رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى رحيل «ملك الظل».. ممدوح وافي أدوار صغيرة خطفت قلوب الجماهير

نشر
ذكرى رحيل الفنان
ذكرى رحيل الفنان ممدوح وافي

تحل اليوم الخميس، ذكرى رحيل الفنان الكوميديان ممدوح وافي ملك الظل، والأدوار الصغيرة الذي أدى أدورًا صغيرة؛ لكنه تمتع بموهبة كبيرة مكنته من التربع على عرش قلوب الجماهير.    

ولد ممدوح وافي، 1951 وأبدع في تقديم أدوار ثانوية لكنها كانت ذات بصمة واضحة، فلم يكن مجرد ممثل عابر في تاريخ السينما المصرية، بل شخصية أحبها الجمهور لصدقها وعفويتها على الشاشة.

ربط الفن والحياة اسم ممدوح بالراحل أحمد زكي بداية من زمالة في المعهد العالي بالفنون المسرحية يجاوره “شقة طلبة”، وبعدها أعمال درامية وسينمائية بدأت فكرة إنتاجها من الأساس ببطولة أحدهما دون الآخر، مثل “استاكوزا، والبيضة والحجر، وأبو الدهب، وسواق الهانم”، لكن تلك الصداقة التي وصلت حد “وصية الدفن معا”، لم تمنع “وافي” من تاريخ فني كبير بعيدا عن “زكي”.


مسيرة ممدوح وافي الفنية 

ولد ممدوح وافي عام 1951، ونشأ على حب المسرح والتمثيل، وهذه الموهبة دفعته إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهو المكان الذي شكل ملامح مستقبله الفني، وهناك، تخرج ليبدأ رحلته مع الفن، حيث شارك في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، متنوعًا بين الكوميديا والدراما.

كان "وافي" قادرًا على جذب انتباه الجمهور حتى في الأدوار الصغيرة التي قدمها، فعمله في أفلام مثل "البيضة والحجر" و"سواق الهانم" أبرزت قدرته الفائقة على المزج بين الدراما والكوميديا، وجعلته واحدًا من الوجوه المحبوبة على الشاشة.

 

لأنه لم يكن مجرد ممثل عادي، استطاع بث الروح في أي شخصية يؤديها، سواء كانت كوميدية أو درامية، ومن الأفلام البارزة التي قدمها فيلم "استاكوزا"، حيث نجح في تقديم أدوار كوميدية تجعل الجمهور يضحك ببساطة وسلاسة، كما تميز أيضًا في الأفلام مثل "أبو الدهب"، حيث استطاع أن يضيف بصمة خاصة حتى في الأدوار الثانوية.

أعمال ممدوح وافي التليفزيونية

في التليفزيون، ترك أثرًا كبيرًا من خلال مشاركته في مسلسلات مثل "الراية البيضا"، الذي كان من أشهر الأعمال الاجتماعية في ذلك الوقت، أما دوره الكوميدي في "يوميات ونيس" فقد عزز من مكانته في قلوب المشاهدين، حيث قدم شخصية بسيطة محبوبة تجسدت بروح الدعابة التي كان يمتاز بها، أيضًا دوره في "عائلة الحاج متولي" كان مميزًا، حيث مزج بين الكوميديا والدراما، واستطاع ترك انطباع كبير لدى الجمهور بفضل أدائه المميز وموهبته في تقديم الشخصيات المعقدة بشكل ممتع.


 

المسرح.. العشق الأول

على الرغم من نجاحاته في السينما والتليفزيون، كان المسرح هو العشق الحقيقي لـ"وافي"، فقد قدم العديد من المسرحيات التي تركت بصمة واضحة في المسرح المصري، ومن أبرز هذه المسرحيات "الهمجي"، والتي عمل فيها مع الفنان محمد صبحي، وقدمت نقدًا اجتماعيًا في قالب كوميدي، كما أبدع في مسرحية "عائلة ونيس"، وهي امتداد لمسلسل "يوميات ونيس"، ما جعل حضوره على خشبة المسرح لا يقل قوة عن حضوره على الشاشة

 

ممدوح وافي.. قصة حب وتحديات

كان مشواره الفني مليء بالتحديات، وأيضًا حياته الشخصية كذلك، حيث تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني وكانت مسيحية، وهو ما أثار بعض الجدل بين عائلته، لكنه تمسك بحبه لها، متحديًا التقاليد، وأثبت أن الحب يتجاوز العقبات، وأنجب منها ثلاثة أبناء: نورا، هاني، وياسمين؛ ابنته ياسمين اتبعت خطى والدها في مجال التمثيل، حيث شاركت في بعض الأعمال الدرامية مثل "إلا أنا " و"موضوع عائلي"، مؤكدة أن الفن كان جزءً من جينات هذه العائلة.

تحدى عائلته للزواج من مسيحية واكتشف إصابته بالسرطان بالصدفة ودفن في مقابر أحمد زكي … ما لا تعرفه عن ممدوح وافي | ألبوم | في الفن


على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها في حياته، إلا أنه ظل متمسكًا برسالة الفن حتى آخر أيامه، فكان اكتشاف إصابته بمرض سرطان المعدة بمثابة صدمة لعائلته وجمهوره، لكنه تعامل مع المرض بشجاعة، ورحل عن عالمنا في 17 أكتوبر 2004 بعد رحلة طويلة مع الفن والحب والمرض، ولكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى.

عاجل