آسيا تستعد لتسجيل أعلى مستويات واردات الغاز الطبيعي المسال منذ بداية 2024
توقعت شركة "كبلر" الفرنسية المتخصصة في تحليلات مجال الطاقة، أن تُسجل آسيا أعلى مستويات واردات الغاز الطبيعي المسال منذ بداية العام الجاري 2024 حتى يوليو الماضي؛ وسط تزايد الطلب رغم ارتفاع الأسعار الفورية في المنطقة.
وذكرت تحليل الشركة الفرنسية بحسب ما أوردته شبكة البلقان الإخبارية- أن هناك توقعات أن تصل واردات الغاز الطبيعي المسال إلى 24.85 مليون طن؛ ما يمثل أعلى مستوى لها خلال الستة أشهر.
وبينما من المتوقع أن تصل واردات آسيا إلى ذروتها في يوليو الماضي، فإن واردات أوروبا على المسار الصحيح لتسجيل أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2021، وبالتالي، فإن الأسعار المرتفعة في آسيا تجذب المزيد من الواردات إلى المنطقة.
وأشارت المجلة الأمريكية للنقل إلى أن شركات المرافق اليابانية التي تقدم خدمات أساسية في اليابان مثل الكهرباء والمياه والغاز، تبحث الآن عن كميات إضافية للفترة من أغسطس الحالي إلى سبتمبر المقبل، حيث ارتفعت وارداتها التي بلغت 68 مليون طن في الربع الثاني مقارنة بالسنوات السابقة.
وأظهر البيانات الأخيرة أن أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا لشهر سبتمبر الماضي؛ انخفضت بنسبة 1.4% على أساس أسبوعي، لتصل إلى حوالي 12 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 23 يوليو الماضي، كما تداولت المشتقات المالية لشهر أكتوبر 2024 بحوالي 12.1 دولارًا بانخفاض ملحوظ قدره 3.6% مقارنة بالأسبوع السابق.
في أوروبا، تم تداول سعر "مرفق نقل الملكية" المختص بتسعير وتداول الغاز الطبيعي المسال في السوق الأوروبية لشهر أغسطس في حدود 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارة بريطانية بانخفاض أيضًا بنسبة 3.6% عن الأسبوع السابق؛ وبالتالي، تظل آسيا الوجهة المفضلة حاليًا على أوروبا لشحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية الحرة.
ولفتت شبكة "البلقان" الإخبارية إلى أن روسيا تسعى للاستفادة من الزيادة في الطلب من المستوردين الآسيويين حيث استأنف مشروع سخالين 2 لإنتاج الغاز الطبيعي المسال الإنتاج من كلا الخطين بعد الانتهاء من صيانة الخط الثاني في 20 يوليو الماضي، وكانت الإنتاجية قد توقفت سابقًا للصيانة على الخط الأول في منتصف يونيو الماضي، تلتها أعمال إضافية على الخط الثاني.
في مكان آخر في روسيا، تمت ملاحظة تسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا عبر طريق البحر الشمالي خلال العام الجاري حيث وصلت الشحنة إلى محطة الغاز الطبيعي المسال جنوب شرق الصين في 14 يوليو؛ وهو تسليم تم بعد حوالي أسبوعين من العام السابق.
وأضافت الشبكة الإخبارية أن المستوردين الآسيويين أبدوا اهتمامًا مؤخرًا بشراء كميات إضافية من الغاز الفوري بسبب درجات الحرارة المرتفعة عبر أجزاء كبيرة من جنوب شرق وشرق آسيا منذ بداية الصيف الحالي؛ ما أدى لسعي شركات المرافق اليابانية للحصول على كميات إضافية للتسليم في أغسطس وسبتمبر.
إضافةً إلى ذلك، فإن الحاجة إلى زيادة طلبات الغاز الطبيعي المسال في اليابان تتزايد بسبب التردد المستمر في إعادة تشغيل أي محطات للطاقة النووية في شرق البلاد ذات الكثافة السكانية العالية منذ كارثة فوكوشيما في مارس 2011، فمنذ ذلك الحين، دخلت 12 محطة نووية في غرب اليابان بطاقة إجمالية تبلغ 11.6 جيجاوات إلى الخدمة.
نتيجة لذلك، شهدت صيانة مخططة لعدد من محطات الطاقة النووية في غرب اليابان في أغسطس انخفاضًا في هذه القدرة إلى ما يزيد قليلاً عن 9 جيجاوات، ما يزيد من الحاجة إلى بديل متاح على نطاق واسع في شكل الغاز الطبيعي المسال.