ترقب بيانات التضخم الأمريكية يوقف ارتفاع أسهم وول ستريت
لم يجد المتداولون في "وول ستريت" إلا القدر القليل من عوامل التحفيز لمواصلة دفع سوق الأسهم إلى الارتفاع، مع بداية الأسبوع المقرر أن يحمل أحدث الأرقام بشأن التضخم قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي التالي.
تراجعت الأسهم أمس الاثنين، مع ترقب المستثمرين المزيد من الأدلة حول ما إذا كان الارتفاع الأخير في أسعار المستهلكين مجرد إشارة أم مؤشر على أن اتجاه الاقتصاد نحو الانكماش قد توقف، بعد الإغلاق عند مستويات قياسية 16 مرة هذا العام، يُظهر مؤشر "إس آند بي 500" علامات نشاط مفرط، ما أثار تحذيرات بشأن تماسك المؤشر على المدى القريب.
قال جيسون دي سينا ترينيرت، من شركة "ستراتيجاس" (Strategas): "سيكون من الطبيعي أن نتوقع بعض المنغصات، وبعض المتاعب، التي ستهوي بتوقعات المستثمرين. أسعار الأسهم، وهوامش الائتمان، وأسعار الذهب وبتكوين، تشير إلى أن ظروف السياسة النقدية أبعد ما يكون عن التشديد".
أغلق مؤشر "إس آند بي 500" عند مستوى 5,118 نقطة تقريباً، ومددت أسهم شركة "بوينج" تراجعها في عام 2024 إلى أكثر من 25% مع فتح تحقيق جنائي أمريكي، كما انخفض سهم "ميتا بلاتفورمز" بـ4.5% تقريباً، وصعد سهم "تسلا" في الساعات الأخيرة من التداول، وأعلنت "أوراكل" عن تحقيق مبيعات قوية مع استقرار النمو في أعمال الحوسبة السحابية التي تتم مراقبتها عن كثب.
تراجعت سندات الخزانة، حيث يستعد المتداولون لموجة أخرى من مبيعات الديون من الدرجة الاستثمارية للشركات، ووصلت قيمة "بتكوين" إلى مستوى 72 ألف دولار.
توقعات التضخم الأمريكي
ارتفعت توقعات المستهلكين الأمريكيين بشأن التضخم على مدى السنوات الثلاث المقبلة في فبراير، وزادت بشكل أكثر حدة على مدى خمس سنوات، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
جاءت هذه الأرقام قبل البيانات التي من المتوقع أن تظهر أن التضخم ربما لم يتراجع إلا بشكل تدريجي الشهر الماضي، ما يوضح سبب عدم تعجّل المسؤولين الأمريكيين بخفض أسعار الفائدة.
أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 45% من المستثمرين يتوقعون أن يكون رد فعل السوق على مؤشر أسعار المستهلكين يوم الثلاثاء هو "تجنب المخاطرة".
وفي حين أن معظمهم ما زالوا يراهنون على أن مؤشر أسعار المستهلك يمضي بمسار هبوطي يسعى إليه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى 2%، فإن نسبة الذين يعتقدون أن الظروف المالية ستحتاج إلى تشديد ارتفعت إلى 36%، بعد أن كانت 22%.
مؤشر الخوف والطمع
في حين انخفض مؤشر "إس آند بي 500" في أربعة أيام فقط من تقارير مؤشر أسعار المستهلكين خلال الـ12 شهراً الماضية، فإن التقلبات تتزايد في تلك الجلسات هذا العام، وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، تحرك مؤشر الأسهم بحوالي 0.8% بأي من الاتجاهين (صعودا أو هبوطا) في اليوم الذي تم فيه إصدار مؤشر أسعار المستهلك، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرج"، وهذا يُعد أعلى تحرك منذ شهر أبريل وارتفاعا عن نسبة أقل من 0.5% في سبتمبر.