مخاطر الإدمان الرقمي.. هذا ما تفعله منصات التواصل في سلوك البشر؟
حذر المهندس مصطفي متولي استشاري التحول الرقمي، من مخاطر الإدمان الرقمي، والتى أصبحت تشكل سلوك البشر، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والتى تقوم بتحليل شامل للمستخدمين لديها.
وقال إن فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأبناء يساعدنا على توجيههم بشكل أفضل وتعزيز استخدامهم لهذه الوسائل بطريقة صحية ومفيدة، وتشكيل حائط صد معرفي حتى لا يقعون عرضة لمخاطر إدمان منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح استشاري التحول الرقمي عبر برنامج «العنكبوت» على فضائة أزهري، أن منصات التواصل الاجتماعي بدأت كشبكات مغلقة على مجموعة محددة يربطهم رابط اجتماعي معين كالجامعة أو الشركات، مثلما حدث مع فيسبوك في بداية الألفينات، حيث بدأت كمنصة تواصل بين طلاب الجامعة، إلى أن توسعت لتتنطلق نحو العالمية، ما جعلها عنصر خطير في تشكيل الوعي الجمعي لدي المواطنين، خاصة بعد استعانة تلك المنصات بالذكاء الاصطناعي في معرفة متطلبات المستخدم وما يبحثون عنه لتقدم لهم أولا بأول فيصبحون أسرى دتخل تلك المنصة لا يقدرون على الخروجن منها.
كيف ساهمت الهواتف في الإدمان الرقمي؟
وأضاف أنه مع زيادة وانتشار هواتف الإسمارت فون، أصبح الدخول على تلك المنصات ملازما لمستخدم الهواتف المحمولة، فتحول استخدام المنصات من غرض الترفيه أو التسلية أو حتي الحصول على المعلومة، إلي استهلاك مستمر متزامن مع حياته اليومية لدرجة تصفح البعض لتلك المنصات أثناء قيادة السيارات مما يعرض حياتهم للخطر.
وددل على ذلك لما تفعله فيسبوك مع مستخدميها من دفع المستخدمين لزيادة الاستهلاكية، من خلال عرض مستمر لمستجدات ما يحتاجونه، فنجد من يبحث عن شراء سيارة تصبح أمامه كل ما يتعلق بهذا الأمر، من خلال شركات معلنة لدي المنصة لبيع السيارات، وهو ما يعتبر استغلال لبيانات المستهليكن بعد أن سمحت لنفسها بالدخول على الصور الشخصية للمستخدم والتسجيلات الصوتية بحجة زيادة جودة الخدمة من خلال شروط الاستخدام التى يوافق عليها المستخدم دون قراءة فيتيح للشركة استخدتم كل خصوصياته والاطلاع عليها.
وأوضح أن التطبيقات هذه رغم أنها مجانية مثل فيسبوك وانستجرام، لكن المقابل الذي يعود على أصحاب المنصات هذه، يكون من خلال الاستحواذ على البيانات حيث تستغل هذه البيانات في بيعها وتحليل السلوك للشركات التى تستغله في ترويج منتجاتها، فنظير هذه المجانية يستحوذ على الخصوصية.
وعن تعريف المدمن الرقمي أو منصات التواصل، قال إن أغلب هذه المنصات مؤسس على علم النفس والاجتماع، فببساطة أي مستهلك يستخدتم هذه المنصات بشكل مفرض كمشاركة كل حياته عليها أو المتابعة المتواصلة لها، هنا يجب الانتباه من أنه قد أصبح مدمنا لوسائل التواصل الاجتماعي.
وحذر «متولي» من أن الذكاء الاصطناعي لا تكمن خطورته في تحليل البيانات لكنها توجه سلوكيات الشخص نحو اتجاه معين من خلال طريقة عرض المحتوي، فالمراهقون يتأثرون أسرع لأن جيل الثمانيات والتسعينات كان يقرأ ويطلع ويعلم التكنولوجيا وشهدت عصر القراة والتحول الرقمي فيدرك إلي حد ما كيفية الحصول على المعلومة بغير الإنترنت، لكن أيضا الأكبر سنا يكونون عرضة للانخداع بالمحتوي.
وددل على ذلك بما فعلته أمريكا مع منصة تيك توك لتحجمه خوفا على بيانات مواطنيها، لأنه جذب فئات كبيرة هناك بسبب محتواه القصير والسرع والذي يتماشي مع العصر، فهنا انتبهت الولايات المتحدة على خطورة بيانات مواطنيها، فهي ليست لديها مشكلة في المنصات الأمريكية لأنها تسيطر عليها، لكنها تخشي التنين الصيني المتمرس والمتقدم في صناعة الذكاء الاصطناعي.
وعلى مستوي الدول العربية، قال إن تلك المنصات تدرجت في جذب المستهلك العربي، مع بداية ظهورها، حتى تحولت الهواتف إلي الاسمارت، فكان التحول الكبير لدي المواطن العربي، محذرا من أن فئة المراهقين في الوطن العربي ابتعدت تماما عن القراءة واستبدلتها بمشاهدة الفيديوهات وملخلصات الكتب على اليويتيوب، كما أن صلاتهم بالمجتمع منقطعة مما جعلهم منعزيلين عن المجتمع.
وأكد أن المراهقين أكثر الناس استفادة من التكنولوجيا لكنهم أكثر الناس ضررا لأنه لا يعلم وسيلة أخري للتأكد من المعلومة مثل البحث في المكتبات والكتب للتأكد مما يقدم له، وهو ما يؤثر في معدل الاترباط بتلك المنصات.
وقدم نصائح لمتابعة استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي، حتي لا يقوعون أسرى إدمان تلك المنصات، وهي:
-شارك جزء من اهتماماتك الخاصة بطفلك
-زيادة التوعية وليس المنع على المطلق «احكيلي ما تتفرج عليه- إيه رأيك تتفرج على كذا معي»
-معرفة المدة الزمنية التى يقضيها على السوشيال
-التنوع والتوازن
-توجيه الأطفال نحو الأنشطة الرياضية والفنية
تعريف الإدمان الرقمي
الإدمان الرقمي هو الاضطراب الناتج عن الاستخدام القهري للوسائط الرقمية التي تتمثل في استخدام الهواتف الذكية، ومتصفحات الإنترنت، والتطبيقات الذكية، والألعاب الإلكترونية، والأجهزة اللوحية، والتلفاز، وأجهزة الكمبيوتر بطريقة تفوق الاستخدام العادي أو الاستخدام المُفرط .
ويكون المدمن الرقمي صفاته كالتالي:
-عدم القدرة على التوقف عن استخدام الأجهزة الرقمية.
-استخدام الأجهزة الرقمية كبديل للتحدث عن المشاكل والتحديات ومواجهتها.
- الشعور بأعراض الانسحاب مثل الغضب والقلق والتوتر والاضطراب عند التوقف عن استخدام الأجهزة الرقمية أو حتى عند إخبارك بعدم إمكانية استخدامها.
- حدوث تغيير كبير على سلوكيات الشخص وتأثر علاقته بشكل سلبي.
- استخدام الأجهزة الرقمية بالخفية عن الآخرين.
العلامات المُبكرة للإدمان الرقمي
يُحذر علماء النفس من ضرورة عدم الخلط بين علامات الإدمان الرقمي والاستخدام العادي للوسائط الرقمية حتى وإن كان متكررًا وعادةً ما يتميز الإدمان الرقمي بوقوع الضرر على الشخص المدمن ومن العلامات المبكرة التي قد تشير إلى إمكانية الوقوع في الإدمان الرقمي ما يلي:
التوقف عن ممارسة الأنشطة الممتعة واستبدالها باستخدام الوسائط الرقمية. استخدام الوسائط الرقمية بطريقة تُعيق سير الأعمال والنشاطات اليومية.
اضطرابات النوم.
تأثير استخدام الوسائط الرقمية بشكل سلبي على العلاقات.
تراجع في الأداء المدرسي أو المهني.
الكذب أو إخفاء استخدام الوسائط الرقمية.
علاج الإدمان الرقمي
يحتاج العلاج من الإدمان الرقمي إلى طلب المساعدة من مُقدم الرعاية الصحية المُتخصص في علاج هذا النوع من الإدمان، بالإضافة إلى ضرورة إجراء بعض التعديلات على سلوكيات الفرد ونظام حياته التي تتضمن ما يلي:
زيارة الطبيب أو المُستشار المُختص.
الالتحاق بالمجموعات المُتخصصة في دعم مرضى الإدمان الرقمي.
قضاء الوقت مع الأقارب والأصدقاء بعيدًا عن الوسائط الرقمية.
التواصل مع شركاء العبادات والممارسات الدينية مثل الصلاة.
إيجاد هواية جديدة وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق. ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية المُفضلة.