استئناف ساعات تداول النيكل المعتادة في لندن بعد أزمة 2022
عادت تداولات عقود النيكل في بورصة لندن للمعادن مجدداً خلال تعاملات ساعات العمل الآسيوية يوم الاثنين، ما يشكل خطوة مهمة في إطار الجهود المبذولة لإصلاح السوق بعد الاضطرابات غير المسبوقة التي وقعت السنة الماضية.
بدأ تداول المعدن عند الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت لندن، بعد مرور ما يفوق سنة من تعليق بورصة لندن للمعادن التداول وشطب صفقات بمليارات الدولارات رداً على أزمة عقود البيع على المكشوف الجامحة التي أحاطت بشركة "تسينغشان هولدينغ غروب" (Tsingshan Holding Group). صعدت الأسعار 250% خلال ما يتجاوز بقليل 24 ساعة مطلع مارس 2022، مع حدوث أكبر زيادة خلال ساعات التداول الآسيوية. فُتح السوق للعمل من جديد بعد أسبوع، ولكن من الساعة 8 صباحاً بتوقيت لندن فقط.
كانت بورصة لندن للمعادن قد خططت في الأصل لاستئناف عمليات التداول الآسيوية منذ أسبوع، لكنها أخرت إعادة التشغيل جراء وجود مخاطر حدوث تقلبات إثر اكتشافها أن عدداً محدوداً من الشحنات المعبأة في أكياس داخل مستودعاتها تحتوى على أحجار وليس النيكل. أوضحت بورصة لندن للمعادن الخميس الماضي أنه لم تُرصد أي مشكلات أخرى أثناء مراجعة عالمية للنيكل المختزن في مواقع أخرى من شبكة تخزينها.
تطمح بورصة لندن للمعادن إلى أن تسهم الساعات الممتدة من التداول في زيادة أحجام التداول، عن طريق تسهيل المراجحة بين عقود بورصتي لندن وشنغهاي. بقي النشاط بسوق النيكل أقل كثيراً مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة، وأسهم شح السيولة في حدوث تقلبات جامحة للأسعار بين الحين والآخر.
تراجعت الأسعار 0.2% يوم الاثنين مسجلة 23,420 دولاراً للطن عند الساعة 8:55 صباحاً بتوقيت شنغهاي. تعد عقود النيكل الأسوأ أداءاً ببورصة لندن للمعادن حتى الآن خلال السنة الحالية، بعد أن هبطت بأكثر من 21%.
يعتمد مشترو وبائعو المعادن المادية على عقد بورصة لندن للمعادن كمؤشر أساسي للتسعير، ويتخذون مراكزاً استثمارية في البورصة أيضاً للتحوط ضد المخاطر، ما يعني أن القطاع الأوسع نطاقاً يعول على عمل سوق بورصة لندن للمعادن بصورة صحيحة.
تتعرض عقود النيكل أيضاً لصعوبات جوهرية بدرجة أكبر، إذ يشكل النوع المكرر من المعدن المتداول بالبورصة نسبة محدودة ومتراجعة من إجمالي إنتاج النيكل على مستوى العالم. على أثر ذلك، باتت الروابط بين تسعير بورصة لندن للمعادن والمواد المشتراة والمباعة فعلياً لتصنيع بطاريات من الفولاذ المقاوم للصدأ أو السيارات الكهربائية متقلصة بطريقة متنامية.
رغم ذلك، بدأت "تسينغشان"، التي تنتج كميات ضخمة من النيكل شبه المكرر، في بناء مصنعاً في إندونيسيا لإنتاج معدن نهائي يمكن تسليمه عن طريق بورصة لندن للمعادن، ما قد يساعدها على تفادي حدوث نقص بالمعروض مستقبلاً. في حال أُدرج النيكل المكرر الذي تنتجه "تسينغشان" وشركات صينية أخرى للتسليم في بورصة لندن للمعادن، فقد يسهم ذلك أيضاً في إنعاش التداول بسوق النيكل الذي يواجه مصاعب.
وقبيل إستئناف ساعات التداول الآسيوية، شكك بعض المتداولين فيما إذا كان سيعطي ذلك فعلاً دفعة كبيرة لأحجام التداول، إذ تعرّض التداول في سوق النيكل المنافس في شنغهاي لخسائر منذ وقوع الأزمة أيضاً. كما بات السوقان منفصلين بصورة متصاعدة السنة المنصرمة.
أدخلت بورصة لندن للمعادن عدداً من التعديلات على قواعدها الخاصة منذ وقوع الأزمة خلال مارس الماضي، بما فيها فرض حدود يومية لحركة الأسعار.