«نقف على الجانب الخطأ من التاريخ».. الناطقة باسم الخارجية الأمريكية تتقدم باستقالتها
استقالت المتحدثة الإقليمية الناطقة بالعربية باسم الخارجية الأميركية الخميس الماضي، في ثالث استقالة على الأقل في الوزارة، ما يرفع وتيرة الاستقالات في إدارة بايدن، احتجاجاً على سياستها تجاه الحرب.
وأظهر الموقع الإلكتروني للوزارة، أن هالة راريت كانت أيضاً نائبة مدير المركز الإعلامي الإقليمي في دبي، وانضمت إلى وزارة الخارجية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن كمسؤولة سياسية وحقوقية.
وكتبت على موقع التواصل الاجتماعي «لينكدإن»: "لقد استقلت في أبريل 2024 بعد 18 عاماً من الخدمة المتميزة، للتعبير عن احتجاجي على سياسة الولايات المتحدة في غزة".
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية عند سؤاله عن الاستقالة خلال مؤتمر صحفي، إن الوزارة لديها قنوات مخصصة لموظفيها لتبادل وجهات النظر عندما لا يحصل اتفاق مع سياسات الحكومة".
من جانبها، قالت راريت في حديثها مع شبكة CNN: "كانت لدي نوايا كاملة للاستمرار في مسيرتي المهنية حتى وصلت إلى المستويات العليا، لم تكن لدي أي نية للاستقالة مطلقاً".
وأضافت أن "سياسة الحكومة الأميركية بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة غيرت ذلك للأسف حقاً". وكان مسؤولان آخران في وزارة الخارجية قدما استقالتهما، هما جوش بول وأنيل شيلين، احتجاجاً على سياسة الولايات المتحدة حيال حرب غزة.
وقالت راريت لشبكة CNN إنها وزملاؤها أصيبوا بـ"الرعب" من هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي أدت إلى اندلاع الحرب.
وتابعت قائلة: "كان الجميع يستعدون نوعاً ما، ويقولون: يا إلهي، ماذا سيحدث بعد ذلك؟". وأضافت أنهم "كانوا يعلمون بوضوح أنه سيكون هناك رد فعل قوي، لكنني لا أعتقد أن أحداً توقع أن النتيجة ستكون 34 ألف ضحية ومجاعة".
وأوضحت راريت في تصريحاتها أنه لم يكن هناك حادث معين دفعها إلى الاستقالة، بل تراكم الأحداث طوال الحرب، والشعور المتزايد بأن تحذيراتها بشأن سياسة "زعزعة الاستقرار" لم يتم الالتفات إليها.
وبعد نحو 7 أشهر من دعم الإدارة الأميركية غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد حماس، أصبحت راريت أول دبلوماسية من الصف الأول تستقيل احتجاجاً على ما وصفته بالسياسة التي من شأنها أن تعيق مصالح واشنطن في العالم العربي لجيل كامل.
وقالت لصحيفة "واشنطن بوست" إنها شعرت أن التدفق المستمر للأسلحة الأميركية إلى إسرائيل يمكّن من حدوث الأزمة الإنسانية في غزة ويؤجج الغضب تجاه واشنطن في العالم العربي".
وتابعت: "أنا قلقة بشكل أساسي من أننا على الجانب الخطأ من التاريخ ونضر بمصالحنا"، في إشارة إلى دعم إدارة بايدن القوي لإسرائيل في الحرب.
وأشارت راريت أيضاً إلى وجود "معايير مزدوجة" في السياسة الأميركية بشأن آثار الحرب، بما في ذلك الأزمة الإنسانية وسقوط الصحفيين الفلسطينيين في غزة.