بنك التجاري وفا المغربي يتوقع أرباحًا تتجاوز المليار دولار بحلول 2025
من المتوقع أن يصل بنك "التجاري وفا" المغربي إلى أرباح تتجاوز المليار دولار بحلول العام المقبل، مع تزايد الاحتياجات التمويلية من القطاعين الحكومي والخاص. هذه الزيادة تأتي تزامنًا مع الخطط الاستثمارية الكبرى التي تسعى المملكة لتنفيذها، حيث تخطط المغرب لتنفيذ مشاريع استثمارية ضخمة بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار بنهاية العقد الحالي. هذه المشاريع تشمل العديد من المجالات الحيوية، مما سيعزز من قدرة البنك على تحقيق هذه الأرباح المتوقعة.
أرباح البنك في 2023 والمرتبة الأولى في البورصة
في العام الماضي، بلغ صافي أرباح بنك "التجاري وفا" نحو 760 مليون دولار. ويمثل هذا الرقم أداءً قويًا يعكس استقرار البنك في السوق المالي المغربي. كما يعد البنك الأكبر في المغرب من حيث القيمة السوقية، حيث يحتل المرتبة الأولى في بورصة الدار البيضاء، وهو ما يوضح قوته المالية وتأثيره الكبير في الاقتصاد الوطني.
وتتوزع المشاريع الاستثمارية التي تدعم أداء البنك في السنوات المقبلة على عدة مجالات. ومن أبرز هذه المشاريع، الاستثمارات المرتبطة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال. كما تتضمن هذه الاستثمارات مشاريع حيوية مثل تطوير منشآت تحلية مياه البحر، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل أزمة المياه التي تشهدها البلاد بسبب توالي سنوات الجفاف. بالإضافة إلى ذلك، تشمل المشاريع الكبرى الأخرى، إعادة إعمار مناطق زلزال الحوز، وتطوير مشاريع الطرق السريعة والسكك الحديدية، مما سيشكل دافعًا كبيرًا لتحفيز الاقتصاد.
رفع توقعات الأرباح بسبب تغطية مخاطر الصرف
رفع محللو "التجاري غلوبال ريسرش" من توقعاتهم لأرباح البنك للعام الحالي، حيث توقعت التقارير أن تبلغ الأرباح نحو 930 مليون دولار. هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 23% مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما يعكس تحسنًا كبيرًا في أداء البنك. ويُعزى هذا النمو إلى زيادة اعتماد الشركات المغربية على آليات التغطية ضد مخاطر تقلبات سعر الصرف، حيث أدت الأزمات الاقتصادية المتتالية في السنوات الأخيرة إلى زيادة مستويات التقلب في سوق الصرف، ما أثر بشكل كبير على أداء الشركات.
وفي إطار استراتيجيات النمو، دخل بنك "التجاري وفا" في شراكة استراتيجية مع شركة "أيميا باور" الإماراتية، حيث اتفق الطرفان على الاستثمار في شركة "كوكس" الإسبانية، التي تعمل في مجالي المياه والطاقة. هذه الشراكة ستساهم بشكل كبير في توسع البنك في قطاع الطاقة والمياه، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو الاستثمار في البنية التحتية المستدامة.
الهيكل التملكي للبنك وانتشاره العالمي
يعد صندوق "المدى" الاستثماري، الذي يتخذ من الدار البيضاء مقرًا له، من أكبر المساهمين في بنك "التجاري وفا"، حيث يمتلك حصة 46% من أسهم البنك. ويُعتبر البنك من المؤسسات المالية الكبرى التي تمتلك شبكة واسعة من الفروع حول العالم، حيث يتواجد في 26 دولة، بما في ذلك 15 دولة أفريقية، مثل تونس ومصر، مما يعزز من قدرة البنك على تحقيق أرباح عالمية.
وساهم خفض سعر الفائدة الرئيسي في المغرب في تحفيز النشاط الاقتصادي للبنك. ففي يونيو الماضي، قرر البنك المركزي المغربي خفض الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس لتصل إلى 2.75%، وهو أول تخفيض منذ أربع سنوات. هذا التوجه نحو أسعار الفائدة المتدنية يساعد على تعزيز الأنشطة السوقية للبنك، ويشكل أحد العوامل الرئيسة التي تدعم أداء "التجاري وفا" في المرحلة المقبلة.
التوقعات بشأن التضخم في المغرب وتأثيرها على الأداء المالي للبنك
خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، سجل معدل التضخم في المغرب متوسطًا بلغ 1.1%. ويتوقع أن يرتفع المعدل قليلًا ليصل إلى 1.3% بنهاية العام، وهو ما يعد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالعامين الماضيين، حيث وصل التضخم إلى مستويات قياسية فوق 6%. هذا الوضع الاقتصادي المستقر يساعد البنك على مواصلة تحقيق أرباح مرتفعة، ويتيح له مزيدًا من الفرص لتوسيع أنشطته المالية.
ومن المتوقع أن يستمر نمو بنك "التجاري وفا" على المدى الطويل، في ظل تنفيذ المملكة لمشاريع استثمارية ضخمة تساهم في دعم الاقتصاد الوطني. ومع استمرار البيئة المالية المناسبة، مثل أسعار الفائدة المنخفضة والاستقرار التضخمي، يبقى البنك في وضع قوي لتحقيق أهدافه المالية وتحقيق أرباح ضخمة، مما يعزز من مكانته في السوق المالية المغربية والإقليمية.