الأسواق المالية في الخليج تواجه ضغوطاً مع تصاعد التوترات الإسرائيلية اللبنانية
أغلقت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج على انخفاض يوم الأحد، وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي زيادة التوتر الجيوسياسي إلى اندلاع صراع أوسع في المنطقة. وقد أثرت الأوضاع الأمنية المتوترة على المعنويات العامة للمستثمرين، مما دفعهم إلى تقليص تعرضهم للأسهم والمخاطر العالية. هذه التطورات تأتي في وقت حساس حيث تشهد المنطقة توترات متصاعدة، مما يجعل السوق عرضة لمزيد من التذبذبات.
هزت الضاحية الجنوبية لبيروت ضربات جوية إسرائيلية، الليلة الماضية وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، وهو ما وصف بأنه أعنف قصف للعاصمة اللبنانية منذ أن صعّدت إسرائيل حملتها ضد «حزب الله» الشهر الماضي. هذه الأحداث المروعة زادت من الضغوط على الأسواق المالية، حيث انشغل المستثمرون بتقدير مدى تأثير هذه التوترات على استقرار المنطقة والاقتصاد ككل.
الأداء السلبي للأسواق السعودية والقطرية
انخفض المؤشر السعودي بنسبة 1.6 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث تأثر تراجع السوق بشكل ملحوظ بتراجع سهمي مجموعة التيسير «تالكو» بنسبة 5.1 في المائة و«مصرف الراجحي» بنسبة 4.8 في المائة. كما تراجع سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، بنسبة 0.18 في المائة، ليصل إلى 27 ريالاً. أما في قطر، فقد خسر المؤشر 0.5 في المائة مع تراجع سهم شركة قطر للوقود بنسبة 2.3 في المائة، مما يبرز التأثير السلبي للتوترات الجيوسياسية على الأسواق المالية.
الانخفاضات في الكويت والبحرين
بالإضافة إلى الأسواق السعودية والقطرية، شهدت البورصة الكويتية تراجعًا بنسبة 1 في المائة، في حين انخفض المؤشر العام لبورصة البحرين بنسبة 0.13 في المائة. هذه الانخفاضات تعكس القلق العام لدى المستثمرين، الذين يتخذون احتياطات إضافية في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
وفي المقابل، نجحت بعض البورصات العربية في تقليص الخسائر التي سجلتها الأسبوع الماضي، حيث ارتفع مؤشر البورصة المصرية بنحو 1.24 في المائة، وهو ما يعكس بعض التعافي في معنويات المستثمرين. كذلك سجل مؤشر البورصة المغربية ارتفاعاً طفيفاً بلغ نحو 0.09 في المائة، كما زاد مؤشر بورصة مسقط بنسبة 0.16 في المائة، مما يشير إلى أن بعض الأسواق بدأت تتجاوز تداعيات التوترات الجيوسياسية.
الاستجابة السريعة للأحداث السابقة
شهد شهر أبريل (نيسان) الماضي أحداثًا مشابهة أدت إلى موجة بيع للأسهم والأصول الأخرى عالية المخاطر، لكنها انتعشت في غضون أيام مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع. تعكس هذه الديناميكية قدرة الأسواق على التكيف مع التغيرات المفاجئة، مما يتيح لها إمكانية التعافي في المستقبل القريب، رغم الأوضاع الحالية المتوترة.