الأسهم الآسيوية ترتفع مع صعود العقود الآجلة الأميركية
أظهرت الأسهم الآسيوية علامات على الانتعاش، حيث قام المتداولون بتقييم مرونة الاقتصاد الأمريكي مع توقعات قوية بتخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
ارتفعت الأسهم في أستراليا وهونج كونج وكوريا الجنوبية جنباً إلى جنب مع العقود الآجلة للأسهم الأميركية اليوم الجمعة. وتقلبت أسهم البر الرئيسي للصين واليابان، في حين انخفض الين قبيل اجتماع بنك اليابان الأسبوع المقبل.
كانت الأسهم التايوانية في حالة استثنائية، حيث انخفضت بما يصل إلى 4.3% مع استئناف التداول بعد الاضطرابات الناجمة عن إعصار "جيمي". تأتي هذه التراجعات بعد الانخفاضات السابقة بأسهم التكنولوجيا في العالم، لتلحق تأثيرها بشركة "تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشيورينغ" التي انخفضت أسهمها بنسبة تصل إلى 6.5%.
لم يتغير العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل كبير في التعاملات الآسيوية بعد تراجعه أربع نقاط أساس، أمس الخميس، مع ارتفاع سندات الخزانة. وجاءت مكاسب العائدات على ديون الحكومة الأميركية في الوقت الذي يزن فيه المتداولون الإشارات التي تشير إلى مرونة الاقتصاد الأميركي مقابل الدعوات لخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. تسعر سوق عقود المقايضة حالياً أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر.
كتب الاستراتيجيون في بنك "إتش إس بي سي" بما في ذلك هيرالد فان دير ليند، في مذكرة: "ما زلنا لم نصل إلى ذورة الارتفاع فيما يتعلق بأسهم الذكاء الاصطناعي في آسيا، لكن يبدو كما لو أننا نقترب". وأضاف: "الزخم يتغير بسرعة، ونحن الآن أكثر اقتناعاً بأن القطاع يستحق اهتماماً وثيقاً".
أسهم الصين
جاءت المكاسب السابقة في الأسهم الصينية في أعقاب خفض سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل أمس الخميس. وقال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة "بيبيرستون غروب" (Pepperstone Group Ltd)، إن التخفيض "قد يساعد المعنويات تجاه الصين اليوم". وأضاف: "أي تحول صعودي في الأسهم الصينية والنحاس يمكن أن يجعل المتداولين يخففون بشكل أكبر من صفقات البيع بالدولارين الأسترالي والنيوزيلندي".
وتم تداول الين دون 154 يناً للدولار في تعاملات متقلبة، وظل بعيداً عن أعلى مستوياته خلال اليوم منذ الجلسة السابقة. وتسارع معدل التضخم في طوكيو للشهر الثالث في يوليو، مما عزز الرهانات على رفع محتمل لأسعار الفائدة عندما يجتمع مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي الأسبوع المقبل.
وقال تيم بيكر، رئيس قسم الأبحاث الكلية في "دويتشه بنك"، لتلفزيون "بلومبرج": "لكي ينخفض مستوى الين بشكل مقنع تحت 150 مقابل الدولار، نحتاج إلى أن يفي الفيدرالي الأميركي بالفعل بتوقعاته، أو أن نشهد المزيد من بيع السندات الأجنبية من قبل المؤسسات اليابانية".
تسارع النمو
في الولايات المتحدة، انخفض مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 0.5% أمس الخميس، بينما تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1% مع هبوط عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك "إنفيديا"، و"مايكروسوفت". وتفوق أداء الشركات الصغيرة في علامة أخرى على أن المستثمرين يستعدون لتخفيضات أسعار الفائدة التي ستدعم الاقتصاد الأوسع.
وتسارع النمو الاقتصادي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني، مما يدل على أن الطلب صامد تحت وطأة ارتفاع معدلات الاقتراض. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي 2.8% بعد صعوده 1.4% في الربع السابق. وارتفع مؤشر التضخم الأساسي الذي تتم مراقبته عن كثب بنسبة 2.9%، متراجعاً عن الربع الأول، لكنه لا يزال أعلى من التقديرات.
بالنسبة لكريس زاكاريللي من "إندبندينس أدفايزور آلاينس" (Independent Advisor Alliance)، فإن الاقتصاد الأميركي أقوى بكثير مما يدركه الناس، وبقدر ما كانت الأسواق قلقة بشأن تباطؤ النمو، يجب أن تتنفس الصعداء بعد رقم الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار إلى أنه "طالما أن الاقتصاد يتجنب الركود، فإن السوق الصاعدة ستستمر في 2024 و 2025، لذلك سنستفيد من أي تراجعات على طول الطريق".
في سوق السلع، واصل خام غرب تكساس الوسيط مكاسبه لليوم الثالث اليوم الجمعة، كما ارتفع الذهب.