صندوق بيركشاير هاثاواي يسجل أعلى مستوى نقدي منذ 34 عاماً مع 325 مليار دولار
يتجه المستثمر الأسطوري وارن بافيت، الذي عُرف بفضل استراتيجياته الاستثمارية الحكيمة، إلى عام 2025 وهو يمتلك صندوقًا ضخمًا في شركة "بيركشاير هاثاواي"، محملاً بأكبر كنز نقدي منذ 34 عامًا. تبلغ السيولة النقدية للمجموعة، التي يقع مقرها في أوماها، 325 مليار دولار، وهو رقم قياسي من حيث القيمة المطلقة. تمثل هذه السيولة الآن حوالي 30% من إجمالي أصول "بيركشاير هاثاواي"، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ عام 1990، وفقًا للبيانات الصادرة عن "أوبنهايمر".
تحول بيركشاير هاثاواي تحت قيادة بافيت
سيطر وارن بافيت لأول مرة على شركة "بيركشاير هاثاواي" في عام 1965، والتي كانت في الأصل شركة تصنيع ملابس. ومنذ ذلك الحين، نجح في تحويلها إلى تكتل تجاري فريد من نوعه، حيث توسعت الشركة لتشمل مجموعة متنوعة من الأعمال بما في ذلك التأمين والخدمات اللوجستية. إن حصيلة السيولة الضخمة في خزائن "بيركشاير" تظهر أن بافيت يفضل التريث وعدم المخاطرة في استثماراته في الوقت الحالي.
أسباب احتفاظ بافيت بهذه السيولة النقدية
قد يكون التفسير الأكثر وضوحًا لاحتفاظ بافيت بمبالغ ضخمة من السيولة النقدية هو ببساطة أنه لا يجد حاليًا مجالات استثمارية جذابة تمكّنه من تخصيص هذا النقد في سوق باهظة الثمن. فقد وصل تقييم السوق إلى مستويات تاريخية باستخدام مقياس بافيت المفضل للتقييم، وهو "مؤشر بافيت"، الذي يقيس القيمة السوقية الإجمالية للأسهم الأمريكية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. ارتفع هذا المؤشر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بنسبة 209%، وهو مستوى لم يُشاهد منذ ذروة السوق في عام 1929.
بيع الأسهم وتوزيع السيولة على المدى الطويل
شهدت سيولة "بيركشاير" نموًا ملحوظًا خلال العام الجاري بعد أن قام بافيت ببيع كميات ضخمة من الأسهم في شركتي "أبل" و"بنك أوف أمريكا". بلغ إجمالي قيمة الأسهم التي تم بيعها 133 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، مما يعكس مزاجًا مائلًا للبيع خلال هذه الفترة. رغم ذلك، حققت "بيركشاير" ارتفاعًا في أسهمها بنسبة 27% في عام 2024، وهو أكبر مكسب سنوي لها منذ عام 2021، وذلك حتى دون إعادة شراء أسهمها الخاصة.
انتظار صفقة ضخمة في المستقبل
يرى العديد من مراقبي وارن بافيت أنه ينتظر بفارغ الصبر اللحظة المناسبة لإبرام صفقة ضخمة، أو ما يُسمى بـ "صفقة بحجم الفيل"، رغم تقدمه في السن. يتوقع البعض أن جزءًا من الـ 325 مليار دولار نقدًا سيُستخدم في وقت لاحق للاستثمار في "فرص ضائقة"، مثل تلك التي شهدتها الأسواق خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة. كما يشير المحللون إلى أن بناء هذا "الصندوق النقدي" قد يتيح لخليفة بافيت، غريغ أبيل، الاستفادة منه في المستقبل لترك بصمة خاصة عند توليه المسؤولية في "بيركشاير".