فرنسا: إيران تنتهك سيادة العراق وتساهم في تصعيد التوترات الإقليمية
اتهمت فرنسا، اليوم الثلاثاء، إيران بانتهاك سيادة العراق بعد أن أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه ضرب "مقر تجسس" مزعوماً لإسرائيل في إقليم كردستان العراق.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً وغير مقبول ومثيراً للقلق لسيادة العراق واعتداء على استقراره وأمنه وكذلك على استقرار كردستان داخله، إنها تساهم في تصعيد التوترات الإقليمية، ويجب أن تتوقف".
الحرس الثوري الإيراني يعلن شن هجمات ضد "أهداف" في العراق وسوريا
أعلن الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، أنه هاجم ما سماها "مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران" في أربيل، عاصمة كردستان العراق، بالإضافة إلى أهداف وصفها بـ"الإرهابية" في سوريا.
وذكر الحرس الثوري في بيان أنه جرى استهداف هذه المقرات والتجمعات في أربيل بعدد من الصواريخ الباليستية، قائلاً إنه "تم تدمير الأهداف"، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن الحرس الثوري قوله إنه "دمر بصواريخ باليستية مراكز تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي في أربيل".
وأشار الحرس الثوري إلى أنه شن هجمات صاروخية أيضاً على من وصفهم بـ"منفذي العمليات الإرهابية في إيران، وخاصة تنظيم داعش" في سوريا.
وقال البيان: "حدد الحرس الثوري ودمر أماكن تجمع قادتهم وعناصرهم الرئيسية بسلسلة من الصواريخ الباليستية، رداً على الفظائع الإرهابية الأخيرة في إيران".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه لم يتم استهداف أي موظفين أو منشآت أمريكية في إقليم كردستان، مشيرة إلى أن واشنطن ستواصل تقييم الوضع، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه كانت "مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة".
وأضافت المتحدث بأن "الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه"، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية على اتصال مع كبار المسؤولين العراقيين والمسؤولين في إقليم كردستان.
وسبق أن أفاد مسؤولان أمريكيان لـ"رويترز"، بأن الضربات الصاروخية في العراق لم تستهدف أي منشآت أمريكية، ولم تقع إصابات في صفوف الأمريكيين، ورفض المسؤولان الأمريكيان الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وذكرت مصادر محلية أن دوي انفجارات سمع في منطقة تبعد نحو 40 كيلومتراً عن أربيل في إقليم كردستان بمنطقة قريبة من القنصلية الأمريكية ومساكن مدنيين.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان العراق، إن القصف الذي شنه الحرس الثوري الإيراني بصواريخ باليستية على أربيل أودى بحياة 4 مدنيين، في حصيلة أولية، فيما أصيب 4 آخرون بجروح، حالة بعضهم غير مستقرة.
وأكد المجلس رفضه مهاجمة أربيل التي وصفها بـ"المنطقة المستقرة التي لم تكن أبداً مصدر تهديد لأي طرف"، مشدداً على أن هذا القصف "انتهاك واضح للإقليم والعراق"، و"لا يجب السكوت عليه".
"هجوم مدان وغير مبرر"
أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، الثلاثاء، الهجوم الذي تسبب في سقوط 4 أشخاص وإصابة آخرين، ووصفه بأنه "هجوم جبان".
وقال بارزاني عبر منصة "إكس"، إن هجوم أربيل الذي استهدف مطارها الدولي وموقعاً تابعاً للقنصلية الأمريكية "غير مبرر"، مضيفا: "أدين الهجوم الجبان على شعب إقليم كردستان بأشد العبارات".
ودعا رئيس حكومة كردستان العراق الحكومة الاتحادية في بغداد إلى اتخاذ موقف ضد ما وصفه بأنه "الانتهاك الصارخ لسيادة العراق وإقليم كردستان".
كما حث بارزاني من وصفهم بالشركاء في المجتمع الدولي على عدم التزام الصمت في مواجهة الهجمات المتكررة ضد شعب كردستان، مضيفا: "سنعمل مع شركائنا في المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات الوحشية ضد شعبنا البريء".
ونفذت إيران في الماضي ضربات في منطقة كردستان بشمال العراق قائلة إن المنطقة تستخدم كنقطة انطلاق للجماعات الانفصالية الإيرانية وكذلك عملاء إسرائيل.
وحاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية بشأن الجماعات الانفصالية في المنطقة الحدودية الجبلية، وتحركت لنقل بعض أعضائها في إطار اتفاق أمني تم التوصل إليه مع طهران في عام 2023.