يستقبل ويودع السفن.. قصة تمثال النمر البنغالي المتأهب عند مدخل قناة السويس
بشموخ وقوة وفي حالة تأهب شديدة يقف تمثال النمر البنغالي عند المدخل الجنوبي لقناة السويس مستقبلًا ومودعًا السفن العملاقة والوحدات البحرية وهي تمر في مجرى القناة العريقة لتشق طريقها إلى وجهاتها المختلفة، ليظل أحد المعالم التاريخية المميزة التي تشهد على حركة التجارة العملاقة التي تعبر المياه المصرية نظير عوائد مالية كبيرة تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وصمود أبناء الوطن في مواجهة المعتدين.
ولتمثال «النمر البنغالي» قصة طويلة تجسد مسيرة الكفاح الوطني، والزود عن تراب الوطن بدماء أبنائه، وشجاعة أهالي مدن القناة الثلاث «السويس - الإسماعيلية - بورسعيد» في مواجهة العدو الغادر، حتى استهدفه الجيش الإسرائيلي في العدوان على مدينة السويس عام 1967، ليتم تدميره بالكامل ماعدا قاعدته الحجرية، التي ظلت صامدة عند مدخل القناة، وتحديدًا بمدينة بورتوفيق، حتى أعيد نحت التمثال من جديد.
قصة تمثال النمر البنغالي
ويعود وضع حجز أساس تمثال النمر البنغالي إلى عهد الملك فؤاد الأول، حيث في عام 1920 وضع حجر أساس التمثال على يد المهندسين المعماريين الإسكتلنديين جون جيمس بيرنت وتوماس تيت، وتم تنفيذه بواسطة النحات البريطاني الشهير بأعماله عن ذكريات الحروب تشارلز سارجينت جاجر.
ويرجع سبب اختيار النمر البنغالي ليقام له تمثال عند مدخل قناة السويس الجنوبي إلى رغبة بريطانيا في تخليد ذكرى أكثر من 4 آلاف جندي هندي لقوا حتفهم أثناء الحرب العالمية الأولى في منطقة فلسطين وسيناء.
مزار سياحي
وعلى مدار السنوات وحتى الآن، ظل تمثال النمر البنغالي والميدان المحيط به مزارًا سياحيًا للمصريين والأجانب، لروعة الأثر وجمال المدينة الصغيرة بورتوفيق التي يقع بها، حيث يعتبر ممشى بورتوفيق من أجمل الأماكن المطلة على قناة السويس، والتي تتيح للأسر المصرية فرصة التنزه والتقاط الصور التذكارية مع التمثال والسفن العابرة للمجرى.
ويحتوي تمثال النمر البنغالي الدلالات المتعددة، فالنمر البنغالي هو واحد من أندر وأشرس الكائنات الموجودة على ظهر البسيطة، كما أن نظرته المتأهبة نحو مدخل القناة توحي بالاستعداد الدائم لصد العدوان.
افتتاح ممشى بورتوفيق
وشهد رئيس مجلس الوزراء، الشهر الماضي، افتتاح ممشى بورتوفيق المُطل على المجرى الملاحي لقناة السويس، يرافقه الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، واللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، والدكتور عبدالله رمضان، نائب محافظ السويس.
وبعد إزاحة الستار إيذانًا بافتتاح ممشى بورتوفيق، شرح اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، أعمال التطوير التي تمت بالمشروع، الذي يمتد من مسجد بدر وحتى الأثر التاريخي بطول 1300 متر.
وفي غضون ذلك، أشار المحافظ إلى أن أعمال التطوير تمت خلال وقت قياسي مدته نحو 60 يومًا، بالتنسيق مع هيئة قناة السويس والجيش الثالث الميداني، موضحًا أن أعمال التطوير تضمنت تجديد النصب التذكاري وإزالة التشوهات والكتابات الموجودة عليه وإعادته الى وضعه الأصلي.
وأضاف المحافظ، أن أعمال تطوير الممشى تضمنت أيضًا تركيبات «الإنترلوك» و«البلدورة» للمشايات والحدائق، وتنظيف وإزالة المخلفات حول المنطقة السياحية وإزالة الأرصفة المتهالكة بإجمالي مساحة 2500 م2، وأعمال دهانات السور الحديد الكريتال بإجمالي 700م2 وعمل البياض الأسمنتي المُلون بنفس شكل الحجر، بالإضافة إلى أعمال البياض الأسمنتي الملون بنفس شكل الحجر للحواجز الأسمنتية.
وتابع محافظ السويس، أن أعمال التطوير اشتملت أيضًا على إضافة بانوهات من الحديد الكريتال على الحواجز الأسمنتية للحماية بإجمالي 900م2، إلى جانب تركيبات سور من السلك الشبكي بإجمالي 600 م2، وتركيب بوابات جديدة لدخول السيارات وأخري للأفراد أمام مبنى التدريب ونادي هيئة قناة السويس، وبناء الحواجز بصورة مُطابقة لشكل الحواجز الموجودة ودهانها بنفس الشكل المطلوب، وبناء سور خرساني جديد مُطابق لسور نادي هيئة قناة السويس بطول 30 م، وتركيب كاميرات مُراقبة مُتقدمة للممشى بمسافة مراقبة 1200م، وبناء غُرف تفتيش أمنية بجانب البوابات.
تطوير النصب التذكاري
يذكر أن النصب التذكاري ببورتوفيق هو عبارة عن مسلة حجرية نُقش على قاعدتها تكريم باللغة الإنجليزية للضباط والجنود الهنود الذين قُتلوا في حملة سيناء وفلسطين خلال الحرب العالمية الأولى.
وعلى جانبي المسلة، اشتمل النُصب التذكاري على تمثالين حجريين لنمرين بنغاليين مُتأهبين يُطل أحدهما على مدخل قناة السويس والآخر على ميناء بورتوفيق.