من هم جماعة أنونيموس السودان.. وماذا يريدون؟
أنونيموس السودان جماعة تردد ذكرها في الآونة الأخيرة، بعد تعطل منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة «X»، وغيرها من العمليات السيبرانية المؤثرة على مستوي العالم.
وعادت مجموعة أنونيموس السودان إلى واجهة الأحداث مرةً أخرى بعد تبنِّيها مسؤولية تعطيل إحدى شبكات الاتصالات الرئيسية في إسرائيل.
ولم تكن المرة الأولى لمجموعة القرصنة الإلكترونية المذكورة، داخل إسرائيل، فقد تمكّنت من اختراق مواقع لمصارف شهيرة وجامعات، كما اخترقت موقع جهاز الموساد نفسه.
من هم جماعة أنونيموس السودان؟
اعتبر الدكتور محمد حجازي استشاري تشريعات التحول الرقمي والابتكار، في حديثه لبرنامج «العنكبوت» على فضائية أزهري، جماعة أنونيموس السودان الأخطر في الآونة الأخيرة ومن أشهر الجماعات على مستوي العالم، حيث يعلنون عن أنفسهم بهجمات سيبرانية ضد بعض الحكومات والشركات بوجهة نظرة مدافعة عن الفئات المظلمومة الواقعة تحت وطأة الاحتلال، لذلك نفذوا عدة عمليات في إسرائيل، كذلك مهاجمة منصة إكس.
وأكد أن الهجمات التى تنفذها جماعة أنونيموس السودان في منتهي الخطور لأنها تؤثر على بيانات المستخدمين وتوقف الخدمة وبالتالي هي واحدة من جماعا الهاكرز.
وكانت قد قامت أنونيموس السودان بإيقاف موقع إكس "تويتر سابقا" عن العمل في عدد من الدول؛ في محاولة منهم للضغط على إيلون ماسك ليطلق خدمة "ستارلينك" في السودان، بقي موقع إكس معطلا لأكثر من ساعتين، كما تأثر آلاف المستخدمين بهذا الهجوم السيبراني.
ونشر القراصنة رسالة عبر تطبيق المحادثة تيلجرام جاء فيها:" اجعل رسالتنا تصل إلى إيلون ماسك: أطلق خدمة ستارلينك في السودان".
أنونيموس السودان.. هل هم سودانيون؟
عمليات جماعة أنونيموس السودان غير المسبوقة، فتحت الباب واسعاً أمام التساؤلات عن مَـن هم مجموعة أنونيموس السودان وماذا يريدون؟! خاصّة أنّ عمليات الاختراق والقرصنة التي نفّذتها المجموعة لم تقتصر على إسرائيل فحسب، إنما طالت منظمات ودولاً كبرى، حيث نجحت مجموعة أنونيموس السودان منذ ظهورها في يناير العام الماضي في تعطيل خدمات العشرات من المنظمات، وهاجمت عدة مواقع حكومية بفرنسا ونيجيريا وكينيا والولايات المتحدة.
وزير الاتصالات والتحول الرقمي الأسبق بالسودان هاشم حسب الرسول قال لـ"العربية.نت" : "القراصنة السودانيون هم مجموعة من المحترفين في الأمن السيبراني، يتخذون قناع جاي فوكس شعاراً لهم، ويقومون بهجمات سيبرانيّة على العديد من المواقع بأهداف غالباً مُعلنة".
ورداً على سؤال لـ"العربية.نت" إن كانت المجموعة المعروفة باسم "أنونيموس السودان" سُودانيين أم لا، قال لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت": "لا يمكن النفي أو الإثبات بأنهم سُودانيون أم لا. لكن من واقع خبرتي العملية في السودان، الكثير من المهندسين السودانيين في هذا المجال أفذاذٌ ولهم مقدراتٌ عاليةٌ وبإمكانهم عمل الكثير".
وأنهى هاشم حديثه: لدينا خبرات وقدرات بشرية هائلة في السودان في هذا المجال بدون شك يمكن الاستفادة منهم إيجابياً إذا وفّـرت الدولة لهم المناخ المُناسب واحتوتهم.
وأكد الوليد صديق أحد مهندسي نظم المعلومات والحاسوب بالسودان أنّ قراصنة "أنونيموس السودان" سودانيون اتخذوا من مسألة القرصنة الإلكترونية أداة للنضال ضد الأنظمة والحكومات المُستبدة كما يؤكدون، وهذا لا ينفي أن البعض يتعامل معها كنوعٍ من إشباع الرغبات أو المُغامرة والهواية، ومنهم من يتّخذها وسيلة لجذب انتباه الإدارة الأميركية لأغراض خفية أو غير مُعلنة"، ودلّل على زعمه بأنّ أعضاء المجموعة احتفلوا في يونيو الماضي، عندما أصدرت هيئة الأمن الإلكتروني الأمريكية تحذيراً رسمياً بشأن موجة من الهجمات ضد المنظمات الأمريكية، والتي حذّرت من أنها "يمكن أن تكلف المنظمات الوقت والمال وقد تؤثر على السُّمعة، حيث لا يمكن الوصول إلى الموارد والخدمات"!.
كذلك أوضح المهندس الوليد أنّ المجموعة السودانية اتخذت نفس اسم المجموعة العالمية للاستفادة من ذيوع صيتها وقوة تأثيرها على الأنظمة والحكومات، وأضاف: "في الغالب يوجد ثمة ارتباط بين المجموعتين وربما تواصل وتنسيق في بعض الأحيان"، مؤكداً أنّ الغالبية العُظمى من أعضاء مجموعة "أنونيموس السودان" خريجي كليات الحاسوب أو علوم ذات صلة بالبرمجيات، لافتاً أنّ أعضاء المجموعة قدراتهم متباينة، إلَّا أنّ كل مجموعات القراصنة تمثل مجموعات متعاونة يرفع أعضاؤها من قُـدرات بعضهم البعض.
أهداف جماعة أنونيموس السودان
قال خبراء تتبعوا انشطة مجموعة أنونيموس سودان أن أفضل تعريفاتها، أنهم مجموعة مخترقين أخلاقيين - حسب مُعتقدهم - تسعى لنصرة مجموعة معينة من القيم.
أما في أسوأ حالاتها، فهي مجموعة صورية لجهات ذات مقدرات أكبر تتخفّى أو تستفيد من واجهة سودان أنونيموس،
ويلمح البعض إلى أنّ هناك ارتباطاً واتهامات وقرائن أحوال تربط المجموعة المذكورة بجماعات روسية متخصصة في القرينة الرقمية، إلّا أنّ أحد أفراد المجموعة نفى بشدة الاتهامات الرائجة في عالم الأمن السيبراني بأنهم وحدة عسكرية إلكترونية روسية، متخفية بهيئة مجموعة قرصنة أجنبية، وأنها مجرد غطاء لهجمات سيبرانية موالية لروسيا.
أحدهم قال في مقابلة مع "بي بي سي" أن مجموعتهم تتكوّن من "عدد قليل" من المُخترقين السودانيين، الذين يشنون الهجمات الإلكترونية من السودان، على الرغم من انقطاع الإنترنت بشكل منتظم.
وأضاف: "هدفنا على المدى الطويل هو أن نُظهر للعالم أن الشعب السوداني، وعلى الرغم من قدراته المحدودة، يَتَمتّع بمهارات جيدة للغاية في العديد من المجالات المختلفة".