مهارات التربية السليمة في ندوة بمهرجان الشارقة القرائي
أكد المشاركون في جلسة حوارية عقدت اليوم السبت ضمن فعاليات الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل،أهمية الإرشاد الأسري في تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، لما له من انعكاسات على اكتساب مهارات التربية السليمة، والوقاية من المشاكل قبل حدوثها.
شارك في الجلسة التي عقدت بعنوان "دور الإرشاد الأسري في تعديل سلوك الأطفال والمراهقين"، المستشارة التربوية والأسرية همسة يونس، الأخصائي النفسي الدكتور أحمد بسيوني، وأدارها علي مصطفى لون.
فمن جانبها ، أشارت المستشارة التربوية والأسرية همسة يونس، إلى أهمية الإرشاد الأسري في دعم الحياة الزوجية والصحة النفسية للأبناء.
وقالت: "أعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات وألمس تطوراً فيما يخص ارتفاع نسبة الوعي لدى الأسر، على العكس الماضي حيث لم يكن هناك قناعة لدى العديد من الأسر بأهمية الإرشاد الأسري، ومع التكرار وزيادة مستوى الوعي لدى الأسر أصبح هناك نتائج أفضل كثيراً".
وأضافت انه أحياناً يكون مستوى رفض جلسات الإرشاد الأسري أعلى لدى الآباء، لكن نواجه هذا الرفض بطريقة غير مباشرة بالاتفاق مع الأم حتى يعتاد الأب على الجلسات، كما أن هناك بعض الأمهات التي ترفض الاستشارة الأسرية خوفاً على سلطتها أمام الأبناء".
وأوضحت أن مشكلة أي فرد في الأسرة هي مشكلة جميع أفراد الأسرة، وبالتالي حينما يأتي الأهل للحديث عن مشكلة شخص ما أجلس مع كل فرد على حده لمعرفة أساس المشكلة والأسباب ثم نبدأ بالعصف الذهني للوصول إلى الإرشاد الأسري بالكامل، مؤكدة أن الأطفال لديهم وعي عالٍ وذكاء لا يجب الاستهانة به.
وتابعت يونس: "بعض الأطفال ينشأون على فكرة "أنت قوي ويجب أن تواجه مشكلاتك بصلابة"، فبعض الأهالي يتعاملون مع أبنائهم على أنهم أكبر من أعمارهم ويعودونهم على كبت مشاعرهم"، مشيرة إلى أن بعض الأمهات تعاني مشاكل مع الآباء، والحديث السلبي من قِبل أي طرف منهما على الآخر أمام الأبناء يؤثر على الصحة النفسية للأطفال، ولذلك دائماً ما نؤكد على الأطفال أنه في جلسات الإرشاد الأسري لا مجال لكبت المشاعر.
بدوره، قال الدكتور أحمد بسيوني، الإخصائي النفسي: "دائما ما نرصد كثيرا من الخلافات بين الأب والأم أساسها الأولاد، واتهامات لكلٍ منهما بالتقصير تجاه الأطفال على الرغم من أن بعض الاضطرابات لدى الأطفال قد تكون طبيعية؛ فأحياناً ما نهتم بمختلف أنواع الوعي الطبي، لكن نقصّر في المقابل بالوعي النفسي، ومن ثم فإن دور المرشد الأسري يرتكز على تغيير هذه الفكرة".
وأكد أنه في الكثير من بلدان العالم يتزايد الاهتمام بالمرشد الأسري، ونشر العديد من الموضوعات في مجال الصحة النفسية للأسرة، وإقامة الندوات حول هذا الموضوع لما له من أهمية قصوى، مشدداً على أهمية الإرشاد النفسي الوقائي منذ البداية لتجنب المشاكل قبل أن تحدث، لأن تبعات المشاكل تنعكس على الأسرة بشكل عام.