المسارح المتنقلة.. إضافة فاعلة لنشر الثقافة وربط المناطق النائية بالعاصمة
تعد المسارح المتنقلة أحد أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة في عام 2021، بالتعاون مع وزارة الدولة للإنتاج الحربي بهدف ربط المناطق النائية بالعاصمة من خلال الثقافة والفنون لنشر العدالة الثقافية، حيث تعد هذه المسارح إضافة فاعلة للبنية الثقافية المصرية.
وتم إطلاق هذه المبادرة بهدف استثمار العقول وبناء الإنسان ومجابهة الفكر المتطرف بجانب إثراء الحياة الإبداعية بالمحافظات واكتشاف الموهوبين، في القرى والنجوع لضمان وصول المكون والمنتج الثقافي لكافة شرائح المجتمع بما يجسد استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وانطلقت أولى قوافل المسارح المتنقلة من حي الأسمرات عام 2021، وذلك بهدف تشكيل الوعي ونشر التنوير وتقويم السلوك من خلال برامج إبداعية متنوعة تضم كافة أشكال الفكر والفن، لوصول المنتج الثقافي إلى المناطق الحدودية والأكثر احتياجا.
وبدأ المشروع من خلال 6 مسارح تسلمتها وزارة الثقافة من وزارة الإنتاج الحربي التي شاركت في تصميمها وتم توزيعها في إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، وسط وجنوب الصعيد، غرب الدلتا، شرق الدلتا، القناة وسيناء، ويتكون كل مسرح متنقل من سيارة نقل ضخمة بالإضافة إلى مقطورة متحركة "الأولى" منها مجهزة لخدمات الكهرباء والمياه وتشمل لوحات تحكم وتوزيع وحماية للقدرة الكهربائية، بالإضافة لغرفتين للخدمات.
أما المقطورة "الثانية" فتحمل مسرح بمساحة 37.5 متر مربع، قابل للفك والتركيب يتم تجهيزه لإقامة العروض في مدة تترواح بين 3 إلى 4 ساعات، بالإضافة لأحدث معدات الصوت والضوء والميكسر، كما تتضمن غرفة كنترول مكيفة، و4 خيام مجهزة تمثل غرف استبدال الملابس للفنانين.
كما تم إعداد برنامج لتشغيل هذه المسارح يضم كافة ألوان الإبداع التي تواجه الفكر المتعصب وتدعم الروح الوطنية والانتماء من خلال التعريف بتضحيات أبطال الجيش والشرطة وتكريمهم وإلقاء الضوء على تاريخ المحافظة والقرى التابعة وأشهر الشخصيات التي تنتمى لها والاحتفاء بنضالات المرأة المصرية.
وكذلك تنظيم مسابقات لاكتشاف المواهب وندوات توعوية ومحاضرات ثقافية عن رموز مصر في مختلف المجالات بعنوان أعلام من بلدنا وأمسيات شعرية بمشاركة الأدباء والمبدعين في كل محافظة بالإضافة إلى تقديم أفلام تسجيلية وروائية قصيرة ومعارض للكتاب وورش لتعليم الحرف والرسم وتدوير المخلفات وعروض مسرحية وغنائية وعروض فنية وورش تفاعلية للأطفال وذوي القدرات الخاصة وعروض فرق الفنون الشعبية.
وفي هذا الصدد، تسلمت وزارة الثقافة،اليوم /الأحد/ 8 مسارح متنقلة جديدة تمهيدًا لإطلاقها لخدمة قرى "حياة كريمة"، وذلك في إطار المرحلة الثانية لمشروع "المسرح المتنقل" الذي شهد تطوير النموذج الأولي للمسرح.
وأعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة نيڤين الكيلاني، أن الفترة المُقبلة ستشهد تشغيل الـ 8 مسارح، بالأقاليم الثقافية الستة، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة حيث سيتم تسييرها لقرى "حياة كريمة"، كما سيتم العمل - بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي - لتطوير ورفع كفاءة عدد من المسارح.
وأوضحت وزيرة الثقافة أن العمل سيجري خلال الفترة المُقبلة لإنتاج عروض مسرحية متميزة، لعرضها على تلك المسارح، ضمن برنامج الوزارة الصيفي بقرى "حياة كريمة".
وأكدت أن الوزارة تسعى للوصول بمنظومة المسارح المتنقلة إلى أبعد نقطة من مصر، مضيفًة أنه يمكن استغلال العربات المتنقلة التي ينتجها الإنتاج الحربي، بعد تجهيزها بالمعدات اللازمة لتكون بمثابة بيوت ثقافة متنقلة، تقدم خدمات ثقافية متكاملة في ضوء التعاون المثمر بين الوزارتين، مؤكدة الدور الفعال الذي تقوم به المسارح والمكتبات المتنقلة في حل أزمة نقص المنشآت الثقافية بالقرى والنجوع، مما يتيح إقامة الأنشطة والفعاليات بأقل تكلفة ممكنة، والمساهمة في تحقيق العدالة الثقافية.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني، أنه تم تعديل تصميم المسارح المتنقلة، لتناسب الأماكن الصغيرة في القرى والنجوع، بحيث تكون أصغر حجمًا، وتحمل تجهيزات كاملة، من إضاءة، وصوت، وخشبة مسرح، يتم تأسيسها بالكامل، في أقل من ساعة ونصف الساعة، بمحل إقامة النشاط، مشيرًا إلى أنه تم تدريب عدد من الفنيين بهيئة قصور الثقافة، على تركيب وتجهيز تلك المسارح في وقت قياسي.
وأشار رئيس الهيئة إلى أنه سيتم إطلاق قوافل المسارح المتنقلة سيتم بمعدل سيارة لكل إقليم، وسيارتين لإقليمي شرق وغرب الدلتا، وذلك نظرًًا لوجود أكبر عدد من قرى "حياة كريمة" بهما.