مدير مكتبة الإسكندرية: مصر تقدم تجربة فريدة في التعامل مع اللاجئين

أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد؛ أن مصر تقدم تجربة فريدة ومتميزة في التعامل مع اللاجئين، حيث أن مصر لعبت دوراً فاعلاً في التوصل لإعلان نيويورك عام 2016، مؤكدا أهمية دعم الآليات الدولية القائمة لتعزيز حماية حقوق اللاجئين ومساواتهم بالسكان الأصليين .
جاء ذلك في كلمته على هامش أعمال المؤتمر الدولي "الهجرة واللجوء والتحديات الإنسانية بين المسؤولية الدولية والالتزامات الوطنية"، الذي عقد في "بيت الحكمة" بالعراق بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وعدة مؤسسات وجامعات وأكاديميات ومراكز أبحاث عربية ودولية.
وقال مدير المكتبة - في الكلمة - إن مصر تعد هي الدولة الوحيدة التي لا يوجد بها مخيمات للاجئين، بل يعيشون بين المصريين ويتمتعون بنفس الخدمات والدعم الذي تقدمه الدولة لمواطنيها.
وأكد مدير المكتبة - بحسب بيان أصدرته المكتبة اليوم الجمعة- أن لمصر تجربة ناجحة في التعامل مع ضيوفها من اللاجئين من مختلف الجنسيات حيث إنها لا تقيم لهم معسكرات أو مناطق بعيدة عن المواطنين؛ إنما تسعى دائماً إلى الارتقاء بمسؤوليتها تجاه اللاجئين، وذلك من خلال سياسات شاملة تضمن توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية، حيث إن تلبية احتياجاتهم لا يقتصر على تقديم المساعدات الطارئة، بل يتطلب حلولاً طويلة الأمد تُسهم في تمكينهم من بناء مستقبل مستدام لهم ولعائلاتهم.
وأشار إلى أن مصر تعمل على المساواة بين اللاجئين بغض النظر عن جنسيتهم، بحيث يكون معيار المساعدات هو مدى الاحتياج لها وليس الجنسية، مضيفا أن الدولة المصرية تقدم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية للاجئين مثلهم مثل المواطنين في استخدام جميع المرافق الخدمية.
وأكد أن الحكومة المصرية تسعى - دائماً - إلى الارتقاء بمسؤوليتها تجاه اللاجئين، وذلك من خلال سياسات شاملة تضمن توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية لهم، وأن مصر تقدم خدمات التعليم، حيث يستفيد الأطفال اللاجئون من الدول العربية ويتجاوز عددهم 65 ألف طالبا من حق الالتحاق بالمدارس الحكومية والجامعات دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، كما قدمت الدولة خدمات الصحة للاجئين وطالبي اللجوء على قدم المساواة مع المصريين بدون تفرقة، كما وسعت نطاق العديد من الحملات الصحية لتشمل اللاجئين وطالبي اللجوء، مثل حملة "100 مليون صحة"، وحملة مكافحة شلل الأطفال، وحملة الكشف عن السمنة وفقر الدم ومرض التقزم بين طلاب المدارس الابتدائية.
وأوضح مدير المكتبة أن الدولة تقدم - أيضًا - خدمات ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء اللاجئين، حيث تم تدشين العديد من المبادرات التي تسعى إلى زيادة الوعي حول التحديات التي يواجهها طالبو اللجوء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم توفير مساعدات للاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الصحة والتعليم والرياضة، ركزت بشكل كبير على دمج هؤلاء الأفراد وعائلاتهم في المجتمع.
وتحدث الدكتور أحمد زايد عن أن مصر تتعاون مع منظمات المجتمع المدني؛ لتقديم خدمات الحماية والمساعدة القانونية ومنح التعليم، والخدمـات الصحية، والتدريب المهنـي، وسـبل كسـب الـرزق، وخدمـات الصحـة النفسـية والإرشـاد النفسـي والاجتماعي، بالإضافة إلـى المسـاعدات الخاصـة بتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين.
وقال إن مكتبة الإسكندرية تعمل على دعم اللاجئين، وتم تجديد الاتفاقية المبرمة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تهدف إلى تطوير وتنظيم الأنشطة والبرامج التدريبية المتخصصة لبناء قدرات اللاجئين ورفع كفاءاتهم للحصول على فرص عمل مناسبة من أجل تمكينهم اقتصاديًا، وتهدف أيضًا إلى إصدار الدراسات والأبحاث التي تسلط الضوء على أوضاع اللاجئين وتيسير تبادل المعلومات المتعلقة بهم وكذلك تنظيم الفاعليات والمؤتمرات والندوات لمناقشة التحديات التي يواجهونها مع طرح توصيات ومقترحات لحلها .
كما تنظم مكتبة الإسكندرية "مشروع ملاذ" بالتعاون مع المفوضية وذلك لبناء قدرات وتمكين اللاجئين اقتصاديا وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمعات المستضيفة لهم، يتضمن البرنامج التدريبي ثلاث مراحل: "اتعلم حرفة جديدة"، و "أولى خطواتك نحو تنفيذ مشروعك التجاري" والمشاركة في معرض بمكتبة الإسكندرية لعرض المنتجات التي يتم إنتاجها في مختلف ورش العمل السابقة بهدف فتح قنوات تسويقية للمنتجات المتميزة بالإضافة إلى المشاركة في مسابقة أفضل 3 مشاريع للتنافس على 3 جوائز مالية.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر تناول أربعة محاور رئيسية حول الأبعاد التاريخية والاجتماعية للهجرة، والعوامل المؤثرة على حركة النزوح، وسبل تعزيز الحماية الاجتماعية للمهاجرين، مع تسليط الضوء على حقوق العمال المهاجرين غير النظاميين. وشارك في المؤتمر أكاديميون من أكثر من 20 دولة، قدموا 140 بحثًا تناولت مختلف جوانب قضايا الهجرة واللجوء.