رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الأسهم الأميركية ترتفع قبيل موسم نتائج الشركات وشهادة باول

نشر
مستقبل وطن نيوز

أغلقت الأسهم الأمريكية عند أعلى مستوياتها على الإطلاق في جلسة مشوبة بالحذر وسط ترقب المتداولين لشهادة جيروم باول أمام المشرعين الأمريكيين، وبداية موسم الأرباح.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بشكل طفيف بـ0.1%، مسجلاً رقمه القياسي الخامس والثلاثين هذا العام. من المقرر أن يبدأ عدد من أكبر البنوك الأمريكية موسم الإعلان عن أرباح الربع الثاني بشكل غير رسمي يوم الجمعة-وسط توقعات بنمو مرتفع للغاية. توقعات المحللين بارتفاع الأرباح يفوق عدد تقديرات بحدوث تخفيضات. في الوقت نفسه، لا تزال توقعات الأرباح المستقبلية لفترة 12 شهراً عند أعلى مستوى لها على الإطلاق.

قال جون ستولتزفوس من شركة "أوبنهايمر أسيت مانجمنت" (Oppenheimer Asset Management) إن توقعات الأرباح القوية والاقتصاد القوي يمكن أن يدعم التقييمات الأعلى. رفع ستولتزفوس هدفه لنهاية العام لمؤشر "إس آند بي 500" إلى 5,900 نقطة. من جانبه، يقول سكوت روبنر، من "جولدمان ساكس جروب"، إن مستوى التوقعات للنتائج الشركات مرتفع-سبقتها توقعات عالية.

قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "مع بدء موسم الأرباح هذا الأسبوع، لا بد أن المستثمرين مستعدون لبعض التقلبات، ولكن من المحتمل أن ترتفع السوق مرة أخرى بمجرد أن تستأنف الشركات إعادة شراء الأسهم".


أرسل متداولو وول ستريت مؤشرات الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع انخفاض عوائد السندات، إذ يتطلعون إلى احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الفيدرالي.

صعود "إنفيديا"
حلّق مؤشر "إس آند بي 500" بالقرب من مستوى 5,570 نقطة. صعدت أسهم شركة "إنفيديا" بعد أن رفعت مجموعة "يو بي إس" (UBS AG) هدفها لسعر السهم. سوف تحتاج أكثر من 2,600 طائرة "بوينغ 737" مسجلة في الولايات المتحدة إلى فحص لمولدات الأوكسجين بها. قالت شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينجز" إن إحدى طائراتها من طراز "بوينج" فقدت عجلة من جهاز الهبوط الرئيسي أثناء الإقلاع. تعتزم شركة "برودكوم" اقتراض 5 مليارات دولار في سوق السندات ذات الدرجة الاستثمارية. أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل كان أقل من نظيراتها طويلة الأجل. وتراجعت عملة "بتكوين" مجدداً بسبب القلق بشأن المبيعات المحتملة للعملة من قبل دائني منصة "إم تي. جوكس" (Mt. Gox) المنهارة.

أدى عدم حسم الفوز في الانتخابات الفرنسية إلى قدر من الارتياح؛ بسبب التكهنات بأنه من غير المرجح حدوث تغييرات كبيرة في السياسات وسط الجمود السياسي. في غضون ذلك، تعهد الرئيس جو بايدن لزملائه الديمقراطيين بأنه سوف يستمر في السباق الرئاسي.

يرى مايك ويلسون من "مورغان ستانلي" أنه يجب على المتداولين التأهب لتصحيح في سوق الأسهم؛ نظراً لتزايد حالة عدم اليقين حول أرباح الشركات، وسياسات "الاحتياطي الفيدرالي"، وحملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ذكر ويلسون في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج" أن الربع الثالث سيكون "متقلباً".

قالت ميغان هورنيمن، من شركة "فيردنس كابيتال أدفيزر" (Verdence Capital Advisors): "استمر هذا الارتفاع رغم تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد، وعدم اليقين السياسي، واستمرار التضخم، وعدم وضوح توقيت أول خفض لأسعار الفائدة، مضيفةً: "لذلك، لا نستبعد حدوث تصحيح بنسبة 10% على الأقل في مؤشر إس آند بي 500 خلال النصف الثاني من العام، خاصة عندما تصبح توقعات الأرباح المستقبلية أكثر واقعية".

 

أكبر المساهمين


على مدار العامين الماضيين، ساهمت مجموعة صغيرة من الشركات في الجزء الأكبر من عائد المؤشر؛ حيث ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة تقارب 55% منذ أدنى مستوياته في أكتوبر 2022، لكن 58% من هذا الارتفاع جاء فقط من أفضل 10 أسهم مدرجة بالمؤشر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرج".

قال نيكولاس كولاس من شركة "داتا تريك" ( DataTrek): "من المرجح أن يستمر نمو أرباح شركات إس آند بي 500 خلال العام المقبل بوتيرة قوية". أضاف: "علاوة على ذلك، يجب أن تكون هذه التحسينات واسعة النطاق بدلاً من أن تقتصر على عدد قليل من القطاعات التي تغلب عليها التكنولوجيا. كل هذا يضيف إلى استمرار القوة في الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة".

وفقاً لإد كليسولد من "نيد دافيز ريسيرش" (Ned Davis Research)، يمر مؤشر "إس آند بي 500" حالياً بأطول فترة دون هبوط بنسبة 2% في اليوم للمرة الحادية عشر منذ عام 1928.

أشار كليسولد إلى أن نهاية الفترات الطويلة السابقة كانت تتبعها عوائد متباينة، لكنها لم تكن نهاية السوق الصاعدة في المتوسط". وأضاف "لا تقم إلا نادراً، ببيع على المكشوف في سوق هادئة".

كما أشار كليسولد إلى أن هذا هو أحد "أصعب الأسواق الصاعدة" لمن ينتقون أسهماً بعينها في الخمسين عاماً الماضية.

أضاف: "ما يجعل الدورة الحالية فريدة هو أن عدداً محدوداً للغاية من الأسهم يقود العوائد، مما يتيح فرصاً أقل لمن ينتقون الأسهم للتفوق على الأداء مقارنة بالفترات السابقة من الاستقرار المنخفض".

 

التركيز على توقعات "الفيدرالي"
بعيداً عن عالم الشركات، سيواصل المتداولون التركيز على توقعات "الاحتياطي الفيدرالي".

سيواجه جيروم باول هذا الأسبوع ضغوطاً من المشرعين الذين يبدون استياءهم بشأن خفض الفائدة، وآخرين غير راضين عن خطته الأخيرة لزيادة متطلبات رأس المال للبنوك المدرجة في "وول ستريت". سيتوجه رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" إلى "كابيتول هيل" يومي الثلاثاء والأربعاء لتقديم شهادته نصف السنوية.

كما ستكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو التي ستصدر يوم الخميس المقبل محل الاهتمام. يتوقع أن يظهِر ما يسمى بمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يُعتبر مقياساً أفضل للتضخم الأساسي، أقل مكاسب متتالية منذ أغسطس، وهي وتيرة أكثر قبولاً لدى مسؤولي "الاحتياطي الفيدرالي".

قال كريشنا جوها من شركة "إيفركور" (Evercore): "بينما ستكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين مهمة، سنبحث عن إشارات من باول تفيد بأن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من اتخاذ قرار لتغيير سياسته في سبتمبر المقبل، بشرط أن تؤكد الأخبار المستمرة عن التضخم أنه قد تراجع".

إذا تراجع التضخم بأميركا دون التسبب في أضرار جانبية للاقتصاد، فإن دورة التيسير النقدي من "الفيدرالي" المترتبة على ذلك يمكن أن تكون محفزة للأصول ذات المخاطر، وفقاً لجيسون برايد ومايكل رينولدز من شركة "جلينميد".

عاجل