الحذر يسيطر على أسواق آسيا ترقباً لبيانات التضخم الأمريكية
تتداول الأسهم الآسيوية بحذر قبيل بيانات التضخم الرئيسية التي ستساعد في تشكيل التوقعات الخاصة بالخطوات التالية للاحتياطي الفيدرالي.
ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونج كونج وأستراليا، في حين انخفضت أسهم البر الرئيسي الصيني قليلاً عند الافتتاح. وانخفضت الأسهم اليابانية مع تراجع التداولات في المنطقة بسبب العطلات في دول من بينها كوريا الجنوبية. ظلت عقود الأسهم الأميركية ثابتة بعد أن انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بما يصل إلى 0.8% أمس الثلاثاء قبل أن يغلق مرتفعاً بنسبة 0.1%.
لم تشهد سندات الخزانة تغيراً يُذكر في التعاملات الآسيوية بعد ارتفاعها أمس. وانخفضت عائدات السندات لأجل عشر سنوات من أعلى مستوياتها هذا العام في إشارة إلى تصفية التعرض قصير الأجل قبل قراءة التضخم الأمريكية اليوم الأربعاء. وخففت الأسواق من رهاناتها على تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي مع بقاء البيانات الاقتصادية قوية، مع رفض المسؤولين للحاجة إلى التيسير.
ترقب للبيانات الأمريكية
وقالت هيبي تشين، محلل السوق في "آي جي ماركت ليميتد" (IG Market Limited): "المتداولون على أهبة الاستعداد بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مارس". وأضاف: "سيوفر ذلك دليلاً قوياً إما للتحقق من صحة أو عدم الموافقة على وجهة نظر بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن القراءات الأكثر سخونة من المتوقع في الشهرين الماضيين كانت مجرد حجر عثرة".
جاءت الحركة في الأسهم اليابانية في الوقت الذي قام فيه المستثمرون بتقييم مخاطر المزيد من رفع أسعار الفائدة هذا العام في اليابان. من المرجح أن يفكر البنك المركزي في رفع توقعاته للتضخم في اجتماع السياسة في وقت لاحق من هذا الشهر بعد النتائج القوية المفاجئة من مفاوضات الأجور السنوية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال كايل رودا، كبير محللي السوق في "كابيتال دوت كوم" (Capital.com): "الجميع يتعامل مع الأمر بحذر على أرض الواقع". وأضاف: "اليابان هي مركز الزلزال فيما يتعلق بالأسواق الآسيوية لأنالين اقترب بشكل خطير من كسر مستوى 152 مرة أخرى أمس، وقد يؤدي مزيج من قراءة مؤشر أسعار المستهلك الساخنة وحتى محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد قليلاً إلى دفعه إلى هذا المستوى".
بشكل منفصل، أكد المحافظ كازو أويدا أن الاقتصاد الياباني يواصل التعافي بشكل معتدل. جاء ذلك في أعقاب تعليقات صدرت أمس، والتي أشارت إلى أنه يبقي خياراته مفتوحة لمزيد من تقليص التيسير النقدي.
تحركات بنوك مركزية
في أماكن أخرى من آسيا، من المتوقع أن تبقي البنوك المركزية في نيوزيلندا وتايلاند أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعات اليوم الأربعاء. وقد يتراجع بنك الاحتياطي النيوزيلندي عن رهانات المستثمرين بأن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة، على الرغم من أن الاقتصاد قد انخفض إلى ركود خلال ربعين، مما قد يعطي دفعة لعملة البلاد.
في سوق السلع، حافظ النفط على انخفاضه لمدة يومين بعد أن أشار تقرير صناعي إلى زيادة في مخزونات الخام الأمريكية، على الرغم من أنه من المتوقع أن تؤدي التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط إلى الحد من الخسائر. وفي الوقت نفسه، واصل الذهب مسيرته الصعودية إلى مستوى قياسي جديد.
بعد أن عانى طوال معظم الجلسة، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" مرة أخرى فوق مستوى 5200 نقطة، مع قيادة شركة "تسلا" للمكاسب الضخمة. وتراجع سهم شركة "إنفيديا" مع كشف شركة "إنتل" عن نسخة جديدة من شريحة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
انخفض تفاؤل الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 11 عاماً في شهر مارس مع تراجع توقعات المبيعات، وظلت الضغوط التضخمية مصدراً للمشاكل، وفقاً للاتحاد الوطني للأعمال المستقلة.
توقعات الاقتصاديين
يتوقع الاقتصاديون أن ترتفع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% في مارس على أساس شهري، سواء بشكل عام أو مع استبعاد تكاليف الغذاء والطاقة.
قامت سوق المقايضة، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، بتسعير حوالي 65 نقطة أساس من تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية بحلول نهاية هذا العام، وهو أقل قليلاً مما توقعه البنك المركزي الشهر الماضي.
اعتبر أندرو برينر من "نات آليانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities)، أن "مؤشر أسعار المستهلكين هو الرقم الحرج هذا الأسبوع"، مضيفاً أن "الخوف يتمثل في أن مؤشر أسعار المستهلكين لا يزال يمثل شوكة في خاصرة بنك الاحتياطي الفيدرالي. لكن المراكز مراهنة على الهبوط بقوة". ونسب "برينر" إلى بعض المتداولين القدامى الذين عمل معهم في الماضي قولهم، إن "ما يضر معظم المتداولين هو احتفاظهم بمراكز قوية، وهو ما يحدث حالياً".