أسهم آسيا ترتفع بعد اقتراب «وول ستريت» من مستوى قياسي جديد
ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم الجمعة بعد يوم متفائل في وول ستريت عقب إصدار بيانات الوظائف التي دعمت اتجاه تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
ارتفعت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والصين. وصل مؤشر "هانج سنج" في هونج كونج إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر. وكانت العقود الأمريكية ثابتة إلى حد كبير بعد أن ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.5% ليُتداول بأقل من 1% من أعلى مستوى له على الإطلاق أمس الخميس. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.2%.
ارتفعت السندات الحكومية الأسترالية والنيوزيلندية في التعاملات المبكرة اليوم. وشهدت سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعاً أمس، مع بقاء العائد لأجل 10 سنوات عند حوالي 4.45%، بعد تلقي الدعم من مزاد بيع ناجح بقيمة 25 مليار دولار لسندات أميركية لأجل 30 عاماً.
صعود شركات التكنولوجيا
قال دانييل يو، رئيس قسم الأصول العالمية بشركة "يوانتا سيكيوريتيز كوريا" (Yuanta Securities Korea)، على تلفزيون "بلومبرغ": "هناك قدر كبير من الاتجاه الصعودي المتبقي لشركات التكنولوجيا الكبرى وكذلك مؤشر (إس آند بي 500)". واعتبر أن نمو الأرباح، وحتى الانخفاض الطفيف في أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، يمكن أن يدفع الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة، الأمر الذي سيكون له "آثار إيجابية على الكثير من البلدان في آسيا"، مثل الأسواق التي تضم شركات التقنية العالية مثل كوريا الجنوبية وتايوان.
ارتفعت الطلبات الأولية للحصول على إعانة البطالة الأمريكية الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ أغسطس، متجاوزة التقديرات. ويراقب صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة عن كثب الطلب على العمالة ونمو الأجور في الوقت الذي يناقشون فيه متى قد يكون من المناسب تخفيف السياسة النقدية؟.
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن أسعار الفائدة تقيّد الاقتصاد حالياً، لكن الأمر قد يستغرق "مزيداً من الوقت" لإعادة التضخم إلى هدفه.
من جهته، قال كريس لاركين، من "إي*تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورجان ستانلي": "الوقت سيحدد ما إذا كان هذا (الارتفاع في طلبات إعانة البطالة عن التوقعات) حدث غير متكرر، أم أنه جزء من تباطؤ حقيقي في سوق العمل. ربما تكيف المستثمرون مع فكرة انتظار الاحتياطي الفيدرالي حتى سبتمبر لخفض أسعار الفائدة، لكن هذا لا يعني أنهم مرتاحون للانتظار إلى أجل غير مسمى".
بيانات مرتقبة
وارتفعت عملات الأسواق الناشئة على نطاق واسع مقابل الدولار، لتواصل مكاسبها التي حققتها أمس عندما تراجع الدولار. واستقر الدولار الأمريكي اليوم، بينما لم يطرأ تغير يذكر على الين عند نحو 155 للدولار.
كان الجنيه الإسترليني ثابتاً بعد ارتفاع يوم الخميس الذي جاء على الرغم من تزايد الثقة في أن بنك إنجلترا قد يبدأ قريباً في تخفيف السياسة.
تتضمن البيانات المقرر نشرها في آسيا، اليوم الجمعة، الإنتاج الصناعي للهند ورصيد الحساب الجاري للربع الأول للصين. وقد يتم أيضاً إصدار بيانات القروض الجديدة والمعروض النقدي للصين في وقت مبكر من اليوم.
كان المستثمرون يستوعبون الأخبار التي تفيد بأن إدارة بايدن من المقرر أن تقوم بتحديث نظام التعريفات الجمركية الصينية في أقرب وقت من الأسبوع المقبل. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إنه من المتوقع أن تستهدف التغييرات القطاعات الاستراتيجية الرئيسية برسوم جديدة مع رفض نوع الزيادات الشاملة للتعريفات التي يسعى إليها دونالد ترمب.
تدفقات عالمية للهند
من ناحية أخرى، قال بنك "جيه بي مورجان" إنه في طريقه لإدراج الهند في مؤشر ديون الأسواق الناشئة اعتباراً من يونيو، وهي خطوة من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة التدفقات من المستثمرين العالميين. وفي الوقت نفسه، عرضت شركة "أوفرسي - تشاينيز بانكينغ" (Oversea-Chinese Banking Corp) 1.4مليار دولار سنغافوري (مليار دولار أميركي) لشراء الحصة المتبقية في شركة "جريت إيسترن هولدينجز" (Great Eastern Holdings Ltd) التي لا تمتلكها حالياً، في محاولة لتعزيز موقعها القيادي في إدارة الثروات.
واصل النفط مكاسبه لليوم الثالث، حيث وفرت المستويات الفنية الرئيسية الدعم للأسعار، بينما قام المستثمرون بتحليل تقرير متضارب بشأن مخزونات النفط الخام الأميركية. كان تداول الذهب مرتفعاً بنسبة قليلة بعد أن قفز أكثر من 1% يوم الخميس.
ارتفاع إضافي للمؤشر
يعتبر دوغ رمزي من "ليوثولد" (Leuthold)، أن ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 10% إضافية ليس مستبعداً، على الأقل من الناحية الإحصائية. قام "رمزي" بتحليل 80 عاماً من البيانات حول ارتفاعات السوق الصاعدة، مع التركيز على تلك التي حدثت عندما كانت البطالة منخفضة إلى هذا الحد والدورة الاقتصادية ناضجة إلى هذا الحد. فإذا ما تساوى الصعود الحالي مع الأرقام القياسية السابقة من حيث الفترة والمدى، فإن مؤشر "إس آند بي 500" سينهي العام عند 5,705 نقطة.
ارتفعت أسهم شركة "أبل" بعد أن ذكرت "بلومبرج نيوز" أن الشركة ستقدم بعض ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة هذا العام عبر مراكز البيانات المجهزة بمعالجاتها الداخلية، بينما قادت شركة "إنفيديا" الخسائر في قطاع صناعة الرقائق.
قال رئيس شركة "بلاكستون"، جون غراي، إن النمو الاقتصادي سوف يتباطأ حيث يؤثر التضخم العنيد على قدرة الاحتياطي الفيدرالي على البدء في خفض تكاليف الاقتراض.
أضاف "غراي" في مؤتمر "ماكواري أستراليا" في سيدني: "نشهد تباطؤاً في النمو. وستكون البنوك المركزية بطيئة في خفض أسعار الفائدة، لأنها لا تريد أن ترى ارتفاعاً في التضخم. سوف يتحلى الاحتياطي الفيدرالي بالصبر، وستتاح له فرصة خفض أسعار الفائدة مرة واحدة هذا العام".
إذا تباطأ الاقتصاد، وارتفعت معدلات البطالة، وانحسر التضخم، وكان من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فسيكون هناك الكثير من المشترين لسندات الخزانة الأمريكية، وفقاً لما قاله جو كاليش من شركة "نيد ديفيس ريسرش"، الذي أضافه بقوله: "لكن احذروا، إذا تغيرت الظروف، فإن الأسعار قد تتغير أيضا، وبسرعة!".