خفض إنتاج النيكل في إندونيسيا يهدد الإمدادات العالمية ويدفع الأسعار نحو الارتفاع
يمكن أن يؤدي الخفض المحتمل لإنتاج النيكل من مناجم إندونيسيا إلى فقدان أكثر من ثلث إمدادات السوق العالمية، وفقًا لتوقعات مجموعة "ماكواري جروب" المصرفية (Macquarie Group). هذا التراجع في الإنتاج يمثل خطراً كبيراً قد يدفع أسعار النيكل إلى الارتفاع بشكل حاد. وبالنظر إلى أن إندونيسيا تُعد من أكبر منتجي النيكل في العالم، فإن أي تعديل في إنتاجها يمكن أن يترك آثاراً كبيرة على الأسواق العالمية.
خطة الحكومة الإندونيسية لتخفيض الإنتاج
تدرس الحكومة الإندونيسية حالياً تخفيضات كبيرة في حصص إنتاج مناجم النيكل، حيث من المتوقع أن يتم تقليص الإنتاج من 272 مليون طن في عام 2024 إلى 150 مليون طن في هذا العام. وذكرت وكالة "بلومبرج" أن هذه التخفيضات قد تشكل تهديداً كبيراً لإمدادات السوق، مما يؤثر على الأسعار بشكل كبير.
ووفقاً لمجموعة "ماكواري"، من المرجح أن يكون التخفيض المقترح بنسبة 40% هو السيناريو الأكثر احتمالاً. وإذا تم تطبيق هذا التخفيض، فسيؤدي إلى تقليص كبير في إنتاج النيكل، وهو المعدن الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة البطاريات.
تأثير هذه التخفيضات على أسعار النيكل
بينما يعتبر البنك أن التخفيضات بهذا الحجم في إمدادات النيكل غير محتملة إلى حد كبير، فإنه يشير إلى أن الإنتاج الأقل من المتوقع للمناجم في أكبر دولة منتجة في العالم يمثل تهديداً صعودياً لأسعار النيكل. وذكر البنك في مذكرة بحثية يوم الأربعاء أنه لا يزال يتوقع أن تشهد السوق فائضاً صغيراً من المعروض هذا العام، رغم هذه التحديات.
تراجع أسعار النيكل وأثره على المنتجين العالميين
يُعتبر التراجع المستمر في أسعار النيكل اختباراً صعباً للمنتجين في جميع أنحاء العالم. هذا التراجع يزيد من احتمال إغلاق المناجم بشكل كبير، وهو ما يعزز هيمنة إندونيسيا على إمدادات النيكل العالمية. ففي عام 2024، سجل سعر النيكل خسارة سنوية ثانية على التوالي، وذلك بسبب زيادة إنتاج إندونيسيا وضعف الطلب من صانعي البطاريات وقطاع الفولاذ المقاوم للصدأ.
مراقبة الأحداث الاقتصادية العالمية وتأثيرها على السوق
يراقب المتداولون خلال العام الجاري تطورات عدة عوامل تؤثر في السوق، أبرزها جهود الصين لتحفيز اقتصادها، بالإضافة إلى تأثير سياسة الرسوم الجمركية التي ستتبعها الإدارة الأميركية الجديدة. ولكن يبقى إنتاج المناجم الإندونيسية هو العامل الأساسي المؤثر في تحركات أسعار النيكل، وفقاً لتوقعات "ماكواري".
إمدادات النيكل في إندونيسيا والقيود الحكومية
تجدر الإشارة إلى أن إمدادات النيكل الخام في إندونيسيا، التي تمثل أكثر من نصف الإنتاج العالمي للنيكل، لم تتمكن من مواكبة الطلب في العام الماضي بسبب القيود الحكومية المفروضة على الإنتاج. هذا التراجع في الإمدادات دفع البلاد إلى استيراد كميات قياسية من النيكل من الفلبين لتلبية الطلب المحلي والدولي.
ختاماً، تظل إندونيسيا عاملًا رئيسيًا في السوق العالمية للنيكل، وأي تغييرات في إنتاجها قد تؤدي إلى تحولات هامة في أسعار المعدن على المستوى الدولي.
