هل يعزز توسع بريكس استثمارات النفط بين أعضائها؟
تضاعَف عدد أعضاء مجموعة "بريكس" مع مطلع العام الجاري بانضمام 5 دول جديدة؛ هي مصر والإمارات والسعودية وإيران وأثيوبيا، فيما رفضت الأرجنتين الانضمام بعد تولي الرئيس خافيير ميلي المنصب.
وبينما تتباين الآراء حول مدى استفادة الأعضاء من توسيع المجموعة، قد يساعد انضمام السعودية والإمارات وإيران على توحيد الأهداف الاقتصادية للدول التي تسيطر حالياً على ما يقارب نصف إمدادات النفط العالمية من جهة، وأهم عملائها في آسيا من جهة أخرى، كما قد يؤدي إلى زيادة الاستثمار في التكرير والكيماويات والتسويق بين الدول الأعضاء، وفق "إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس".
"بريكس" تسيطر على نصف إنتاج النفط
تستحوذ السعودية والإمارات وإيران على 17% من إنتاج النفط في العالم، وتعد الدول الثلاث الموردة الرئيسية للخام متوسط الحموضة الذي تفضله مصافي التكرير في آسيا، إلا أن حصصها في السوق تلقى منافسة من التدفقات الروسية التي تباع بسعر أقل بكثير نتيجة آلية سقف السعر التي فرضتها مجموعة الدول السبع ضمن العقوبات على روسيا.
كما أن وضع الصين باعتبارها أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم يمنحها سبباً مناسباً لتوطيد علاقاتها الاقتصادية مع السعودية والإمارات وإيران، فضلاً عن روسيا والبرازيل، بحسب الوكالة.
بانضمام السعودية، يسيطر أعضاء "بريكس" على 42% من إنتاج النفط العالمي، و35% من الاستهلاك الإجمالي، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كما تولي الدول المؤسسة للمجموعة -مثل الهند والصين- أهمية لاستمرار تدفق سلع الطاقة بسلاسة.
التعاون الأهم في مجال الطاقة
تأسيس بدائل للمؤسسات الاقتصادية والسياسية الغربية، مثل جزءاً مهماً من السياسة الخارجية للرئيس فلاديمير بوتين، الذي أدى دوراً حاسماً في تأسيس عدة منظمات دولية جديدة، من بينها منتدى الدول المصدرة للغاز ومنظمة شنغهاي للتعاون في 2001، وتحالف "أوبك+" في 2016، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
تقبّل شركاء روسيا في "بريكس" هدفها فك الارتباط مع الاقتصادات الغربية، فأسس الأعضاء بنك التنمية الجديد لدعم مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية.
ويعد اتفاق تحالف "أوبك+" لإنتاج النفط التعاون الأهم في مجال الطاقة بين روسيا وأعضاء "بريكس" الجدد، وقد صمد هذا الاتفاق رغم التباطؤ الاقتصادي وغزو أوكرانيا، الذي أدى إلى مطالبات بعزل موسكو عن الاقتصاد العالمي.
إلا أن بعض المحللين يرون أن تباين اقتصادات أعضاء "بريكس" وأولوياتهم سيقيد التعاون بينهم.
يُتوقع أن تعزز روسيا جهودها لضم أعضاء جدد إلى "بريكس" خلال فترة رئاستها، ويُرتقب عقد قمة قادة المجموعة المقبلة في أكتوبر بمدينة كازان الروسية.