«المؤتمر الكشفي العالمي الـ43 بالقاهرة نقلة نوعية للحركة الكشفية العربية
حقق المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والأربعون، الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 17 وحتى 23 أغسطس الجاري، نقلة نوعية للحركة الكشفية العربية على المستوى العالمي، بعد ما نجحت مصر في تنظيم هذا الحدث المهم بكل كفاءة واقتدار.
فعلى مدى سبعة أيام من فعاليات هذا المؤتمر الذي ضم أكثر من 2000 عضو كشفي يمثلون 176 دولة، حظيت الجهود المصرية لإنجاح هذا المؤتمر، بإشادات واسعة من المشاركين في هذا الحدث العالمي الذي يمثل الهيئة الحاكمة أو الجمعية العامة للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، والذي يقام كل ثلاث سنوات بهدف منح فرصة للجمعيات الأعضاء للعب دور نشط في تشكيل المعايير والسياسات والأهداف المشتركة للحركة الكشفية في جميع أنحاء العالم، وبما يحدد السياسة العامة للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، ويتخذ قرارات لتعزيز أهداف ومصالح الحركة الكشفية.
وفي هذا الصدد، شهدت فعاليات المؤتمر انتخاب الأعضاء أصحاب حق التصويت في اللجنة الكشفية العالمية، والاعتراف بقبول جمعيات كأعضاء جدد في الحركة، ونالت مصر عضوية اللجنة الكشفية العالمية، وهو ما يمثل إضافة مهمة للتواجد العربي في اللجنة الكشفية العالمية ونقل فكر الحركة الكشفية العربية إلى العالم.
كما مثل هذا المؤتمر فرصة ثمينة للمنظمات الأعضاء من جميع أنحاء العالم هذا المؤتمر لعرض ممارساتها الأكثر ابتكارًا وتأثيرًا، حيث احتضنت جلسات المؤتمر مناقشات مثمرة حول موضوعات مختلفة، شملت التغذية، والرفاهية، والرقمنة ،والذكاء الاصطناعي، والبرامج البيئية، وإعادة صياغة العلامة التجارية والحوار بين الأديان والنمو التنظيمي.
وشهد المؤتمر مشاركة ملحوظة من جانب القادة العالميين على رأسهم أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة التي أكدت الدور الحاسم الذي تلعبه الكشافة في معالجة التحديات العالمية، ووصفت الكشافة العالمية بأنها حجر الزاوية للقيادة الشبابية في جميع أنحاء العالم.
وشاركت كذلك في فعاليات هذا المؤتمر، وفود من المنظمات الدولية من بينها منظمة الصحة العالمية، مؤسسة الوليد للإنسانية، ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واليونيسيف، وجمعية الشبان المسيحية العالمية، والرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، وجيل غير محدود، بالإضافة إلى مؤسسة اقتصاد التعلم، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وبالتوازي مع هذه المشاركة الدولية، بذلت الحكومة المصرية جهودا مضنية لإنجاح هذا المؤتمر العالمي، منذ إطلاق حفل افتتاح الذي أبهر جميع الوفود، في قصر القبة الرئاسي وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ كما ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي كلمة عبر الفيديو، خلال هذا الحفل، أكد فيها ترحيب مصر بضيوفها، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الوزراء، من بينهم الدكتورة رانيا أحمد المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وعدد من المسؤولين.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن كلمة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال فعاليات افتتاح المؤتمر التي أكدت أن انعقاد هذا المؤتمر في مصر، وإعطاءه الرعاية الرئاسية والدعم الشامل من الحكومة المصرية؛ يُعد دليلا على إيمان الدولة المصرية بدورِ الحركة الكشفية في بناء الإنسان، ويعكس الالتزام بتفعيل دور الشباب في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما نجح المؤتمر من على أرض القاهرة في تعديل الاستراتيجية الجديدة للكشافة والموافقة عليها بالإجماع وهي التي ستوجه منه لمعالجة قضايا رئيسية مثل الاستدامة وقيادة الشباب وتعليم السلام.. بالإضافة إلى استراتيجية الكشافة، صوتت المنظمات الأعضاء على العديد من قرارات المؤتمر المقدمة من قبل لجنة الكشافة العالمية والعديد من المنظمات الكشفية الوطنية.
وشملت القرارات المعتمدة قبول أعضاء جدد في المنظمات الكشفية الوطنية من أنتيغوا وبربودا والكونغو ومالي وكشافة ألبانيا.
واستجابة للتضخم العالمي، اقترحت اللجنة أيضا زيادة بنسبة 5% في رسوم تسجيل الكشافة العالمية ، وهو أول تعديل منذ عام 2011.
وفي حفل الختام، أكد المشاركون في المؤتمر التقدير الخاص للكشافة المصرية لاستضافتها الاستثنائية للمؤتمر الكشفي العالمي الثالث والأربعين، وتم تسليم علم الكشافة العالمية إلى جمعية الكشافة في المملكة المتحدة، الدولة المضيفة للمؤتمر الكشفي العالمي الرابع والأربعين في عام 2027.