الأداء المالي لبنوك وول ستريت في 2025.. فرص ومخاوف من التضخم والتقلبات السوقية
تشهد بنوك وول ستريت متابعة حثيثة للأداء المالي لعام 2025، خاصة بعد البداية المخيبة للآمال التي تمثلت في نتائج أرباح "جيفريز غروب" (Jefferies Group) وتقرير الوظائف الاستثنائي الذي أثار المخاوف من ارتفاع التضخم. ومع تقرير سوق العمل القوي الذي صدر يوم الجمعة، تزداد التساؤلات حول قدرة البنوك على مواصلة النمو الذي حققته في العام الماضي.
الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات السوق
أدى التقرير القوي لسوق العمل إلى دعم موقف الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواصل تردده في تسريع خفض أسعار الفائدة. هذا الموقف ساهم في تراجع سوق الأسهم وارتفاع عوائد السندات، مما قلل من آمال المستثمرين في تكرار الأداء المتميز للأسهم الذي شهدناه في العام الماضي، عندما ارتفعت أسهم البنوك بنسبة 33%، متفوقة على أداء مؤشر "إس آند بي 500" الأوسع نطاقاً.
ويعوّل المحللون على انتعاش نشاط الصفقات والأسواق المالية، إلى جانب نمو الإيرادات وعمليات إعادة شراء الأسهم، لتعزيز القطاع المالي بشكل أكبر. وقد يحصل المستثمرون على فرصة للاستماع إلى قادة بنوك كبرى مثل "سيتي غروب"، و"غولدمان ساكس"، و"جيه بي مورغان"، و"ويلز فارغو"، عندما يفتتحون موسم إعلان نتائج الربع الأول من العام يوم الأربعاء.
التأثير المحتمل لفوز دونالد ترمب
تظهر توقعات الأعمال للربع الأخير من عام 2024 تفاؤلاً عاماً، خاصة بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات. يُتوقع أن يشهد القطاع تحسناً ملحوظاً بفضل السياسات الضريبية واللوائح التي قد يساهم ترمب في تقديمها، مما سيؤثر بشكل إيجابي على ربحية البنوك. وقد يترتب على هذه السياسات تخفيف القيود التنظيمية، وهو ما قد يعزز قدرة البنوك على النمو في المستقبل.
توقعات حول أداء الأسواق المالية في 2025
بينما يُتوقع أن يستمر أداء الأسواق المالية في التحسن، تشير التوقعات إلى أن البنوك ستشهد تحديات تتعلق بتسارع نمو الإيرادات مقارنة بالنفقات، وهو ما أكده مايك مايو من "ويلز فارغو". كما يعتقد البعض أن الأسواق المالية قد تحقق رقماً قياسياً في وقت ما خلال العام، رغم المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي.
التقلبات في أسواق الأسهم بعد الانتخابات
من المتوقع أن تكون الانتخابات قد أسهمت في تعزيز أداء البنوك خلال الربع الأخير من العام، حيث تشير المؤشرات إلى أن إيرادات التداول قد تتجاوز التوقعات. ومع ذلك، كانت الأسواق تشهد بعض التقلبات مع انتظار نتائج الأرباح، خاصة بعد تقرير "جيفريز" الذي أظهر أن عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية قد تكون أقل من المتوقع.
التحديات الاقتصادية في 2025
تشير الظروف الاقتصادية العامة إلى وجود تحديات قد تؤثر على التوقعات لعام 2025، حيث لا يزال الاقتراض ضعيفاً مع تحليلات الشركات للوضع الاقتصادي بعد الانتخابات. كما تؤثر الزيادة المتوقعة في تكاليف الاقتراض نتيجة فرض رسوم جمركية في ظل إدارة ترمب على تزايد الضغوط على السوق.
ورغم أن هناك تراجعاً في التفاؤل، إلا أن المستثمرين يأملون أن تتمكن البنوك الكبرى من تقديم تقارير قوية قد تضع حداً للتقلبات في الأسواق وتساهم في عودة الأسهم إلى المسار التصاعدي. في الوقت نفسه، تسعى بعض البنوك مثل "سيتي غروب" و"جيه بي مورغان" إلى تقديم إشارات على انتعاش في نشاط التداول، وهو ما يعزز الأمل في استمرار أداء الأسواق المالية بشكل إيجابي خلال العام.
