إعلام القاهرة تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.. صور
نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة احتفالية كبرى لإحياء ذكرى انتصارات أكتوبر، وذلك تحت رعاية الدكتور سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة والدكتورة ثريا أحمد البدوي عميدة كلية الإعلام وإشراف الدكتورة نشوة عقل وكيلة الكلية لخدمة المجتمع وشؤون البيئة، بحضور اللواء إيهاب القهوجي والدكتور علي عجوة الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان والعميد الأسبق للكلية وأحد محاربي حرب أكتوبر والفنانة سوسن بدر والفنان أحمد فؤاد سليم الممثل وأحد محاربي حرب أكتوبر، كما شارك في الحفل عدد كبير من أساتذة وطلبة وموظفي الكلية.
بدأ الحفل بالسلام الجمهوري وتلا ذلك، تلاوة عطرة للقرآن الكريم، ثم كلمة الدكتورة نشوة عقل التي رحبت فيها بالضيوف والحضور، وأكدت على أن انتصار أكتوبر أصبح له مذاق خاص في السنوات الأخيرة التي شهدت العديد من الصراعات في الدول المجاورة، وقالت" ندعو الله أن تكون مصرنا عالية وغالية ومرفوعة الهامة والراية دائمًا.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة ثريا البدوي على دور الدراما والإعلام في التأثير، والشعور بالقوة والعزيمة والإرادة، ودعت إلى استلهام روح أكتوبر في جميع إنجازاتنا وأعمالنا وحياتنا المهنية والعملية، وتخلل الحفل عرضًا لفيلم (دوي الصمت) الذي أهدت إدارة الشؤون المعنوية نسخة منه للكلية بعد عرضه في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجسد الفيلم ملحمة أكتوبر العظيمة وشهادات لأبطال الحرب، وهو من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية وإشراف اللواء إيهاب القهوجي، والتعليق للفنان أحمد فؤاد سليم.
وتلا عرض الفيلم كلمة اللواء إيهاب القهوجي التي أعرب فيها عن سعادته بوجوده في كلية الإعلام، واعتزازه بطلابها وخريجيها ممن كان لهم دور في تغيير وجه التاريخ في مصر والعالم العربي، وأكد على عزيمة وقوة المصريين وقدرتهم في الحفاظ على كل شبر من أرضهم، وأن حرب أكتوبر لم تكن حربًا عسكرية أو أرض تحررت فقط، ولكنها كانت معيارًا للعزة والكرامة والكبرياء، وأن هناك العديد من الرسائل التي نستلهمها من انتصار أكتوبر، أولها، أن الشعب والجيش يد واحدة، فالجيش المصري نبت هذا الشعب، وأن الجيش لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي منقطع النظير، وأنه إذا لم يكن لدينا كشعب معنويات عالية، وندعم أنفسنا وندعم جيشنا، فلن نستطيع مواجهة التحديات، وأنه لا ثبات لأمة أو استقرار لها دون وجود قوة تحميها وتؤمن استقرارها، وأن الدفاع عن الأوطان ليس محل اختيار بل يصل لمرحلة العقيدة.
وأشار القهوجي في كلمته إلى أن لكل جيل تحدي يجب أن يواجهه بقوة وثبات وصبر، ولابد من قبول التحدي بالإرادة والصبر والعمل، ودعا إلى ضرورة الوعي في ظل ثورة الاتصالات العالمية، وأن على إعلامي المستقبل التعامل بوعي وبصيرة وإعمال العقل، وأن طلبة الإعلام اليوم هم قادة الرأي وقادة الفكر وقادة المستقبل، ومن سيحملون مشاعل النور في الدولة المصرية.
واستعاد الدكتور علي عجوة ذكرياته عن حرب أكتوبر حيث كان أحد المحاربين في سلاح المدفعية، وأن ذلك لم يمنعه من مناقشة رسالة الماجستير خلال تلك الفترة، رغم الاستعدادات والتدريبات الشاقة للحرب، وتحدث عن حرص الجميع على التكيف مع الأوضاع الصعبة خلال الحرب، وبذل أقصى درجات الجهد لتحقيق النصر، ورغم الفارق الكبير في إمكانيات الجيش المصري المحدودة وغير المتطورة مقارنة بالأسلحة الأمريكية شديدة التطور التي كان يحارب بها العدو، إلا أن عقيدة المحارب المصري في النصر أو الشهادة حققت له النصر المؤزر على العدو.
وأعربت الفنانة سوسن نصر في كلمتها عن سعادتها بوجودها في كلية الإعلام، وحرصها على البقاء طوال مدة الحفل حرصًا منها على الحوار والنقاش مع الأجيال الشابة، مؤكدة على أهمية الكلمة والفرز بين الأفكار، ثم تم عرض اسكتش درامي قدمه طلبة الكلية، وحظي بإعجاب الحضور.
وتلا ذلك كلمة الفنان أحمد فؤاد سليم الذي حارب ضمن سلاح الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، وأكد على أننا لازلنا في حرب، وخصوصًا في ظل سطوة التكنولوجيا الحديثة، وأن حرب أكتوبر كانت حالة فنية حيث حولت الأحلام لواقع، ضاربًا المثل بفكرة تحطيم خط برليف بخراطيم المياه، وأن ما حدث في حرب أكتوبر ملحمة كبيرة صنعتها جينات الإنسان المصري، وأن الخدعة كان لها دور كبير في تحقيق المفاجأة للعدو سواء في التوقيت أو الأسلوب، وأشار إلى أن الإعلام لم يؤدي دوره كاملاً حتى الآن في الكشف عن كل أحداث الحرب، وناشد الشباب بعدم الانعزال من خلال وسائل الاتصال، وضرورة الاهتمام بالعلم والرياضة، والحفاظ على ثقافتنا وحضارتنا.
وتبع ذلك إتاحة الفرصة للحضور لطرح تساؤلاتهم على ضيوف المنصة والتي تضمنت أسئلة للفنانة سوسن بدر حول موهبتها التمثيلية المتميزة وقدرتها على تجسيد الأدوار المختلفة، ومدى موافقتها على إعادة تجربة الأفلام التسجيلية بعد فيلم (أم الدنيا)، وردا على ذلك أوضحت الفنانة سوسن بدر أن الفنان محصلة للعديد من الشخصيات والتجارب التي يقوم بتخزينها داخله، ويستدعيها عند الحاجة بالإضافة إلى الخطوط المكتوبة، ورؤيته الخاصة، وهو ما يشكل في مجمله خبرات مهمة لمساعدة الفنان لأداء أدواره، بالإضافة إلى ضرورة صقل الموهبة بالدراسة، وتداخل الفنان أحمد فؤاد سليم مؤكدًا على أهمية دراسة علم الاجتماع وعلم النفس لفهم الأبعاد المختلفة للشخصيات وأهمية الفرز العقلي لكل ما نراه ونسمعه.
وأكدت سوسن بدر على أن فيلم أم الدنيا تناول كافة الحضارات والثقافات التي مرت على مصر وأنها على استعداد لتكرار تجربة الأفلام التسجيلية التي استفادت منها كثيرا، كما أنها وسيلة تتلاءم مع طبيعة الأجيال الجديدة التي أصبح الكتاب لا يحظى بالأهمية الكافية لديها.
وحول كيفية الوصول لعقول الشباب وتعريفهم بتاريخنا، والفرق بين الأعمال الفنية قديمًا وحديثًا، أجاب اللواء القهوجي أن الدولة المصرية تسعى للوصول للشباب عبر قنواتهم المفضلة في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الرقمية، كما يتم إنتاج أفلام تسجيلية وروائية وكارتون للأطفال لتوصيل المعلومات، ويتم توزيع المحتوى المنتج على الجامعات والمدارس لعرضه والاستفادة منه، وأكد على أهمية أن يكون للإعلاميين رسالة بعيدة عن السفه، وأن يكونوا منصة لنشر الأعمال الهادفة،
وأشار لوجود العديد من الأعمال الوطنية المهمة التي تم إنتاجها في الفترة من 2014 وحتى الآن، بلغت حوالي 150 فيلمًا ومسلسلًا، وبإمكانيات عالية الجودة وبعدد كبير من الفنانين الذين كانوا يبدون دائمًا حماسهم واستعدادهم للمشاركة في هذه الأعمال.
وأكد الدكتور على عجوة على إمكانية الوصول لعقول الشباب من خلال الشباب أنفسهم، وضرورة التصدي للشائعات بالإعلام عن المشروعات والإصلاحات القائمة والتصدي للأفكار الهدامة.
وأكد اللواء القهوجي على استعداد لاستقبال طلبة الكلية للاطلاع على أسلوب العمل في الإدارة، وأن الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة ترحب بجميع طلبة الإعلام من جميع محافظات مصر، واختتم الحفل بتوزيع الدروع وشهادات التقدير على ضيوف الحفل والمشاركين فيه.
جدير بالذكر أن طلاب كلية الإعلام قدموا عدد من الفقرات على هامش الندوة حيث قدمت الطالبة بسنت بهاء يا محروسة، وقدم الطالب سيف العسيري أغنية بلادي بلادي يا أم البلاد، وقدم الطالب محمد الكاف فقرة عزف على العود، كما قدم مجموعة من الطلاب سكتش تحت عنوان أم البطل والعمل تحت إشراف: الدكتورة نشوي عقل وكيل كلية الإعلام وتأليف وإخراج: سيف العسيري، ومخرج منفذ: محمد ناجي، وبطولة: محمد ناجي ومحبة رجب، وتمثيل: محمود جاد، محمد ناجي، محبة، وإعداد موسيقى ومؤثرات صوتية: منة وجيه وبسنت بهاء، ومكياج وإكسسوارات: شهد محمود يوسف، وألحان عود: محمد الكاف، وشعر: بيجاد عبدالرحيم، ومدير إضاءة: علي بدر، ومساعدين إضاءة: سيف عبدالرحمن ومحمود خلف، وإعداد: محمد سامر ومحمود خلف، وتصوير: مروان أشرف نجاحي.