شعروا بالعجز والإحباط.. جيران ضحايا شقة المنيل يروون تفاصيل المأساة
في مساء الأحد الماضي، شهدت منطقة المنيل بالقاهرة مأساة إنسانية مؤلمة، عندما اندلع حريق هائل في شقة سكنية بالطابق الأخير من عمارة مكونة من 11 طابقًا، مما أسفر عن وفاة ربة منزل وطفليها، إثر الحروق والاختناق، في مشهد صادم ومؤلم.
كانت "نوهير السباعي"، ربة المنزل، تحاول مع طفليها الصغيرين الحصول على بعض الراحة بعد يوم طويل من الحياة اليومية، لكن القدر كان يخبئ لهم شيئًا مختلفًا، ففي لحظة، اجتاحت النيران الشقة بسرعة، لتتحول حياتهم في دقائق إلى مأساة مفجعة، بعد أن وجدت الأم وأطفالها محاصرين بالنيران من كل اتجاه، يحاولون النجاة لكنهم غير قادرين على الهروب بسبب الدخان الكثيف وشدة النيران الملتهبة.
على الرغم من محاولات الجيران من الوصول إلى الشقة المشتعلة، كانت كثافة الدخان وارتفاع الحرارة تحول دون مساعدتهم في إنقاذ الأسرة المسكينة، كانت تلك اللحظات هي الأكثر قسوة، حيث لم تتمكن جهود الجميع من إيقاف المأساة في وقتها.
قال شهود عيان على الحادث، إن الحريق أسفر عن وفاة الأسرة بالكامل، بعد أن فشلوا في الهروب من ألسنة اللهب باللجوء إلى البلكونة، وأفاد الشهود بأن الأسرة بدأت في الصراخ والاستغاثة، في محاولة يائسة للحصول على مساعدة، ولكن بعد فترة من الزمن اشتعلت النيران فيهم، ما أدى إلى وفاتهم جميعًا بسبب الحروق البالغة التي تعرضوا لها، بالإضافة إلى الاختناق من كثافة الدخان.
كانت تلك اللحظات من الصراع مع النيران والألم، مشهدًا مأساويًا، حيث عجز الجميع عن إنقاذهم بسبب صعوبة الوصول إليهم بسبب كثافة الدخان وشدة النيران.
ومع وصول رجال الإطفاء، تم محاصرة النيران، لكن الحريق كان قد أسفر بالفعل عن فقدان العائلة بأكملها.
الأم وطفلاها رحلوا عن الدنيا، بينما ظل الجيران يذكرون كيف عانوا في لحظاتهم الأخيرة، وكيف أن المأساة ألقت بظلالها على كل من سمع استغاثتهم.
عندما بدأت التحقيقات في الحادث، أظهر الجيران مشاعر من الحزن العميق، فالجميع كان يعلم أن هذه الأسرة كانت نموذجًا للطيبة والبساطة، لم تكن "نوهير" مجرد ربة منزل، بل كانت قلبًا نابضًا بالعطف والرحمة واشتهرت بالعطف على الحيوانات الأليفة خاصة الكلاب، وطفلاها كانا مصدر فرحتها، ولكن الحريق سرق منهم كل شيء.
من جهتها كشفت المعاينة الأولية لحريق شقة سكنية في منطقة المنيل عن وفاة السيدة “نوهير السباعي” وطفليها نتيجة إصابتهم جراء النيران المشتعلة داخل الشقة.
وأوضحت المعاينة الأولية أن ماسًا كهربائيًا قد يكون السبب وراء اشتعال النيران في الشقة، فيما انتقل رجال المعمل الجنائي إلى الموقع لتحديد الخسائر الناجمة عن الحريق والتحقق من السبب النهائي.
وتواصل رجال المباحث بمديرية أمن القاهرة تحرياتهم لكشف ملابسات الحادث بالكامل، حيث تم الاستماع إلى أقوال شهود العيان لجمع المعلومات الضرورية.
وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة قد تلقت بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية في منطقة مصر القديمة، فتم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء إلى الموقع، وتم فرض كردون أمني حول المكان لمحاصرة النيران ومنع امتدادها.