رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بزشكيان: عقيدة إيران الدفاعية لا تشمل السلاح النووي ولن نخضع لضغوط أمريكا

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، إن عقيدة بلاده الدفاعية لا تشمل الأسلحة النووية، مؤكدًا في مقال عن الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، أن طهران لن تخضع لضغوط الولايات المتحدة، وستمنح الأولوية لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار.

وشرح بزشكيان في مقاله الذي نُشر في صحيفة Tehran times بعنوان "رسالتي إلى العام الجديد"، الخطوط العريضة لسياسته الخارجية، مؤكداً أن إدارته "ستسترشد بالالتزام بالحفاظ على كرامة إيران الوطنية، ومكانتها الدولية في جميع الظروف".

وأشار إلى أن "السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على مبادئ (الكرامة والحكمة)، وصياغة وتنفيذ هذه السياسة من مسؤولية الرئيس والحكومة.

وأضاف: "اعتزم الاستفادة من كل الصلاحيات الممنوحة لمكتبي لمتابعة هذا الهدف الشامل، ستتبع إدارتي سياسة مدفوعة بالفرص من خلال خلق التوازن في العلاقات مع جميع البلدان، بما يتفق مع مصالحنا الوطنية، والتنمية الاقتصادية، ومتطلبات السلام والأمن الإقليميين والعالميين. وبناءً على ذلك، سنرحب بالجهود المخلصة لتخفيف حدة التوترات، وسنتعامل بحسن نية بالمثل".

العلاقات مع دول الجوار

الرئيس الإيراني المنتخب أوضح أنه سيعطي الأولوية لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، مؤيداً "إنشاء منطقة قوية، بدلاً من منطقة يسعى فيها بلد واحد إلى الهيمنة على البلدان الأخرى".

وتابع: "أعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الدول المجاورة والأخوية ينبغي ألا تضيع مواردها القيمة على المسابقات التآكلية، أو سباقات التسلح، أو الاحتواء غير المبرر لبعضها البعض".

وزاد: "وبدلاً من ذلك، سنهدف إلى تهيئة بيئة يمكن فيها تكريس مواردنا لتقدم المنطقة وتنميتها لصالح الجميع"، متطلعاً إلى التعاون مع تركيا والسعودية وعمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية لتعميق، وذلك وفق قوله "لتعزيز روابطنا الاقتصادية والعلاقات التجارية والاستثمار في المشاريع المشتركة، والتصدي للتحديات، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية".

ورأى بزشكيان أن المنطقة ابتليت لفترة طويلة جداً بالحروب، والصراعات الطائفية، والإرهاب والتطرف، والاتجار بالمخدرات، وندرة المياه، وأزمات اللاجئين، والتدهور البيئي، والتدخل الأجنبي، وأنه حان الوقت لمعالجة هذه الأمور.

وأوضح أن الإجراء الأول الذي سيتخذه هو حث البلدان العربية المجاورة لبلاده على التعاون والاستفادة من جميع النفوذ السياسي والدبلوماسي، وذلك لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بهدف "وقف المذبحة، ومنع توسيع نطاق الصراع" بحسب تعبيره.

وقال: "علينا بعد ذلك أن نعمل بجد لإنهاء الاحتلال المطول الذي دمر حياة 4 أجيال من الفلسطينيين، وفي هذا السياق، أود أن أؤكد أن على جميع الدول واجباً ملزماً بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية، وعدم مكافأتها من خلال تطبيع العلاقات مع الجناة"، في إشارة إلى إسرائيل.

العلاقات مع روسيا والصين

بالنسبة للعلاقات مع روسيا والصين، أشاد بزشكيان بوقوف البلدين إلى جانب إيران خلال "الأوقات الصعبة".

واعتبر أن خارطة الطريق التي وضعتها بلاده مع الصين لمدة 25 عاماً، معلماً مهماً نحو إنشاء شراكة استراتيجية شاملة، مفيدة للطرفين.

كما أعرب عن تطلعه إلى "التعاون على نطاق أوسع مع بكين بينما نتقدم نحو نظام عالمي جديد، وفي عام 2023، لعبت الصين دوراً محورياً في تسهيل تطبيع علاقاتنا مع السعودية، وعرضت رؤيتها البناءة، ونهج التفكير المستقبلي للشؤون الدولية".

أما روسيا، فقد وصفها الرئيس الإيراني المنتخب بأنها "حليف استراتيجي وجار لبلاده"، مؤكداً أن إدارته ستظل ملتزمة بتوسيع وتعزيز التعاون مع موسكو.

وأضاف: "نسعى جاهدين من أجل السلام لشعبي روسيا وأوكرانيا، وستقف حكومتي على استعداد لدعم المبادرات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف بنشاط. سأواصل إعطاء الأولوية للتعاون الثنائي، والمتعدد الأطراف مع روسيا، لا سيما ضمن أطر مثل مجموعة (بريكس)، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي لأوراسيا".

العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

وفي ما يتعلق بسياسته تجاه الاتحاد الأوروبي، قال بزشكيان إن علاقات المنظومة مع إيران "شهدت تقلبات"، مشيراً إلى أنه بعد انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في مايو 2018، قدمت الدول الأوروبية 11 التزاماً لطهران لمحاولة إنقاذ الاتفاقية، والتخفيف من تأثير الولايات المتحدة (المتمثل في) العقوبات غير القانونية وأحادية الجانب على اقتصادنا، وتضمنت هذه الالتزامات ضمان المعاملات المصرفية الفعالة، والحماية الفعالة للشركات من العقوبات الأميركية، وتعزيز الاستثمارات في إيران، إلا أن الدول الأوروبية تراجعت عن كل هذه الالتزامات.

وأضاف: "مع ذلك تتوقع هذه الدول بشكل غير معقول أن تفي إيران من جانب واحد بجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة"، لافتاً إلى أنه "رغم هذه العثرات"، يتطلع إلى الدخول في حوار بناء مع البلدان الأوروبية لوضع العلاقات معها على الطريق الصحيح، على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة"، لكن بزشكيان اعتبر أن على الدول الأوروبية إدراك أن "الإيرانيين شعب فخور لم يعد من الممكن التغاضي عن حقوقه وكرامته".

عاجل