روسيا تشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الغزو الشامل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إن روسيا أطلقت أكثر من 100 صاروخ فوق أوكرانيا، في أكبر هجوم جوي لها منذ بداية الغزو الشامل، فيما أعلنت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة من دون طيار أوكرانية، ويأتي ذلك في أعقاب إفراج الولايات المتحدة على جزء من المساعدات المخصصة لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي على منصة إكس (تويتر سابقاً): "اليوم الجمعة، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريباً الموجودة في ترسانتها، صواريخ كينجال وصواريخ (إس-300) وصواريخ كروز ومسيّرات، كما أطلقت قاذفات استراتيجية صواريخ (إكس-101/إكس-505)"، مضيفاً أنه أطلق ما مجموعه 110 صواريخ على أوكرانيا، أسقط الجزء الأكبر منها.
وأسفر الهجوم الروسي عن سقوط 10 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين، وفق زيلينسكي.
إشارات الإنذار الحمراء
بدوره، أعلن الجيش الأوكراني أن روسيا، استخدمت 158 طائرة مسيرة وصاروخاً، مستهدفة البنية التحتية الحيوية والمنشآت الصناعية والعسكرية.
وكتب قائد الجيش الأوكراني على تطبيق "تيليجرام" أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 27 طائرة مسيرة و87 صاروخ كروز.
وقال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إيجنات: "لم نر مثل إشارات الإنذار الحمراء هذه على أجهزة المراقبة لدينا منذ فترة طويلة"، موضحاً أن القوات الروسية شنت أولاً هجمات بمسيرات انتحارية أعقبتها صواريخ.
وقال مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك على تيليجرام: "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوي، لكن على العالم أن يرى أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب"، وفق تعبيره.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لكييف سيرجي بوبكو، إن النيران تشتعل في مستودع مساحته قرابة 3000 متر مربع في منطقة بوديل الواقعة شمال العاصمة.
وجاءت هذه الضربات بعد أيام على استهداف أوكرانيا سفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في ضربة اعتبرت انتكاسة كبيرة للبحرية الروسية.
وقصفت مسيرات وصواريخ أيضاً 5 مدن أوكرانية أخرى من بينها خاركوف (شمال شرق) ولفيف (غرب) وأوديسا (جنوب)، حسبما أعلن رؤساء بلديات تلك المدن والشرطة.
وفي أوديسا، اندلعت النيران في مبنى شاهق جراء سقوط حطام مسيّرة، بحسب رئيس بلدية المدينة.
وقال رئيس البلدية جينادي تروخانوف على منصات التواصل الاجتماعي إنه "بنتيجة هجوم آخر للعدو، لحقت أضرار بأحد المباني الشاهقة. أُخمدت النيران بسرعة".
وأكدت القيادة الجنوبية الأوكرانية تدمير 14 مسيرة هجومية في جنوب البلاد من دون ورود تقارير عن وقوع إصابات.
دعم بريطاني
من جانبه، أعلن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، الجمعة، أن بلاده سترسل نحو مئتَي صاروخ للدفاع الجوي لأوكرانيا بعد سلسلة من الضربات الروسية المكثفة.
وقال شابس على منصة "إكس": إن "المملكة المتحدة تتحرك بسرعة لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا عقب الضربات الجوية القاتلة التي نفذها بوتين، يتم إرسال مئات من صواريخ الدفاع الجوي البريطانية الصنع لضمان حصول أوكرانيا على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها من قصف بوتين الهمجي".
دعم أمريكي حاسم
وفي سياق متصل، شكر زيلينسكي، أمس الخميس، الولايات المتحدة، على الإفراج عن الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية المتاحة لأوكرانيا، وحض حليفته على الإبقاء على هذه المساعدة "الأساسية" التي يتزايد الغموض بشأن مستقبلها.
وقدّمت واشنطن لكييف حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 250 مليون دولار، الأربعاء الماضي، تتضمّن ذخائر تحتاج إليها البلاد ومنظومات دفاع جوي لمواجهة الهجمات الروسية، لكنها الشريحة الأخيرة المتاحة من دون تصويت جديد في الكونجرس الأميركي الذي يرفض في الوقت الحالي تخصيص المزيد من الأموال لكييف.
وقال زيلينسكي، على منصة "إكس": "أشكر الرئيس جو بايدن والكونجرس والشعب الأمريكي"، معتبرًا أن هذه المساعدة ستغطي حاجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً".
وأضاف أن "القيادة الأمريكية" بين حلفاء كييف تؤدي "دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب والعدوان"، متابعا "من أجل الدفاع عن الحرية والأمن في أوكرانيا وأوروبا وأيضاً في الولايات المتحدة، علينا مواصلة الرد بحزم على العدوان الروسي".
هجوم مضاد
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة من دون طيار أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وذكرت الدفاع الروسية في بيان لها: "أُحبطت اليوم محاولة لنظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرة من دون طيار على أهداف في أراضي روسيا الاتحادية".
وأضافت الدفاع الروسية وفق البيان، أن "أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت طائرة من دون طيار أوكرانية فوق أراضي مقاطعة كورسك".
وفي وقت سابق، أعلن حاكم مدينة سيفاستوبول الروسية، ميخائيل رازفوجاييف، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت طائرة مسيرة فوق البحر الأسود قرب المدينة.
وقال رازفوجاييف، عبر حسابه على تطبيق "تيليجرام": "تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي فوق البحر، ووفقاً للمعلومات الأولية، جرى تدمير طائرة مسيرة واحدة، ولم يتم تسجيل أي أضرار في البنية التحتية في الوقت الحالي، بحسب معلومات خدمات الإنقاذ في سيفاستوبول".
خسائر فادحة
وفي غضون ذلك، أكد الجنرال كريستيان فرودينج، في مقابلة نشرت الجمعة، أنّ روسيا أظهرت "قدرة على المقاومة" أكبر ممّا قيّمته الدول الغربية في بداية الحرب.
وقال فرودينج لصحيفة "سودديتشه تسايتونج" الألمانية: "أنتم تعلمون، وفقاً لأرقام أجهزة الاستخبارات الغربية، أنّ 300 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، لدرجة أنّه لم يعد بإمكانهم المشاركة في الحرب".
وقال الجنرال الذي يشرف على دعم كييف داخل الجيش الألماني: "ربما لم نر، أو لم نرغب في أن نرى، أنّهم قادرون على الاستمرار في الحصول على الإمدادات من حلفاء".
وأضاف أنّه في ما يتعلق بالمعدات "نعتقد أنّهم (الروس) فقدوا عدداً من الدبابات والوحدات المدرّعة يصل عددها إلى الآلاف".
وفي الوقت ذاته، أشار الجنرال فروندينج إلى أنّ "الروس لا يزالون قادرين على تجنيد أفراد، عن طريق اللجوء إلى السجناء، من بين أمور أخرى"، مضيفاً "نحن بالطبع نشهد استثمارات ضخمة في صناعة الأسلحة".
