الدولار الأمريكي يسجل ارتفاعًا ملحوظًا أمام اليورو والجنيه الإسترليني مع بداية العام الجديد
شهد الدولار الأمريكي في أول يوم تداول من العام الجديد ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى أعلى مستوى له أمام اليورو والجنيه الإسترليني، مستمرًا في مكاسبه التي حققها في العام الماضي. هذا التحسن في قيمة الدولار يأتي نتيجة للتوقعات التي تشير إلى أن أسعار الفائدة الأمريكية ستظل مرتفعة نسبيًا مقارنة مع الاقتصاديات الكبرى الأخرى.
هبوط اليورو مقابل الدولار
انخفض اليورو إلى 1.0314 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022، ليحقق تراجعًا بنسبة 0.3 بالمئة خلال تداولات اليوم. بهذا الانخفاض، يكون اليورو قد هبط بحوالي ثمانية بالمئة منذ أواخر سبتمبر عندما بلغ أعلى مستوياته عند 1.12 دولار، مما يجعله من أبرز المتأثرين بالارتفاعات الأخيرة في العملة الأمريكية.
توقعات بخفض أسعار الفائدة الأوروبية
ويتوقع المتعاملون في الأسواق المالية أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيضات قوية في أسعار الفائدة خلال عام 2025، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك سيخفض الفائدة أربع مرات بمقدار 25 نقطة أساس لكل مرة. في المقابل، يتشكك المستثمرون في أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باتخاذ خطوات مماثلة لخفض الفائدة حتى مرتين خلال العام، مما يعزز من جاذبية الدولار.
تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار
أما الجنيه الإسترليني، فقد انخفض بنسبة 0.65 بالمئة ليصل إلى 1.2443 دولار، مسجلًا أدنى مستوى له منذ أبريل الماضي. هذا الانخفاض تسارع بعد أن كسر الجنيه حاجز مقاومة عند 1.2475 دولار، مما يزيد من الضغوط على العملة البريطانية في مواجهة الدولار.
دور السياسات الأمريكية في تعزيز الدولار
يعتقد كبير محللي العملات في "إم.يو.إف.جي"، لي هاردمان، أن الدولار سيستمر في توسيع مكاسبه مع بداية العام الجديد وسط التوقعات بأن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ستسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. هذه السياسات قد تؤدي أيضًا إلى زيادة في ضغوط الأسعار، مما يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الحذر في اتخاذ قرارات بشأن خفض أسعار الفائدة، ما سيدعم في النهاية الطلب على الدولار.
التأثيرات الجيوسياسية على الدولار
من المتوقع أن تؤدي التوترات الجيوسياسية، مثل الصراع في الشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن. إلى جانب ذلك، تشير التوقعات إلى ضعف النمو الاقتصادي في مناطق أخرى خارج الولايات المتحدة، مما يعزز من القوة النسبية للدولار الأمريكي.
وتبددت بعض الخسائر المبكرة للدولار اليوم الخميس، ليرتفع أمام الين الياباني بنسبة 0.17 بالمئة، مسجلاً 157.26 ين. وكان الدولار قد وصل في أواخر الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر مقابل الين، متجاوزًا 158 ينا.
العملات الأخرى في مواجهة الدولار
على صعيد العملات الأخرى، تراجع اليوان الصيني قرب أدنى مستوى له منذ 14 شهرًا، بسبب المخاوف المتعلقة بقوة الاقتصاد الصيني. كما أثرت التوقعات بفرض رسوم جمركية أمريكية من قبل إدارة ترامب وتراجع عوائد السندات الصينية على معنويات المستثمرين. من جهة أخرى، استقر الفرنك السويسري أمام الدولار، بينما شهد الدولار الأسترالي زيادة بنسبة 0.36 بالمئة ليصل إلى 0.6215 دولار، بعد أن شهد تراجعًا بنسبة تسعة بالمئة في 2024، وهو أضعف أداء سنوي له منذ 2018.
