رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تحت الضغط.. مستثمرون يبتعدون عن القطاع مع اقتراب 2025

نشر
سوق الأسهم الأمريكية
سوق الأسهم الأمريكية

بدأت موجة الصعود المستمرة لمؤشرات الأسهم الأمريكية تفقد قوتها الدافعة، مما دفع المستثمرين إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم. لفترة طويلة، كانت أكبر شركات التكنولوجيا هي المحرك الأساسي لهذه المؤشرات، بفضل أرباحها القوية والتوقعات المستقبلية بتحقيق المزيد من الأرباح، بما في ذلك تلك المدفوعة بتطورات الذكاء الاصطناعي. ولكن، يبدو أن هذا الاتجاه قد بدأ في التباطؤ، وهو ما يفرض على المستثمرين البحث عن طرق جديدة لدفع السوق إلى الأمام مع دخول العام الثالث للموجة الصاعدة.

أزمة نمو الأرباح في الشركات الكبرى

القلق الأساسي يتمحور حول تراجع نمو الأرباح في الشركات الكبرى. فبينما يُتوقع أن تسجل الشركات السبعة الكبرى مثل "ألفابت"، "أمازون"، "أبل"، "ميتا"، "مايكروسوفت"، "إنفيديا"، و"تسلا" زيادة في أرباحها بنسبة 18% في عام 2025، وهو انخفاض كبير عن 34% في العام الحالي، فإن الوضع يبدو أكثر قسوة عند استبعاد "إنفيديا"، التي تعتبر المستفيد الأكبر من صعود الذكاء الاصطناعي. 

وفي غياب هذه الشركة، يُتوقع أن تحقق الشركات الأخرى نموًا ضئيلاً في أرباحها بنسبة 3% فقط في 2025. ورغم أن زيادة الأرباح بنسبة 18% قد تكون إيجابية لعديد من القطاعات، إلا أنها تُعد منخفضة مقارنة بتوقعات قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية.

التحول نحو أسواق أخرى بعيدا عن التكنولوجيا

بدأ المستثمرون في التحرك بالفعل بعيدًا عن أسهم التكنولوجيا الكبرى. ففي الأسبوع المنتهي في الرابع من ديسمبر، سجلت مجموعة أسهم التكنولوجيا أكبر استثمارات خارجة في ستة أسابيع بقيمة 1.4 مليار دولار، وفقًا لبيانات "بنك أوف أميركا". 

وحققت الأسهم الصغيرة التي غابت عن سوق الأسهم الأوسع هذا العام استثمارات وُجهت إليها بقيمة 4.6 مليار دولار، مما ساعد في دفع إجمالي الاستثمارات في هذه الأسهم إلى مستوى قياسي. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال البعض يرى فرصًا قوية في أسواق أخرى، مثل شركات منتجي الكهرباء والتكنولوجيا الحيوية، التي تتفوق على شركات التكنولوجيا الكبرى في بعض المجالات.

التقييمات المرتفعة لمؤشرات الأسهم الكبرى

تظل أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى محل قلق بالنسبة للمستثمرين من حيث التقييمات المرتفعة. حيث يتم تداول أسهم الشركات السبعة الكبرى في الوقت الحالي عند 41 ضعف الأرباح المتوقعة، وهو أعلى مكرر تقييم منذ أوائل 2022. 

في المقابل، ارتفع مكرر تقييم مؤشر "إس آند بي 500" إلى 23 ضعف الأرباح المتوقعة، وهو أعلى مستوى منذ 2021، ولكن لا يزال أقل من تقييم شركات التكنولوجيا الكبرى. ورغم أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن الأسهم الكبيرة قد تحمل مخاطر بسبب تقييماتها المرتفعة، إلا أن هناك من يفضل شراء أسهم أخرى في المؤشر بتقييمات أقل، مع إعطاء الأولوية للاستثمار في الشركات الأخرى التي تحقق أداء جيدًا.

إنفيديا تتفوق وسط تراجع الشركات الأخرى

بينما تشهد بعض الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا تباطؤًا في نمو أرباحها، تظل "إنفيديا" هي الوحيدة التي تبرز كمتفوقة في هذا السياق. فالطلب المستمر على مسرعاتها المستخدمة في الذكاء الاصطناعي دفع بأرباحها إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق. فمن المتوقع أن تحقق "إنفيديا" أرباحًا تصل إلى 71 مليار دولار في 2024، مما يبرز تميزها عن الشركات الأخرى. 

كما يعكس هذا النجاح التزام الشركات الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"أمازون" بإنفاق أكثر من 200 مليار دولار في 2024 لتعزيز قدرتها الحاسوبية. وعلى الرغم من هذه النجاحات، يتساءل المستثمرون متى ستؤتي هذه الاستثمارات ثمارها بالنسبة لبقية الشركات، مع احتمال تفكك ما يُعرف بمجموعات "العظماء السبعة".

عاجل