رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«وسط حماس كبير».. آلاف المتطوعين يسهمون في إنجاح أولمبياد باريس 2024

نشر
مستقبل وطن نيوز

منذ بداية دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس، تنتشر فرق المتطوعين في كل مكان؛ عند المواقع الرياضية؛ حيث تُقام المنافسات الأولمبية، وعند الأماكن الترفيهية لاستقبال الزوار والسياح من جميع دول العالم، وحتى داخل محطات مترو الأنفاق، حيث يسهم عدد كبير من الشباب في التنظيم وإرشاد الزوار للأماكن التي يريدون الذهاب إليها. 
 

وتقام المنافسات الرياضية في عدة مواقع بمختلف أرجاء المدينة، وتعج كل الأماكن المخصصة للأولمبياد بالمواطنين والزوار من جميع أنحاء العالم يوميا لمشاهدة المنافسات الرياضية والاستمتاع بالأجواء. 
 

ومن خلال جولة عبر تلك المواقع الأولمبية، يمكن رؤية هؤلاء المتطوعين في كل مكان.. فعلى مدار اليوم، يتجمع الشباب عند مداخل المواقع الرياضية، مرحبين بالزوار بالشكل اللائق وبابتسامة رقيقة، ويستطيع الزائر تمييزهم من بين الآلاف بفضل زيهم الرسمي المميز بألوان الألعاب الأولمبية الوردي والأخضر الفيروزي. 
 

وفي منطقة الألعاب الترفيهية، نجد "ماري" تقف منذ بداية اليوم لمساعدة الأطفال واللعب معهم.. وقالت بحماس كبير لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "سعيدة بوجودي هنا واللعب مع الأطفال ومشاركة هذه اللحظة المهمة معهم مع إقامة الأولمبياد هنا في باريس.. هذه لحظة لا تتكرر كثيرا، وأريد أن استمتع بالأولمبياد مع هؤلاء الزوار، وخاصة مع الأطفال". 
 

وأضافت ماري أنها منخرطة في مجال الرياضة منذ صغرها ولديها خبرة جيدة في أمور التنظيم، لذلك رحبت كثيرا بالمشاركة هنا في هذا العمل التطوعي مع كل هؤلاء الناس لمساعدتهم. 
 

ووفقًا للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية والبارالمبية، تم نشر 45 ألف متطوع عبر جميع المواقع الرسمية للألعاب، من بينها مواقع المنافسات والقرية الأولمبية أو عند المركز الإعلامي الرياضي أو مواقع التدريب أو حتى محطات المترو والقطارات والمطارات.. ومن بين المهام المعهودة إليهم: مهام خاصة بالخدمات المقدمة لجميع المشاركين في الألعاب، ومهام خاصة بالأداء الرياضي وتوفير ما يلزم، ومهام لتسهيل عملية التنظيم. 
 

ومنذ مارس 2023، كان على الأشخاص - من كبار السن والشباب والنساء - الراغبين في التطوع ملئ طلب على منصة إلكترونية خاصة بعملية التطوع خلال الألعاب الأولمبية (برنامج باريس 2024 التطوعي) عبر الإنترنت. 
 

ووفقًا للمنظمين، تقدم نحو 300 ألف شخص بطلبات للمشاركة، وتم اختيار 45 ألف شخص: 30 ألفا للألعاب الأولمبية و15 ألفا للألعاب البارالمبية.
 

وفي هذا الصدد، قال المسؤول عن برنامج المتطوعين ألكسندر مورينون كوندي، إن هؤلاء يأتون من 101 مقاطعة فرنسية، لكن هناك أيضا من 150 دولة مختلفة، كما تم احترام التكافؤ بحيث إن 30% أقل من 25 عامًا وأصغرهم 16 عاما، و10% فوق 60 عاما وأكبرهم يبلغ 94 عامًا.
 

وينتشر المتطوعون في كل مكان ويظهرون بملابسهم المميزة بألوان الألعاب الأولمبية الوردي والأخضر الفيروزي، مكتوب عليها "باريس 2024"، ويعملون ستة أيام في الأسبوع لمدة 8 ساعات يوميا على الأقل، حيث هناك فريق صباحي وآخر مسائي، وبذلك يساهمون في هذا العمل التطوعي على نطاق واسع في سبيل ضمان سير الألعاب بسلاسة. 
 

يقف "جون" مرتديًا قبعة بالألوان الوردية والخضراء، ويرتدي بيده قفازا كبيرا ويجلس على مقعد عالي يشبه مقعد حكام التنس، ويرفع ذراعه عاليا ليوجه الزوار باللغة الفرنسية والإنجليزية نحو المداخل المخصصة لهم لدخول "حديقة الأبطال"، حيث يتردد عليها منذ بداية الأولمبياد وحتى اليوم أكثر من عشرات الآلاف يوميًا لمشاهدة المنافسات الرياضية من خلال شاشات عملاقة والاستمتاع بالأجواء الترفيهية المصاحبة من أمام برج إيفل. 
 

وقال "جون" عن قبعته: "عندما حصلنا عليها، لم أكن مرتاحًا لفكرة ارتدائها بهذه الألوان، إلا أنني اكتشفت أن بهذه القبعة سأكون مميزا".. مضيفا أن الأجواء هنا مرحة مع استقبال الزوار والمشجعين. واختار جون البقاء في باريس طوال مدة الألعاب الأولمبية، للتمتع ببعض المزايا والاحتفاظ بالهدايا التذكارية والاستمتاع باللحظات الجميلة المرحة مع الزوار. 
 

وتقوم اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية بتوزيع الملابس وقبعة للحماية من الشمس وحقيبة مجهزة بكل ما يلزم لهؤلاء المتطوعين، فضلا عن الأحذية الرياضية، ووجبة واحدة مدفوعة في اليوم، وتغطية تكلفة التنقل للأشخاص الذين يأتون من أماكن بعيدة في فرنسا. 
 

ومن بين هؤلاء الشباب، فيكتور من مدينة ليون (جنوب شرق فرنسا)، الذي جاء إلى باريس واستمتع بزيارة مواقع تاريخية لم تسنح له الفرصة من قبل لزيارتها، وذلك خلال مشاركته في تنظيم فعاليات داخل قصر "فرساي" التاريخي، وأيضا خلال زيارته ملعب "رولان جاروس" الشهير.. وعلق قائلًا: "مستمتع بهذه التجربة، التنظيم جيد ولطالما أردت زيارة هذه الأماكن". 
 

كما يستمتع متطوعون آخرون بالأجواء المثيرة خلال المنافسات الأولمبية ورؤية الأبطال الذين يحصلون على ميداليات ويتشاركون معهم هذه اللحظات التاريخية.. وأكد "فرانسوا" أن التطوع في الألعاب الأولمبية فرصة عظيمة، إذ يمكِنُكَ متابعة مختلف الرياضات ومشاركة لحظات لا تنسى مع أشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات. 
 

وتعبيرًا عن التقدير لدور هؤلاء الشباب، أكد رئيس اللجنة الأولمبية المنظمة توني إستانجيه: "لا يمكننا تنظيم الألعاب بدونكم".. وبالفعل، يتواجد الشباب بحماسهم الكبير إلى جانب المتطوعين الأكبر سنا الذين يضيفون خبراتهم في هذا العمل، ويتعاون الجميع بروح واحدة لخدمة ومساعدة الزوار والمساهمة في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.
 

وصار وجود هؤلاء الشباب ضروريًا يومًا تلو الآخر للمساهمة في سير عملية تنظيم الأولمبياد بشكل جيد وسلس، بل صارت تلك الفرق جزءًا لا يتجزأ من روح هذه العاصمة التي تحولت إلى صرح رياضي كبير يحتضن مختلف ألعاب "أولمبياد باريس 2024" المقامة حاليا حتى 11 أغسطس الجاري. 

عاجل