بعد عام من الأزمات.. بوينج تضع خططًا للعودة إلى القمة في 2025
انتهى عام 2024 بشكل مؤلم لشركة بوينج، حيث تم تصنيفها كأكبر الخاسرين على مؤشر داو جونز الصناعي. شهد سعر سهم الشركة انخفاضًا بنسبة 31%، مما جعلها الأسوأ أداء بين الشركات الثلاثين المدرجة على المؤشر، وفقًا لبيانات Markets Insider.
كان من الممكن أن تتجنب بوينغ هذا اللقب غير المرغوب فيه، حيث انخفضت أسهم شركة نايكي بنسبة 30% تقريبًا خلال نفس الفترة. على الرغم من هذه الخسائر، شهد مؤشر داو جونز ارتفاعًا بنسبة 13% بشكل عام، بقيادة شركة إنفيديا التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسهمها بأكثر من الضعف.
بداية صعبة لعام 2024
مع بداية العام الجديد، أصبح من الواضح أن 2024 سيكون عامًا اختبارًا كبيرًا لشركة بوينغ. في 5 يناير، تعرضت طائرة من طراز 737 ماكس التابعة لخطوط ألاسكا الجوية لفقدان لوحة سدادة الباب أثناء التحليق. وتشير البيانات إلى أن الطائرة تم تسليمها قبل 66 يومًا، مما يوضح أن المشكلة ناتجة عن خطأ من الشركة المصنعة. وقد أكدت ذلك التحقيقات الأولية التي أجراها المجلس الوطني لسلامة النقل، والتي أشارت إلى أن الطائرة غادرت المصنع دون مسامير رئيسية.
وأثار هذا الحادث انتقادات واسعة من رؤساء شركات الطيران، بالإضافة إلى تدقيق أكبر من قبل المنظمين. حيث فرضت إدارة الطيران الفيدرالية تحديد إنتاج طائرات 737 ماكس بـ 38 طائرة شهريًا. وأوضح مدير إدارة الطيران، مايك ويتاكر، في تصريحاته الأخيرة لرويترز أن بوينغ ستحتاج إلى عدة أشهر للوصول إلى هذا الهدف.
وفي مارس، أعلن ديف كالهون تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بوينج، ليتم استبداله في أغسطس بكيلي أورتبيرغ، الخبير المخضرم في صناعة الطيران. أورتبيرغ أكد في تصريحاته أنه سيعيد الأولوية للهندسة على حساب الربح، وهي خطوة تهدف إلى إصلاح المسار الذي كانت الشركة تسلكه.
بوينج في مواجهة الأزمات المستمرة
على الرغم من التغييرات في القيادة، استمرت شركة بوينج في مواجهة الأزمات. ففي سبتمبر، تعرضت المركبة الفضائية ستارلاينر لعودة غير متوقعة إلى الأرض بدون طاقم. كان من المفترض أن يعود رواد الفضاء الذين نقلتهم إلى محطة الفضاء الدولية بعد ثمانية أيام، ولكن بسبب مشكلات في المركبة، تقرر أن يقضي هؤلاء الرواد ثمانية أشهر في الفضاء بدلاً من ذلك.
في وقت لاحق من الشهر نفسه، دخل حوالي 30 ألف عامل في إضراب داخل الشركة، مما أثر بشكل كبير على الإنتاج لمدة سبعة أسابيع وسط مفاوضات نقابية متوترة. لم يتم استئناف إنتاج طائرة 737 ماكس حتى ديسمبر، مما أضاف مزيدًا من التعقيد على الوضع.
تأخيرات مستمرة وتأثيرات سلبية على العملاء
استمرت التأخيرات في عمليات تسليم الطائرات في إثارة غضب عملاء شركات الطيران. وفي أثناء الإضراب، أعلن أورتبيرغ عن مزيد من التأخير في طائرة بوينغ 777X المرتقبة. وأشار الرئيس التنفيذي أيضًا إلى أن الشركة ستقوم بتسريح 10% من موظفيها البالغ عددهم 170 ألفًا.
منافسة قوية من إيرباص
في خضم هذه الأزمات، حققت شركة إيرباص، المنافس الأكبر لشركة بوينغ، أداءً قويًا، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 14% خلال العام الماضي. قدر محللو بنك أوف أميركا أن إيرباص سلمت ما يصل إلى 760 طائرة، وهو ما يقارب توجيهاتها البالغة 770 طائرة. بينما سلمت بوينغ في نهاية نوفمبر 318 طائرة فقط، أي أقل من نصف هذا العدد.
خطة أورتبيرج لإعادة بناء الشركة
على الرغم من هذه التحديات، فإن كيلي أورتبيرج وضع خطة للتغلب على الأزمات وإعادة الشركة إلى المسار الصحيح. وقد شمل ذلك تعزيز الوجود القيادي في أرضيات المصانع لمساعدة في تغيير ثقافة الشركة، مشيرًا إلى أن التحول في الشركة سيكون عملية طويلة لكنها ستمنح بوينغ القدرة على أن تكون "عظيمة مرة أخرى". وأضاف أن مع التركيز على الثقافة الصحيحة، يمكن للشركة أن تصبح رائدة في مجال الطيران مرة أخرى.
ومن المقرر أن يكون عام 2025 عامًا محوريًا بالنسبة لشركة بوينغ، حيث يخطط أورتبيرغ لتنفيذ استراتيجياته التي تهدف إلى تجاوز مشاكل العام الماضي وتحقيق تقدم ملحوظ للشركة في المستقبل.