رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ارتفاع أسعار النفط فوق 70 دولارًا للبرميل وسط تصاعد الصراع الروسي الأوكراني

نشر
النفط
النفط

عادت أسعار النفط للارتفاع لتتجاوز حاجز الـ70 دولارًا للبرميل، مسجلة أعلى مستوى لها منذ نحو أسبوعين. جاء هذا الارتفاع في الأسعار وسط إشارات تفيد بتصاعد حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مما يعكس المخاوف الجيوسياسية التي تساهم في دعم الأسعار العالمية للنفط.

تحركات أسعار النفط وأثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا

ارتفعت أسعار خام "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 2% لتصل إلى 70.10 دولار للبرميل عند التسوية. وقد تزامن هذا الارتفاع مع إعلان أوكرانيا أن روسيا أطلقت صاروخًا باليستيًا جديدًا على مدينة دنيبرو الواقعة في وسط البلاد. هذا الهجوم جاء في أعقاب توسع استخدام أوكرانيا للأسلحة طويلة المدى التي توفرها الدول الغربية. 

ومع ذلك، سرعان ما قلص الخام بعضًا من مكاسبه بعد أن تم توضيح أن السلاح الذي استخدمته روسيا لم يكن صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، كما كان يُعتقد في البداية. وقد كانت هذه النوعية من الصواريخ، التي لم تُستخدم منذ بداية الحرب الباردة، محط اهتمام وتخوف في البداية.

من جهة أخرى، ارتفعت أسعار خام "برنت" بنسبة 2%، مسجلة أعلى مستوى لها منذ السابع من نوفمبر، حيث تم تسويتها عند 74.23 دولار للبرميل. ويعكس هذا الارتفاع أيضًا تزايد المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالنزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.

وتلقت أسعار النفط أيضًا دفعة من علامات تحسن الطلب في السوق. ففي الوقت الذي ارتفعت فيه علاوة المنتجات المكررة إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر مقارنة بالخام، كان هناك تحسن ملحوظ في الهوامش الناتجة عن تحويل الخام إلى بنزين وديزل في الولايات المتحدة. وصل مؤشر الهوامش إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس، في ظل تكثيف شركات تصنيع الوقود في ساحل الخليج الأميركي لإنتاج الوقود لتلبية الطلب المتزايد على الصادرات.

تأثير السياسات الاقتصادية في سوق النفط

منذ فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، بدأت الأسواق بتفحص تأثير سياساته الاقتصادية على مختلف القطاعات، بما في ذلك سوق النفط. ومع تزايد التقلبات في أسعار النفط، ظهرت العديد من المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة لتلك السياسات، خاصة في ظل فرض تعريفات تجارية محتملة أو إلغاء القيود التنظيمية التي قد تطرأ في المستقبل. هذه التغيرات قد تؤدي إلى تأثيرات متفاوتة على الأسعار، إذ من الممكن أن ترفعها في حال حدوث تعطل للإمدادات في مناطق مثل الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا، أو أن تؤدي إلى انخفاضها إذا تم فرض سياسات تهدف إلى تقليل تكاليف الإنتاج.

المخاطر الجيوسياسية وأثرها على تقلبات السوق

ذكر محللون من "سيتي غروب"، من بينهم إريك لي، في مذكرة لهم، أن السوق يبدو أقل توسعًا إلى حد النقص، مما يعني أن النفط قد يشهد تقلبات صعودًا وهبوطًا في الأسابيع المقبلة قبل اجتماع تحالف "أوبك+"، وإن كان ذلك بشكل غير منتظم. وأضافوا أن المخاطر الجيوسياسية تمثل أحد العوامل الرئيسية المؤثرة على الأسعار، حيث أن تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط أو تصعيد النزاع في روسيا وأوكرانيا يمكن أن يدفع الأسعار للارتفاع. وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف بشأن انخفاض الأسعار نتيجة للتوجهات الاقتصادية التي قد يتبعها الرئيس ترامب، مثل فرض تعريفات تجارية أو إلغاء القيود التنظيمية.

تأثير العوامل الاقتصادية والطلب الصيني على أسعار النفط

منذ منتصف أكتوبر، شهدت أسواق النفط تقلبات حادة بين المكاسب والخسائر، بسبب مجموعة من العوامل المؤثرة في السوق. من أبرز هذه العوامل المخاوف بشأن الطلب الصيني على النفط، إلى جانب قوة الدولار الأميركي الذي يجعل السلع الأساسية المسعرة بهذه العملة أقل جاذبية. كما تواجه السوق تحديات أخرى، أبرزها التخمة المحتملة في العرض في العام المقبل، مع ترقب المستثمرين لقرار تحالف "أوبك+" بشأن خطط إعادة بعض الإنتاج إلى السوق، وهو ما قد يحد من أي ارتفاع للأسعار مدعوم بالمخاوف الجيوسياسية.

عاجل