رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

آفاق سوق النفط العالمية مهددة وسط تباطؤ نمو الصين

نشر
مستقبل وطن نيوز

تواجه سوق النفط العالمية نقاط ضعف بشأن آفاق الطلب من الصين خلال النصف الثاني من 2024، وهو أمر قد يفاقم الرياح العكسية التي تؤثر على أسعار النفط الخام.

تشير مجموعة من العوامل إلى أن أكبر مستورد للنفط الخام في العالم يعاني من ضعف، بما في ذلك: استئناف أعمال المصافي بعد فترة الصيانة الموسمية بوتيرة أبطأ من المتوقع، وتراجع المشتريات من بعض الموردين الرئيسيين خلال يوليو الحالي، والانخفاض المحتمل في أحجام الاستيراد الشهرية، ويلقي هذا بظلاله على أداء السوق العالمية رغم قوة المشتريات في أسواق أخرى.

أسعار النفط في 2024

ارتفعت أسعار النفط الخام العالمية بأكثر من 12% العام الحالي مع تقليص منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها الإمدادات لدعم السوق، ورهان التجار على اقتراب تيسير السياسة النقدية الأمريكية.

على الجانب الآخر، تشير المقاييس الرئيسية إلى نقص المعروض في الأجل القصير، كما تراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية، رغم ذلك، ما زالت الظروف في الصين تشكل مصدر قلق رئيسي، حيث تستهلك الدولة الآسيوية برميلاً واحداً من كل ستة براميل من النفط العالمي المستخدم.

بعد العودة من أعمال الصيانة الموسمية، من المتوقع أن تعزز المصافي الحكومية حجم معالجة النفط اليومي بنسبة 1.3% فقط خلال الشهر الحالي بالمقارنة مع يونيو الماضي، بحسب بيانات تتبعها شركة "مايستيل أويلكيم" (Mysteel OilChem) بناءً على مسح شمل 58 مصفاة تابعة لشركتي "بتروتشاينا" و"سينوبيك" (Sinopec) وأُرسلت نتائجه إلى العملاء، بالمقارنة، ففي الفترة نفسها من السنة الماضية بلغت نسبة الزيادة 3% تقريباً.

جاء تعافي الصين مخيباً للآمال في العام الحالي، إذ تأثر النمو بأزمة عقارات متواصلة، وتراجع ثقة المستهلكين، ما كبح الطلب على الديزل، وهو وقود رئيسي للنقل والصناعة، مع تقلص عوائد إنتاج هذا الوقود، وخفض المنتجون معدلات تشغيلهم، مع وجود جولة أخرى من أعمال الصيانة المزمعة خلال الربع الأخير من السنة الجارية.

واردات النفط

في حين أن واردات النفط الخام على مستوى البلاد من يناير إلى مايو الماضيين بقيت متماشية مع حجم نفس الفترة خلال 2023، إلا أنه توجد بوادر على أن التعافي بصورة كبيرة ربما يستغرق زمناً أطول، وفقاً لتجار مشاركين في السوق، خُفضت الإمدادات التعاقدية للنفط الخام من السعودية بمقدار 4 ملايين برميل شهرياً خلال يوليو الحالي، بينما كانت المعاملات أبطأ من المعتاد بالنسبة إلى خام إسبو من روسيا.

أبرز مراقبون هذا الاتجاه من بنيهم بنك "سيتي جروب"، الذي يملك نظرة أقل تفاؤلاً لتوقعات السوق المستقبلية بالمقارنة مع منافسيه من بينهم بنكي "جولدمان ساكس جروب" و"ستاندرد تشارترد". كتب محللون من بينهم إريك لي في مذكرة للعملاء أن الواردات تقدر بحوالي 9.5 مليون برميل يومياً خلال يوليو الحالي، متراجعة بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً على أساس شهري و800 ألف برميل يومياً على أساس سنوي.

اختتموا بأن مشتريات الصين من النفط الخام "لم تكن قوية على الإطلاق"، مستشهدين ببيانات تتعقب شحنات التصدير.

عاجل