رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مؤشرات وول ستريت تفقد زخمها قبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكية

نشر
مستقبل وطن نيوز

فقدت الأسهم والسندات زخمها عشية قراءة تقرير الوظائف الأمريكية الرئيسي، والذي سيساعد في تشكيل النظرة المستقبلية للخطوات التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

توقفت الأسهم بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث امتنع المتداولون عن الرهانات الكبيرة قبل صدور البيانات.

ويُظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرش" (22V Research) أنه لا يوجد إجماع حول رد فعل السوق، إذ يرى 36% من المستثمرين أن سوق ستتجنب المخاطرة، بينما يرجح 33% أن يلجأ المستثمرون إلى المخاطرة، في حين 31% منهم رأوا إن رد فعل السوق سيكون مختلطاً. وتذبذبت سندات الخزانة، وارتفع اليورو مع قيام البنك المركزي الأوروبي برفع توقعات التضخم بعد خفض أسعار الفائدة.

في الفترة التي سبقت قراءة تقرير الرواتب، دققت وول ستريت عدداً كبيراً من البيانات. إذ تجاوزت طلبات إعانة البطالة التقديرات، وزادت تكاليف العمالة بنسبة أقل مما تم الإبلاغ عنه سابقاً، واتسع العجز التجاري. ومن المتوقع أن يُظهر تقرير الجمعة، أن الولايات المتحدة أضافت 180 ألف وظيفة في مايو، بينما ظل معدل البطالة ثابتاً.

وقال كريس زاكاريلي من "إندبندنت آدفايزور آليانس" (Independent Advisor Alliance)، إن "التباطؤ في سوق العمل، وحتى زيادة البطالة، يجب أن يكون موضع ترحيب نظراً إلى أنه سيخفف بعض الضغوط الصعودية على التضخم". وأضاف: "لكننا ندرك أن الضعف المفرط في سوق العمل والاقتصاد، يمكن أن يشكل في نهاية المطاف تهديداً أكبر للأسواق من التضخم".

لم يتغير مؤشر "إس آند بي 500" كثيراً بعد أن سجل رقمه القياسي الخامس والعشرين في عام 2024. كما تفتح الولايات المتحدة تحقيقات لمكافحة الاحتكار في شركتي "مايكروسوفت" و"إنفيديا" بشأن هيمنتهما على صناعة الذكاء الاصطناعي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

ارتفعت أسهم شركة "غايم ستوب" (GameStop Corp) بعدما قام كيث غيل المعروف باسم (Roaring Kitty)، بجدولة بث مباشر على "يوتيوب" في 7 يونيو الساعة 12 ظهراً بتوقيت نيويورك.

تقلبت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بالقرب من 4.29%. وواصلت أسواق المقايضة التحرك في تسعير نوفمبر كموعد لبداية خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مع وجود احتمال قوي لخفض آخر في ديسمبر.

المستثمرون مرتاحون
أعرب أوسكار مونوز وجينادي جولدبرج من شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) عن تطلعهما لأن تستمر كشوف الرواتب في "فقدان الزخم"، وأضافا أن الأسوق ستتفاعل على الأرجح مع البيانات الأضعف بشكل أكبر من تفاعلها مع البيانات القوية، ولكن من المرجح أن تكون البيانات أضعف بكثير، نظراً لتراجع توقعات المستثمرين".

أظهر استطلاع ما قبل الرواتب، أجرته شركة "بي أم أو كابيتال ماركيتس" (BMO Capital Markets) أن 33% من المشاركين في الاستطلاع سوف "يبيعون مع ارتفاع الأسهم"، وأشار 54% منهم إلى استعدادهم "للشراء عند انخفاض الأسهم".

كتب الاستراتيجيون بقيادة إيان لينجن في مذكرة، أن "الخلاصة من استطلاع ما قبل الرواتب لهذا الشهر، هو أن المستثمرين مرتاحون للتداول في هذا النطاق، على الأقل في الوقت الحالي".

وأظهرت الحصيلة أيضاً أن 46% من المشاركين يتوقعون أن تكون حركة الـ 15 نقطة أساس التالية في عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى، بينما يتوقع 41% انخفاضاً.

السيناريو الأفضل للأسهم
يقوم المستثمرون بالموازنة بين الأدلة المتزايدة على التباطؤ الاقتصادي والآثار المترتبة على تخفيضات أسعار الفائدة، وفق إد كليسولد من "نيد دافيس ريسرش" (Ned Davis Research).

وأضاف أن "النمو المعتدل، ولكن الإيجابي، سيكون السيناريو الأفضل للأسهم".

فمن ناحية، يشير تباطؤ الاقتصاد إلى تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة، وهو ما يمكن أن يكون صعودياً بالنسبة للأسهم. لكن سبب تخفيض أسعار الفائدة مهم أيضاً.

قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك" (Miller Tabak + Co) أنه "إذا كان ذلك بسبب تباطؤ التضخم، فقد يكون لذلك تأثير صعودي بالنسبة للأسهم". وتابع: "لكن إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي عملياته بسبب تباطؤ النمو، فهذه ليست أخباراً جيدة لأرباح الشركات".

مع بقاء الأسهم بالقرب من مستويات قياسية، فإن هشاشة الأسهم، أو حجم الحركة اليومية لسعر سهم الشركة مقارنة بالتقلبات المحققة خلال الـ 21 يوماً الماضية، تقترب من الحد الأقصى لمدة 30 عاماً بالنسبة لأكبر 50 سهماً في مؤشر "إس آند بي 500" وفقاً لاستراتيجيين من "بنك أوف أميركا".

وكتب محللو البنك في مذكرة "حتى الآن، كانت صدمات الهشاشة هذه فريدة من نوعها"، وأضافوا: "ومع ذلك، هناك خطر حدوث صدمة مترابطة بين هذه الشركات التي تسيطر على جزء كبير من مؤشرات الأسهم الأميركية وكذلك العالمية".

ستواصل سوق الأسهم اتجاهها الصعودي في النصف الثاني من عام 2024، وإن كان بوتيرة أبطأ بعد ارتفاعها المكون من رقمين منذ يناير، وفق ليزا شاليت من "مورجان ستانلي".

وقالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في وحدة إدارة الثروات بالبنك لتلفزيون "بلومبرج" إن "المسار الأقل مقاومة من الآن وحتى نهاية العام، هو أن تتجه السوق نحو الارتفاع". ومع ذلك، يجب على المستثمرين "قياس التوقعات" حول حجم عوائد الأسهم من الآن وحتى ديسمبر، مع ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 12% منذ بداية العام حتى الآن، وفق شاليت.

على طريق صحيح
تسير قوة سوق الأسهم في النصف الأول من عام 2024 على الطريق الصحيح للاستمرار في الأشهر المتبقية من العام، والتوسع في زوايا أكثر هدوءاً في السوق، وفقاً لقسم إدارة الثروات في "سيتي غروب".

ولهذا السبب تتوقع المجموعة أن مؤشر "إس آند بي 500" للوزن المتساوي - الذي يعطي حصة متساوية لكل مكون - قد يتفوق قريباً على مؤشر "إس آند بي 500" القياسي المرجح بالقيمة السوقية.

في حين أن عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة قاموا بمفردهم تقريباً بدعم السوق في الآونة الأخيرة، فمن المتوقع أن تؤدي القوة الاقتصادية المستمرة ونمو الأرباح في شركات أخرى غير شركات التكنولوجيا الكبرى، إلى توسيع عوائد الأسهم خلال بقية هذا العام.

خفض حذر لأسعار الفائدة
زاد المتداولون في الأسبوع الماضي من رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة، مدعومين بعدد كبير من البيانات الاقتصادية الأميركية الأضعف من المتوقع، وقرار بنك كندا المركزي بتخفيف السياسة النقدية، والرهان على أن البنك المركزي الأوروبي سيكون هو التالي الذي سيخفض أسعار الفائدة.

قال خوسيه توريس من "إنترآكتيف بروكيرز" (Interactive Brokers) إن "الدافع وراء حركة التداول الصعودية في الأيام الأخيرة هو التوقع بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة، إذ يقوم مستثمرو السندات بتوسيع توقعاتهم بشكل متزايد لبنك مركزي بسياسة نقدية ميسرة".

وفي خطوة تاريخية شهدت خفض البنك المركزي الأوروبي لتكاليف الاقتراض قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، قال المسؤولون بقيادة الرئيسة كريستين لاغارد إنه على الرغم من تحسن توقعات التضخم "بشكل ملحوظ"، إلا أنهم "سيبقون على أسعار الفائدة مقيدة بما فيه الكفاية لأطول فترة ضرورية".

وقال كريشنا جوها من "إيفيكور" (Evercore) إلى أن "الاجتماع يشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي لن يخفض أسعار الفائدة في يوليو، وأن سبتمبر ليس مضموناً"، وأضاف: "لكننا نتمسك بوجهة نظرنا بأن هذا "خفض حذر" وليس "خفضاً متشدداً".