رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى رحيل إدوار الخراط.. 8 أعوام على غياب رائد تيار الذاتية في الكتابة

نشر
الأديب الكبير إدوار
الأديب الكبير إدوار الخراط

في ذكرى رحيل الأديب الكبير إدوار الخراط، نتذكر اليوم مرور ثمانية أعوام على وفاته، إذ غادر عالمنا في الأول من ديسمبر عام 2015 عن عمر يناهز 89 عامًا. يعد إدوار الخراط من أبرز الروائيين العرب، وقد أثرى الأدب العربي بأكثر من 50 كتابًا قصصيًا، شعريًا، ونقديًا. إسهاماته الأدبية لم تكن فقط في غزارة إنتاجه، بل أيضًا في تأثيره العميق على الأدب العربي الحديث وتقديمه تيارات جديدة في الكتابة.

النشأة والتعليم

ولد إدوار الخراط في 16 مارس 1926 في الإسكندرية لعائلة قبطية أصلها من الصعيد. تخرج من جامعة الإسكندرية عام 1946 بعد حصوله على ليسانس الحقوق. بدأ حياته العملية في مخازن البحرية البريطانية ثم انتقل إلى البنك الأهلي بالإسكندرية. في عام 1955، عمل موظفًا في شركة التأمين الأهلية المصرية، ثم مترجمًا في السفارة الرومانية بالقاهرة. خلال حياته العملية، شارك في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية واعتقل لفترة قصيرة في عام 1948، ما أثر في مسيرته الأدبية والسياسية.

المسيرة الأدبية

انضم الخراط إلى منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية وعمل في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983. بعد ذلك، تفرغ للكتابة، حيث حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعة قصصه "ساعات الكبرياء" في 1972. يعتبر الخراط من الأدباء الذين رفضوا الواقعية الاجتماعية السائدة، كما جسّدها نجيب محفوظ، وفضل التركيز على الذات والرؤية الداخلية، ما جعله رائدًا لما يُعرف بالحساسية الجديدة في الأدب المصري بعد 1967.

الأسلوب الأدبي

أول مجموعة قصصية له بعنوان "الحيطان العالية" صدرت في 1959 واعتبرت منعطفًا حاسمًا في الأدب العربي بفضل ابتعاده عن الواقعية والتركيز على وصف خفايا الأرواح البشرية. مجموعته الثانية "ساعات الكبرياء" واصلت هذا النهج، حيث رسمت شخوصًا تتخبط في عالم مليء بالظلم والفساد. أما روايته الأولى "رامة والتِنِّين" (1980)، فقد كانت حدثًا أدبيًا مميزًا، حيث اختلطت فيها عناصر أسطورية ورمزية متنوعة.

الترجمات والمؤلفات

إلى جانب إنتاجه الأدبي، كان الخراط مترجمًا بارعًا، حيث ترجم أربعة عشر كتابًا إلى اللغة العربية وعددًا من المسرحيات والدراسات. ومن أشهر مؤلفاته "حيطان عالية"، "رامة والتنين"، "الزمن الآخر"، "أضلاع الصحراء"، و"يقين العطش". إبداعاته الأدبية وتجاربه الغنية جعلته يحظى بتقدير واسع، حيث حصل على عدة جوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1973، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999.

التكريم والجوائز

تكريمًا لمسيرته الأدبية الثرية، حصل الخراط على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1999، وجائزة ملتقى الرواية العربية الرابع بالقاهرة في فبراير 2008، وأخيرًا جائزة النيل من المجلس الأعلى للثقافة عام 2014. في ذكرى رحيله، نستذكر إدوار الخراط كمبدع أثرى الأدب العربي وترك بصمة لا تُنسى في عالم الأدب والفكر.

المرض والوفاة

وبعد مشكلات صحية في الحنجرة والبلعوم، وفقًا لتصريح ابنه الأكبر إيهاب، دخل الخراط المستشفى وأصيب بالتهاب رئوي حاد لم يستجب للعلاج بالمضادات الحيوية. في صباح الأول من ديسمبر 2015، أعلنت وفاته، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ضخمًا أثرى الأدب العربي.

عاجل