توسع كبير في أعمال «بدجت السعودية» يدعمها الطلب المتزايد على خدمات التأجير وسط تحديات مالية
تتوقع الشركة المتحدة الدولية للمواصلات "بدجت" السعودية أن تتعرض أرباحها لبعض الضغط خلال الفترة المقبلة نتيجة تراجع إيرادات بيع السيارات المستعملة بسبب انخفاض أسعارها. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركة زيادة في أجور الموظفين لديها لتتناسب مع الحد الأدنى للأجور، وفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي فواز دانش. هذه العوامل قد تؤثر سلباً على الربحية الإجمالية للشركة في المدى القريب.
نمو مستمر في إيرادات التأجير
على الرغم من التحديات المتوقعة، يرى الرئيس التنفيذي فواز دانش أن الشركة ستستمر في تحقيق زيادة في إيراداتها، بفضل نمو خدماتها الرئيسية في مجالي التأجير قصير وطويل الأمد. تأتي هذه التوقعات في ضوء الأحداث الكبرى التي من المقرر أن تستضيفها المملكة خلال السنوات القادمة، والتي من شأنها زيادة الطلب على خدمات التأجير. تأمل "بدجت" في تحقيق نمو خلال الخمس سنوات المقبلة يعادل ما تم تحقيقه في العقدين الماضيين.
وأوضح رئيس "بدجت" أن 90% من أعمال الشركة تعتمد على طلب المواطنين والمقيمين على خدمات التأجير قصير الأمد، بينما يعتمد النسبة المتبقية على السياح والزوار من رجال الأعمال وموظفي الشركات. بالنسبة للتأجير طويل الأمد، يتوقع دانش أن يستمر بنفس الوتيرة على الأقل، مع خطط الشركة لتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه الخدمة لتشمل قطاعات متنوعة، مما يعزز من استقرار النمو في هذا القطاع.
جهود توسعية في الأفق
تقود شركة "بدجت" السعودية لتأجير السيارات جهوداً توسعية كبيرة، وهي تتوقع نمواً ملموساً في أعمالها خلال السنوات الثلاث القادمة، بحسب تصريحات رئيسها التنفيذي فواز دانش. هذا التوسع يتماشى مع رؤية الشركة للاستفادة من الفعاليات الكبرى والمشاريع الاقتصادية التي تشهدها المملكة، مما يساهم في تعزيز مكانتها في سوق تأجير السيارات.
وحققت الشركة أرباحاً صافية بلغت 70 مليون ريال في الربع الثاني من العام الجاري، مما يمثل تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.16% عن أرباح الربع المماثل من العام الماضي. بالمقابل، ارتفعت إيرادات الشركة خلال هذا الربع بنحو 25% على أساس سنوي لتصل إلى 425 مليون ريال. يعكس هذا الأداء المالي القوي قدرة الشركة على تحقيق النمو في الإيرادات رغم التحديات المالية والإدارية التي تواجهها.
أسباب تراجع الأرباح
أوضح فواز دانش أن تراجع الأرباح رغم ارتفاع الإيرادات يعود إلى مصاريف لمرة واحدة تكبدتها الشركة، شملت 3.5 مليون ريال مصاريف إدارية وتشغيلية مرتبطة بصفقة الاستحواذ على شركة "عالم السيارات"، بالإضافة إلى 2.5 مليون ريال خسائر لشركة خدمات لوجستية تابعة نتيجة إعداد مخازن استثمارية كبرى. كما أشار إلى تأثير تصحيح أسعار السيارات المستعملة على إيرادات "بدجت" من بيع هذه السيارات.
وفي نهاية العام الماضي، استحوذت "بدجت" على شركة "عالم السيارات" مقابل 455 مليون ريال (نحو 121 مليون دولار)، وفقاً لإفصاح نُشر على موقع "تداول السعودية". قدر دانش أن حصة الشركة في سوق تأجير السيارات السعودية قد تفوق 23% بعد صفقة الاستحواذ، مقارنة بنحو 18% سابقاً. هذا الاستحواذ يعزز من قوة "بدجت" في السوق ويدعم جهودها التوسعية لتحقيق المزيد من النمو.
