رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المجلس التصديري لصناعات الطباعة: حماية الملكية الفكرية تعزز التجارة الدولية وتحفز الابتكار

نشر
مستقبل وطن نيوز

كشفت سارة إبراهيم، المدير التنفيذي للمجلس التصديري لصناعات الطباعة والتغليف، عن الأثر الكبير لحماية الملكية الفكرية على التجارة الدولية منذ قيام الثورة الصناعية. وأوضحت أن الثورة الصناعية جلبت معها العديد من الابتكارات والاختراعات، مما أدى إلى ضرورة حماية حقوق الملكية الفكرية لضمان تشجيع المبدعين والمبتكرين على الاستمرار في تقديم إبداعاتهم.

أشارت إلى أن حماية الملكية الفكرية تعاظمت بشكل كبير بعد الثورة الصناعية، حيث شهد العالم زيادة ملحوظة في الابتكارات والاختراعات. كانت هذه الحقبة هي المحرك الأساسي لوجود أول اتفاقية تهتم بحقوق الملكية الصناعية، وهي اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية المبرمة في 20 مارس 1883. جاء ذلك نتيجة لأن المخترعين كانوا يعرضون اختراعاتهم في المعارض الدولية بهدف إبرام عقود التراخيص أو البيع مع المستثمرين.

تحديات نسخ وتقليد الاختراعات

وأوضحت المدير التنفيذي للمجلس التصديري لصناعات الطباعة والتغليف، أن هناك مشكلة كبيرة ظهرت عندما بدأت عمليات نسخ وتقليد الاختراعات، مما أدى إلى تردد المخترعين في عرض ابتكاراتهم دون وجود ضمانة فعالة. لهذا السبب، اجتمعت الدول لإيجاد مخرج يشجع الباحثين على الاستمرار في الابتكار، مما أدى إلى إبرام اتفاقية باريس لحقوق الملكية الصناعية. تضمنت هذه الاتفاقية العديد من الأحكام الخاصة بحقوق الملكية الصناعية مثل البراءات والعلامات التجارية، ولكنها لم تتضمن جزاءات على الدول التي لا تلتزم بهذه الأحكام.

وكما هو الحال في الملكية الصناعية، كان الوضع مشابهًا في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بعد اختراع الطباعة والنسخ. أصبح نسخ وتصوير الكتب ظاهرة بارزة، مما شكل خطرًا على إبداعات المؤلفين لسهولة نسخ مؤلفاتهم. لذا، كان لابد من إيجاد إطار دولي قانوني للحماية، وجاءت اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية لتلبية هذه الحاجة. تضمنت الاتفاقية الحد الأدنى من الأحكام والمبادئ القانونية التي يجب أن تلتزم بها الدول الأعضاء.

التطور التكنولوجي وبراءة اختراع الطباعة الثلاثية

ذكرت سارة إبراهيم أن التطور التكنولوجي السريع أدى إلى ظهور براءة اختراع الطباعة الثلاثية عام 1981. وصف Mattew Rimmer، أستاذ قانون الملكية الفكرية والابتكار، هذا المجال التكنولوجي بأنه يعتمد على التصنيع بالإضافة. كانت هذه التكنولوجيا من أبرز نتائج الثورة الصناعية الرابعة التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا عام 2016.

وأشارت إلى أن التقدم التكنولوجي أدى إلى ابتكار سلع ومنتجات جديدة تؤثر بشكل مباشر على التجارة الدولية، وبخاصة التصدير. أكدت أهمية العلاقة بين الملكية الفكرية وتعزيز الابتكار وتأثيرهما على الصناعة والتجارة، مما يسهم في زيادة الصادرات المصرية. وفي مصر، أدركت وزارة التجارة والصناعة أهمية تسجيل العلامات التجارية على المستوى الدولي عام 2020، وقامت بدعم الصادرات التي تحمل علامة تجارية مصرية مسجلة دوليًا، مما أدى إلى زيادة الطلب على تسجيل العلامات التجارية.

ارتفاع معدل تسجيل العلامات التجارية المصرية دولياً

وكشفت سارة إبراهيم عن ارتفاع معدل تسجيل العلامات التجارية المصرية دوليًا بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، مما جعل مصر تحتل المرتبة 68 من بين 192 دولة. بالنسبة للعلامات التجارية المسجلة ضمن نظام مدريد، شهدت مصر زيادة بنسبة 40% في عام 2022، وفقًا لتقرير منظمة الملكية الفكرية في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023.

وفي عام 2023، واجهت مصر أزمة اقتصادية نتيجة نقص النقد الأجنبي، مما أدى إلى انخفاض طفيف في الصادرات المصرية. ومع ذلك، بفضل التقدم التكنولوجي الناتج عن الثورة الصناعية الرابعة وتأثيره الكبير على الصناعة، إلى جانب تسجيل العلامات التجارية وحماية الابتكارات، استطاعت الشركات المصرية الحفاظ على أسواقها الدولية والتكيف مع الظروف الصعبة.

الجدل حول حماية حقوق الملكية الفكرية في البلدان النامية

اختتمت سارة إبراهيم بالحديث عن الجدل الكبير حول حماية حقوق الملكية الفكرية ومدى استفادة البلدان النامية منها. يعتقد البعض أن تقوية أنظمة حماية الملكية الفكرية تساهم في تعزيز التجارة الدولية وتحفيز الاستثمار في البحث والتطوير، بينما يرى آخرون أن ضعف الحماية يسمح بنشر المعرفة بسرعة وبناء القدرات المحلية. تسعى المنظمات الدولية إلى تيسير التعاون في مجالات العلم والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة، وتشجع الحكومات على تسريع نقل التكنولوجيا مع ضمان حماية كافية لحقوق الملكية الفكرية.

عاجل