رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مستثمرون يترقبون مصير أسعار الذهب في سبتمبر.. هل تستمر المكاسب أم تواجه التراجع المعتاد؟

نشر
الذهب
الذهب

مع اقتراب شهر سبتمبر، يتطلع مستثمرو الذهب إلى معرفة ما إذا كانت الأسعار ستواصل زخمها القياسي أم ستتعرض للتراجع المعتاد. فمنذ عام 2017، شهد الذهب انخفاضًا ملحوظًا في سبتمبر بمتوسط تراجع 3.2%، مما يجعله أسوأ شهر في السنة بالنسبة لأداء المعدن النفيس. هذا الانخفاض يتناقض مع المتوسط الشهري للزيادة الذي يبلغ 1%. يُعَد هذا التراجع في سبتمبر ظاهرة مدهشة، حيث يُتوقع أن تكون الأسواق أكثر كفاءة وتوازنًا، وهو ما أثار حيرة الاقتصاديين.

تتجاوز ظاهرة تراجع الأسعار في سبتمبر الذهب لتشمل أيضًا سوق الأسهم الأمريكية. يُعتبر سبتمبر عادةً أضعف شهر لمؤشر "إس آند بي 500"، حيث بلغ متوسط التراجع للمؤشر أكثر من 1.5% خلال العقد الماضي. ورغم أن هذه النظرية ليست مطلقة، فقد شهد الذهب ارتفاعًا في سبتمبر على مدار ثلاثة عقود، إلا أن تفسير التراجع الأخير قد يكون مرتبطًا بسلوك المتداولين الذين يشترون الذهب كموقف دفاعي خلال أشهر الصيف المتقلبة، ثم يبيعونه عند عودتهم للعمل في سبتمبر.

وفي ظل التوترات الاقتصادية والسياسية، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن. يقول بوريس ميكانيكريزاي، محلل في "فاست ماركتس": "قبل أن تذهب في إجازة، وتبتعد عن متابعة الأسعار، تريد التحوط ضد المخاطر التي تواجهها في السوق، وأحد الطرق للقيام بذلك هو شراء الذهب". يعتبر هذا النهج شائعًا بين المستثمرين الذين يتوقفون عن متابعة الأسواق خلال الصيف، حيث يمكن أن يوفر الذهب راحة البال في فترة تكون عادةً أكثر تقلبًا.

تأثير الدولار على الذهب في سبتمبر

ومن المعروف أن شهر سبتمبر يشهد تقليديًا قوة في الدولار الأميركي، مما يشكل تحديًا آخر للذهب. فعندما يرتفع الدولار، يجد المتداولون الذين يستخدمون عملات أخرى صعوبة في شراء الذهب، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب عليه. ورغم تحقيق الذهب مكاسب بلغت 22% هذا العام، بما في ذلك 8% منذ يوليو، إلا أن تأثير قوة الدولار قد يقيد قدرته على مواصلة هذا الأداء القوي في سبتمبر.

دعم البنوك المركزية للذهب

وشهد الذهب هذا العام دعمًا كبيرًا من البنوك المركزية، التي زادت من مشترياتها للذهب كجزء من استراتيجيات التحوط. هذا الطلب المتزايد جاء أيضًا نتيجة التوترات الجيوسياسية والمشتريات الصحية للسبائك خارج البورصة. وقد أدت هذه العوامل إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، متجاوزةً 2500 دولار للأونصة، وسط توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

توقعات بتحفيز الاحتياطي الفيدرالي

مع اقتراب موعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، تشير التوقعات إلى أن البنك قد يبدأ في تيسير سياسته النقدية. وفي الأسبوع الماضي، صرح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة. سرعة وحجم هذا التخفيض المحتمل قد يشكلان عاملاً حاسمًا في تحديد ما إذا كان الذهب سيحافظ على زخمه الحالي أم سيعود إلى الانخفاض في سبتمبر.

ورغم العوامل الإيجابية التي تدعم الذهب، يبقى السؤال ما إذا كانت هذه العوامل كافية للتغلب على ضعف الأداء التقليدي للذهب في سبتمبر. وفقًا لأول هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، "تشير العوامل الموسمية إلى أن شهر سبتمبر قد يكون حافلاً بالتحديات". يتوقع هانسن أن يكون الشهر المقبل محوريًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة المتبقية من العام.

عاجل