الرجوب: الرئيس السيسي أحبط المخططات الإسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية
أكد الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أحبطت المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن دور مصر محوري في حماية الإقليم وفي حل الصراع العربي الإسرائيلي، لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الرجوب، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المؤتمر الكشفي العالمي المنعقد في القاهرة، إن مصر تتمتع بالصدارة في هذا المجال، نظرًا لعاملي التاريخ والجغرافيا، حيث يرتبط هذا الدور أيضًا بالأمن القومي المصري كجزء من الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن مصر تميزت منذ عام 1948 بموقفها الداعم للدولة الفلسطينية وأن دورها كان حاسمًا في تكريس الهوية الوطنية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي. مشيرا إلى أنها تعمل بكل جهد ممكن من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر 2023.
وأوضح الرجوب أن مصر تري أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لتحرك دولي أوسع للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، مما يعد الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة.
وأضاف أن مصر، رغم التعقيدات الكبيرة في الوضع الراهن، حرصت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على غزة على إبقاء قضية إقامة الدولة الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي، وشددت علي وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووحدة النظام السياسي، ووحدة الهدف والوسيلة والقرار من خلال إدارة نظام سياسي يشكل مظلة لكل الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس الشرقية.
وأشار الرجوب إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى مبادرة مصرية على ثلاث مراحل، الأولى تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى الجهود المبذولة من قبل مصر ودولة قطر بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لوقف العدوان وتبادل الأسرى.
وأضاف أن المرحلة الثانية تتعلق بإطلاق جهد دولي لعقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتابع: المرحلة الثالثة تتعلق بدور مصر في إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا أهمية خلق بيئة إيجابية لبناء خارطة طريق تبدأ بمقاربة سياسية نضالية وتنظيمية بين حركتي فتح وحماس.
وأشار إلى ثلاثة عناصر رئيسية في هذه المقاربة: أولها وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ثانيها إقامة الدولة على حدود عام 1967 وفق قرارات الأمم المتحدة، وثالثها ترتيب البيت الفلسطيني من خلال حكومة توافقية تشكل مظلة لجميع الفلسطينيين وتوحيد الأراضي والمؤسسات والخدمات.
وقال الرجوب إن الحكومة التوافقية يجب أن تكون شريكة للمجتمع الدولي في إعادة إعمار غزة وتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة في كافة الأراضي الفلسطينية، وإنها يجب أن تلتزم بسقف زمني واضح وتختار وزراء يتمتعون بالثقة والاحترام، مشيرًا إلى أن هذا التوافق يمكن أن يتم عبر حوار وطني شامل تستضيفه وترعاه مصر للتوافق على عدة مبادئ.
وتابع قائلا: إن هذه المبادئ تشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إنهاء ملف الأسرى، تعزيز الوحدة الفلسطينية وتطوير مفهوم الصدام مع الاحتلال، وضمان أن تكون المقاومة الشعبية الشاملة هي الخيار الاستراتيجي.
وأشار إلى أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون تعددية سياسية، ولكن تحت سلطة واحدة، وسلاح واحد، وديمقراطية تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وتاريخه، كما أكد على أهمية الاتفاق على آليات بناء الشراكة عبر صناديق الاقتراع وليس العنف، وبرعاية مصرية.
وشدد على ضرورة المحافظة على الإنجازات الفلسطينية وعدم العودة إلى الماضي، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لديه أربعة إنجازات يجب العمل علي تحقيقها والحفاظ عليها: الدولة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد، السلطة الوطنية الفلسطينية التي ترعى الشعب الفلسطيني ، وحق الفلسطينيين في اتخاذ قراراتهم بشكل مستقل.
وأعرب الرجوب عن ثقته في دور مصر المستقبلي في تحقيق هذه الأهداف، مشيرًا إلى أن لدى مصر علاقات متوازنة مع جميع مكونات الحالة السياسية الفلسطينية، مما يؤهلها للعب دور محوري في هذا السياق.
وأكد أن الظروف الحالية مواتية والمنطق يقتضي كسر كل الحواجز لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية، معربا عن تطلع فلسطين إلى دور مصر من اجل مواجهة كافة التحديات لتحقيق هذا الهدف.
وقال الفريق جبريل الرجوب إن العدوان الإسرائيلي الحالي هو عدوان أحادي الجانب، يعتمد على الإرهاب الرسمي لتحقيق أهداف استراتيجية لليمين الإسرائيلي..وإن هدف إسرائيل منذ اليوم الأول للعدوان هو إحداث تغييرات ديموغرافية وجغرافية وسياسية في شريط جغرافي يمتد على مساحة 365 كيلومترًا( قطاع غزة )، وذلك من خلال القتل والتدمير لإجبار السكان على الهجرة أو خلق ظروف معيشية طاردة على المدى البعيد.
وأردف: هذا العدوان يهدف أيضًا إلى اقتطاع جزء من أراضي قطاع غزة تحت ذريعة إنشاء منطقة أمنية، وفي الوقت ذاته القضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
وأشار الرجوب إلى أن إسرائيل تسعى لاجتثاث بذرة الرفض لوجودها في المنطقة، وذلك من خلال محاولة دمجها في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية، كما أن الهدف الاستراتيجي لها هو توسيع نطاق الحرب على قطاع غزة لتتحول إلى حرب إقليمية شاملة، مما قد يستدرج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الانخراط في هذه الحرب.
وشدد على ضرورة توفير كل أسباب الصمود للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وعلى أهمية بناء سد أمام (رئيس وزراء إسرائيل) نتنياهو لمنعه من تحقيق الاندماج في المنطقة دون انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.
وقال الرجوب إن العدوان الإسرائيلي على غزة تسبب في استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني وجرح عشرات الآلاف ودمار واسع للبنية التحتية، بالإضافة إلى المستشفيات والجامعات ودور العبادة.
وحذر من أن استمرار هذا العدوان يمثل خطرًا على الجميع، داعيًا إلى صحوة دولية لإجبار إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تدرك معاناة الفلسطينيين، مؤكدًا أن إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية هو ضرورة لاستقرار الوضع الإقليمي.
وفيما يتعلق بموقف حركة فتح ، أوضح الرجوب أن اللجنة المركزية لحركة فتح عقدت اجتماعا في حينه ، حيث قررت التركيز على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على كافة الأراضي الفلسطينية ، وتوفير كل أساب الصمود والإغاثة اللازمة للشعب الفلسطيني في غزة، ومقاومة محاولات الهجرة والتهجير من الأراضي الفلسطينية .
وأضاف أن اللجنة المركزية اعتبرت ما حدث في 7 أكتوبر فعلًا دفاعيًا ضد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وحتى الآن، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا جرى، مؤكدا على ضرورة العمل على تحويل هذه الحرب إلى فرصة لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وختم الرجوب بتأكيده أن المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني يمكن أن تكون فرصة لتحقيق الوحدة الفلسطينية وإقامة الدولة، مشددًا على ضرورة العمل في المحافل الدولية لضمان دعم كل الأصدقاء في العالم لتلك الأهداف.