مدير مكتبة الإسكندرية: مشروع الحداثة في الغرب متأزم ويعاني من وهن أخلاقي
أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، أن مشروع الحداثة الذي نبت وترعرع في الغرب "متأزم" ويعاني من "وهن أخلاقي"، وأصبح هناك ما يمكن أن نطلق عليه "أخلاقيات ما بعد الحداثة"، حيث المجتمعات المتفككة، وافتقاد الروابط الاجتماعية مع تفشي الفردية.
جاء ذلك خلال ندوة بالمكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة؛ لمناقشة كتاب "سؤال الأخلاق في مشروع الحداثة.. جدل الحضور والغياب"، للدكتور أحمد زايد؛ والصادر عن مؤسسة "العويس الثقافية"، وذلك بمناسبة فوزه بجائزتها.
أدارت الندوة الدكتورة "سرفيناز أحمد حافظ" مديرة المكتبة، وعقدت تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور "محمود السعيد" نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وحضرتها نخبة من أساتذة الجامعة وطلاب الدراسات العليا وعدد من المهتمين.
وقال مدير مكتبة الإسكندرية، إن الغرب الذي أنتج مفكروه وفلاسفته الحداثة التي نقلت الإنسانية وطورتها، هو نفسه المسئول عن الحقبة الاستعمارية، وهو الذي أقر العنصرية لذلك، فالعالم يعاني من "وهن أخلاقي" أحدث تشظي للإنسان وتفككت الروابط الاجتماعية، وزاد الهلع الاجتماعي.
وأشار الدكتور أحمد زايد إلى مشواره البحثي، الذي استغرق ستة أعوام لكي يظهر هذا الكتاب، من أجل معالجة قضية حضور الأخلاق بشكل دائم على مستوى الخطاب، وغيابها أيضًا بشكل دائم على مستوى الواقع.
وتحدث عن ما أسماه أخلاقيات الفضاءات الإلكترونية، والبايولوجيا والذكاء الاصطناعي والمناخ، مشيرًا إلى اهتمام الغرب البالغ بها لأنها تهدد منظومته الحداثية، كما طرح ما يمكن وصفه بروشتة لكيفية تخلص المجتمع العالمي من منظومة الأخلاق المتناقضة، بالتحول إلى "حداثة مصقولة" فيها شفافية وعدل، مشيرًا إلى أن عالم اليوم في حاجة إلى "أنسنة" العولمة والحداثة وعن حاجتنا إلى "انبعاث أخلاقي" جديد.
