شركة النصر للسيارات.. عملاق الصناعة المصرية يعود بوجه جديد للمنافسة محليًا وعالميًا
تعتبر شركة النصر للسيارات من القلاع الصناعية العملاقة والعريقة على أرض مصر، والتي ساهمت على مدار سنوات طويلة في طرح طرازات وموديلات متنوعة من سيارات الركوب والأتوبيسات، التي مازال بعضها يسير على الطرق حتى الآن، حتى توقفت خطوط إنتاجها في 2009، نتيجة تصفيتها، قبل أن تعود مرة أخرى على طريق التصنيع في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال شراكات دولية واسعة.
وحضر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فعاليات الاحتفالية المقامة بشركة النصر للسيارات، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بمناسبة إعادة التشغيل وبدء الإنتاج بمصنع الاتوبيسات، بعد توقفها منذ نحو 15 عامًا.
تاريخ شركة النصر للسيارات
وتأسست شركة النصر للسيارات في عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، ولعبت دورًا محوريًا في دعم الصناعة الوطنية.
وتقع شركة النصر للسيارات على مساحة تقترب من 900 ألف م2 في منطقة وادي حوف بحلوان، وتتكون من 9 مصانع.
وتم اتخاذ قرار بتصفية الشركة عام 2009، وفي عام 2017 تمت إعادة الشركة من التصفية، وبعد إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر الصناعية المستقبلية.
تأثير شركة النصر للسيارات على الأسعار
وكشف اللواء حسين مصطفى، الرئيس التنفيذي السابق لرابطة مصنعي السيارات، وعضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن مدى تأثير عودة شركة النصر للسيارات من جديد على أسعار السيارات في السوق المصرية، وذلك بعد توقفها عند التصنيع لمدة 15 عامًا.
وأوضح مصطفى، في تصريحات خاصة إلى «مستقبل وطن نيوز»، أن شركة النصر للسيارات عندما تبدأ في تصنيع سيارات الركوب ستؤثر على أسعار السيارات في السوق المحلية، علمًا بأن الأعمال الإنشائية في مصنع سيارات الركوب من المقرر الانتهاء منها خلال الشهر المقبل، وذلك تمهيدًا للبدء في تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية 20 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، على أن يبدأ الإنتاج التجريبي في منتصف عام 2025، بنسبة مكون محلي تتجاوز 45% كمرحلة أولى.
وتابع، أن توفير سيارات ركوب في السوق المحلية سيؤدي إلى هبوط الأسعار، موضحًا أن ما يزيد أسعار السيارات هو ندرة المعروض مقابل ارتفاع الطلب في ظل وقف الاستيراد من الخارج، ما يعني أن هبوط أسعار السيارات يرتبط بزيادة توفير السيارات من خلال التصنيع المحلي.
وأضاف مصطفى، أن أسعار السيارات ارتفعت في السوق المصرية خلال الفترة الأخيرة نتيجة توقف الاستيراد منذ شهر فبراير 2022، نتيجة عدم فتح اعتمادات مستندية لاستيرادها من الخارج، موضحًا أن السيارات الموجودة في السوق المصرية حاليًا يتم استيرادها بناء على توفير العملة الصعبة بالشكل الذي يتوافق مع أحكام وشروط البنك المركزي المصري.
عودة شركة النصر للسيارات
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعمال التطوير الجارية في شركة النصر للسيارات، وذلك على هامش فعاليات الاحتفالية المقامة بالشركة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بمناسبة إعادة التشغيل وبدء الإنتاج بمصنع الاتوبيسات، بعد توقفها منذ نحو 15 عامًا.
وبدأت مراسم الاحتفالية، بمشاهدة فيلم تسجيلي وعرض تقديمي عن تاريخ شركة النصر للسيارات، وما تم من أعمال لتطويرها وما هو جار لإعادتها إلى مكانتها العريقة كأحد القلاع الصناعية المصرية.
الرؤية المستقبلية لشركة النصر للسيارات
في هذا الصدد، أشار الدكتور خالد شديد، العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، إلى أن الرؤية المستقبلية للشركة تستهدف استغلال جميع مصانعها وإدخالها في دورة الإنتاج، والاستثمار في بعض الصناعات المغذية للنمو وتعميق الصناعة، مع تنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوكتوك الكهربائي، فضلًا عن تحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل الشركة لتسهيل وإسراع العمليات اللوجستية.
من جانبه، أشار محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، إلى أن «احتفالنا بهذا اليوم التاريخي، يأتي ليشهد بداية عهد جديد لشركة النصر لصناعة السيارات، إحدى القلاع الصناعية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، والتي طالما كانت رمزًا للصناعة الوطنية في مصر»، لافتًا إلى أن إعادة تشغيل الشركة بعد سنوات من التوقف ليست مجرد حدث صناعي، بل هي تأكيد على إرادة الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإصرار على النهوض بالصناعة الوطنية، وبداية جديدة نحو تحقيق طموحاتنا الكبرى في مجال صناعة السيارات والمركبات.
وأضاف الوزير، أن وزارة قطاع الأعمال العام تبذل المزيد من الجهود لتطوير مختلف الشركات التابعة لها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وبرنامج عمل الحكومة، ووثيقة سياسة ملكية الدولة، موضحا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الجهود المشتركة والمثابرة المستمرة من قِبل جميع العاملين في الشركة، بالإضافة إلى دعم الدولة المستمر للقطاع الصناعي في مصر، والحرص على إعادة تأهيل وتطوير شركات قطاع الأعمال العام لتواكب التطورات العالمية.
تأسيس شركة مساهمة
وخلال الاحتفالية، شهد رئيس الوزراء توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتي «ترون تكنولوجي» السنغافورية التايوانية، و«يور ترانزيت» الإماراتية، بغرض تصنيع أول ميني باص كهربائي «24 راكبًا» للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي، وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 أتوبيس في 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية في 2026، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتبارًا من منتصف العام المقبل، على أن يتم مضاعفة هذه الأعداد بداية من عام 2027.
وتمت الإشارة، إلى أن تأسيس هذه الشركة يأتي في إطار تعزيز أوجه الشراكة مع القطاع الخاص وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
مصنع الأتوبيسات
وعقب حضوره فعاليات الاحتفالية، أجرى رئيس الوزراء جولة في أرجاء مصنع الأتوبيسات، لتفقد ما تم من أعمال تطوير، كما تابع المراحل والعمليات الإنتاجية المختلفة وصولًا إلى المنتج النهائي، مُستمعًا إلى شرح تفصيلي حول مراحل الإنتاج، وما يتم على المنتج من عمليات لاختبارات الجودة والكفاءة وفقًا للمعايير العالمية المطبقة في هذا الشأن، وذلك خلال مراحل التصنيع المختلفة.
وتمت الإشارة إلى أن الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع تصل إلى 300 أتوبيس سنويًا، ومن المستهدف أن تصل إلى 1500 أتوبيس سنويًا بحلول 2027، وذلك بنسبة مكون محلي تصل إلى 50% في مرحلتها الأولى على أن تصل لاحقًا إلى 60 - 70%، وتمت الإشارة خلال الشرح، إلى أنه يتم التصدير إلى عدد من الدول العربية.
وفى ختام جولته في أرجاء المصنع، أشاد رئيس الوزراء بجهود وكفاءة الايدي العاملة المصرية، في تنفيذ مختلف مراحل عمليات التصنيع الخاصة بالأتوبيسات بجودة عالية، وفقًا للمعايير والمواصفات المطبقة في هذا الشأن.
«نصر سكاي» السياحي
وتضمنت الجولة مشاهدة رئيس الوزراء لتسليم الدفعة الأولى من الأتوبيسات الجديدة للشركة باسم «نصر سكاي» السياحي إلى شركات وزارة النقل، حيث تُعد هذه الحافلات من أحدث الحافلات عالميًا من حيث التكنولوجيا والكفاءة، بالإضافة إلى تميزها في التصاميم المريحة والآمنة، حيث تبلغ سعة الحافلة 49 راكبًا، وبطول 12 مترًا.
وخلال ذلك استمع رئيس الوزراء إلى شرح حول ما تقدمه شركة «مصر للسياحة» من برامج وعروض سياحية خلال الفترة الحالية، لجذب مزيد من الحركة السياحية إلى مختلف المقاصد التاريخية والسياحية المختلفة بأنحاء الجمهورية.
مصنع سيارات الركوب
كما تفقد رئيس الوزراء مشروع التطوير بمصنع سيارات الركوب، مستمعًا إلى شرح تفصيلي شمل موقف الأعمال الإنشائية، التي تتم على قدم وساق، وضغط للبرنامج الزمني الخاص بها، حيث تمت الإشارة إلى أنه من المقرر الانتهاء من تلك الأعمال خلال الشهر المقبل، وذلك تمهيدًا للبدء في تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية 20 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبي في منتصف عام 2025 بنسبة مكون محلي تتجاوز 45% كمرحلة أولى.
وخلال ذلك، تعرف رئيس الوزراء على مراحل التصنيع المختلفة التي تمر بها سيارات الركوب وصولًا للمنتج النهائي، وما يتم خلالها من إجراء لاختبارات الجودة و الكفاءة، كما تمت الإشارة إلى أن المصنع مصمم لاستيعاب تصنيع أكثر من موديل في نفس الوقت.
مزايا عودة شركة النصر للسيارات
من جانبه، أكد عمر بليغ، رئيس الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن إعادة إنتاج شركة النصر للسيارات الذي شهده مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، له مردود إيجابي للتنافس وإيجاد حصة تسويقية تسمح لتواجد المنتج المحلي بشكل أكبر وتوفير عملة أجنبية؛ حفاظًا على مكانة الصناعة المصرية في مجال السيارات.
وقال رئيس شعبة السيارات، إن استئناف إنتاج الشركة له انعكاس إيجابي لاستعادة قيمة وتاريخ الشركة لما لها من مصداقية وثقة لدى المواطن المصري، مُعربًا عن أمله أن تزيد نسبة الإنتاج والتجميع المحليين عن المستورد، والخروج من من بوتقة نسبة الإنتاج المحلي لتخطي نسبة 50% إلى 55%، خصوصًا مع استقطاب الشركة لكفاءات مصرية شابة وفتح قنوات جديدة وقوية للصناعات المغذية.
التصدير وتشجيع المستثمرين
وأوضح، أن الشركة لها تاريخ ممتد وسمعة جيدة، ومع التحديث والتطوير من خلال القيادة التنفيذية والقيادة السياسية بتطوير محور قناة السويس وفتح مجالات جديدة للتصدير وتشجيع المستثمرين بشكل غير مسبوق والموقع الجغرافي لمصر، يفتح آفاقًا للانتشار والتواجد بحصة تسويقية على مستوى إفريقيا والدول العربية.
وأشار رئيس شعبة السيارات، إلى أن الأساس في تسويق أي منتج هو الكفاءة والسعر، وهما عنصران إذا تواجدا بشكل مرض سيكون كافيا للدعاية وغزو الأسواق والمنافسة، إلى جانب التنوع الذي يشمل أكبر فئة على المستويين العربي والإفريقية.