمتلك شركة "أنتوفاغاستا" الحصة المتبقية في المنجم.
محاولات لصفقات كبيرة في قطاع التعدين العالمي
شهد قطاع التعدين العالمي العديد من المحاولات لصفقات كبيرة في العام الماضي. فقد أجرت شركتا "ريو تينتو" و"غلينكور" محادثات في مراحل مبكرة حول دمج أعمالهما لتكوين شركة ضخمة قادرة على منافسة شركة "بي إتش بي غروب" التي لطالما كانت من عمالقة الصناعة. كما حاولت شركة "بي إتش بي" العام الماضي شراء شركة "أنغلو أميركان" في صفقة بلغت قيمتها 49 مليار دولار، مما دفع "أنغلو" إلى تسريع عملية إعادة هيكلة أعمالها.
التحركات السعودية في مجالات أخرى
قارن وزير الصناعة السعودي، بندر الخريف، بين التحركات في صناعة التعدين العالمية والأنشطة السعودية في صناعة الأغذية. ففي عام 2023، قامت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني "سالك" بشراء حصة في شركة "بي آر إف"، أكبر منتج للدواجن في البرازيل. كما قدمت "سالك" عرضًا بقيمة 4 مليارات دولار للاستحواذ الكامل على وحدة الأعمال الزراعية لمجموعة "أولام" في العام ذاته.
خطوة كبيرة في صناعة التعدين
أخذت السعودية أول خطوة كبيرة لها في صناعة التعدين الدولية عندما استحوذت على حصة 10% في وحدة المعادن الأساسية التابعة للشركة البرازيلية "فالي" في عام 2023. وفي باكستان، لا تزال المملكة تتفاوض بشأن التفاصيل الرئيسية لشراء حصة في مشروع تعدين النحاس والذهب الذي تسيطر عليه شركة "باريك غولد"، بما في ذلك موقع معالجة المعادن المستخرجة من المشروع. وأكد الخريف أن هناك بعض الأمور الصغيرة التي يجب الاتفاق عليها من الناحية التجارية، معربًا عن أمله في إغلاق الصفقة قريبًا.