رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى وفاته.. كيف خدع سمير الإسكندراني مدير المخابرات الإسرائيلية؟

نشر
مستقبل وطن نيوز

تحل اليوم ذكرى وفاة المطرب سمير الإسكندراني الذي قام بدور وطني أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتمكن من إيقاع شبكة من العملاء الإسرائليين.

ولد الفنان سمير الإسكندراني في الثامن من شهر فبراير عام 1938 بحي الغورية في القاهرة وتوفي في 13 أغسطس 2020، كان والده تاجر معروفا من تجار الأثاث المنزلي وقد كان لديه شغف بالفن منذ صغره، وكان والد سمير الإسكندراني صديق مقرب لكبار الفنانين من شعراء وملحنين مثل زكريا أحمد، بيرم التونسي، أحمد رامي.
أنهى سمير الإسكندراني دراسته في المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الفنون الجميلة ودرس اللغة الإيطالية، كما حرص على تعلمها لتعلقه بفتاة إيطالية، وبعد أن صدر قرار بإلغاء اللغة الإيطالية بالجامعة تعلمها على يد معلمه الذي دعاه لتعلمها بصفة شخصية في مدرسة لتعليم المصريين والأجانب.

جاءت الفرصة للفنان سمير الإسكندراني من خلال دعوة من المستشار الإيطالي بالسفر في بعثة إلى إيطاليا وتحديداً إلى مدينة بيروجيا عام 1958، وكان يبلغ من العمر 20 عاماً، وهي رحلة دراسية استمرت لمدة شهر. 
عمل سمير الإسكندراني في إيطاليا بالفن والموسيقى، وكان متحرراً ويتحدث خمسة لغات، تزوج الفنان سمير الإسكندراني وأنجب ابنتيه نجوى ونيفين.

سمير الإسكندراني والمخابرات

ساهم الفنان سمير الإسكندراني في ضبط شبكة كبيرة من الجواسيس الإسرائيليين في الموساد بعمل خطة للإيقاع بهم، وكانت بدأت القصة عندما سافر إلى إيطاليا عام 1958، حيث كان سمير الإسكندراني شابا في العشرين من عمره يتحدث خمسة لغات ويتميز بالتحرر، كان يرقص ويغني في شوارع إيطاليا، وذات يوم التقى سمير بشاب يدعى سليم في الجامعة في إيطاليا، انبهر سليم بسمير وما يتقنه من لغات كثيرة وذكاء. 
أخبره سمير الإسكندراني أن أصوله يهودية وليس مصري فاعترف له الشاب هو الآخر بأنه يهودي وسقط في الفخ بالفعل، وقدم سليم إلى سمير ضابط الموساد الإسرائيلي الذي يدعى جوناثان شميت.

حاول سمير أن يخدعه ويقنعه أنه يكره النظام في مصر حتى عرض عليه العمل معه في الجاسوسية، ليبدأ معه التدريب على الحبر السري وكيفية استخدامه ثم طلب منه أن يتطوع في الجيش.
عند عودة سمير إلى مصر ذهب مسرعاً ليقابل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكنه لم يستطع في البداية إلى أن اتصلت به المخابرات المصرية وحددوا معه موعد للمقابلة.

سمير الإسكندراني مع الرئيس جمال عبد الناصر

قابل سمير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد اتفقا في نهاية اللقاء أن يستمر في العمل مع المخابرات الإسرائيلية ومن ثم أخبرهم سمير عن المخطط الإسرائيلي لاغتيال المشير عبد الحكيم عامر، وذلك بعد فشل محاولتهم قبل ذلك عام 1956.

كان سمير ثعلباً في الخداع والمكر ونقل المعلومات والتحكم في الانفعالات والتعامل بحرص وحذر مع العدو حتى لا يثير الشكوك أنه يعمل لدى المخابرات المصرية.

بدأ سمير الإسكندراني ينظم خطة محكمة للإيقاع بشبكة كبيرة من العملاء الإسرائيليين وكان صيد هائل للمخابرات المصرية وتم إعداد خطة بالاستعانة بقدرات سمير الإسكندراني لأنه طلب من المخابرات الإسرائيلية أن ترسل إليه ضابط هام جداً وبالفعل وصل الضابط موسى جود سوارد إلى القاهرة وبدأ تتبع خطواته بحرص.

ألقت المخابرات المصرية القبض عليه دون أن يتم نشر الخبر حتى يتم كشف جميع أفراد الشبكة وبالفعل تم تدمير شبكة من أقوى وأكبر الشبكات الإسرائيلية وكان نصراً مصرياً كبيراً ساهم فيه الشاب سمير الإسكندراني وقد تسبب نجاحه في استقالة مدير المخابرات الإسرائيلي.

عاجل