السعودية تفوز باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في الرياض
فازت العاصمة السعودية الرياض باستضافة معرض "إكسبو 2030" الذي سيُقام من 1 أكتوبر 2030 إلى 31 مارس 2031، بما يتزامن مع أفضل الظروف المناخية في البلاد.
الرياض نالت 119 صوتاً من أعضاء المكتب الدولي للمعارض (BIE)، خلال اجتماع الجمعية العامة بالعاصمة الفرنسية باريس، مقابل 29 صوتاً لمدينة بوسان الكورية الجنوبية، بينما حازت مدينة روما الإيطالية على 17 صوتاً.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أشار إلى أن استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030 "ستتزامن مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030؛ حيث يُعد المعرض فرصة نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة".
واعتبر أن "فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 يأتي ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، والذي يجعل منها وجهةً مثاليةً لاستضافة أبرز المحافل العالمية، ومعرض إكسبو واحد منها".
وأكد ولي العهد على عزم المملكة "تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي، من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول؛ بهدف الاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا اليوم".
رأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وفد المملكة إلى اجتماعات المكتب الدولي للمعارض (BIE)، التي شهدت فوز الرياض باستضافة الحدث، حيث أكد التزام المملكة بالتعاون مع جميع الدول لإقامة معرض "يبنيه العالم من أجل العالم".
ميزانية إكسبو
رصدت السعودية 7.8 مليار دولار لاستضافة المعرض، وتوزعت الميزانية وفق الملف الذي قدمته المملكة، على 5.85 مليار دولار للنفقات الرأسمالية، و1.47 مليار دولار للنفقات التشغيلية. كما تمّ تخصيص 343 مليون دولار من أجل مساعدة 100 دولة في مجالات تشييد الأجنحة، ودعم التقنيات، والفعاليات،
النفقات الرأسمالية انقسمت إلى الاستثمار بموقع "إكسبو" والمناطق المحيطة به بواقع 5.46 مليار دولار، تصدّرتها كلفة الأجنحة بـ1.75 مليار دولار، وقرية ومرافق المعرض بنحو 1.45 مليار دولار، إلى جانب استثمار 382 مليون دولار في البنية التحتية على مستوى مدينة الرياض.
أما النفقات التشغيلية، المقدّرة بنحو 1.47 مليار دولار، فطغت عليها بنود الترويج (297 مليون دولار)، والفعاليات (268 مليون دولار) والتقنيات (237 مليون دولار). ووفقاً للعرض، يُتوقع أن تبلغ الإيرادات 1.53 مليار دولار، بما يغطي النفقات التشغيلية ويزيد قليلاً بنحو 60 مليون دولار. ويأتي في مقدمتها إيرادات التذاكر المقدّر أن تتجاوز 894 مليون دولار.
خصائص إكسبو 2030
تمتد الأرض المخصصة لمعرض "إكسبو الرياض 2030" على مساحة 6.59 مليون متر مربع، مع رصد نحو 3.38 مليون متر مربع للمنطقة المسورة، وتخصيص 3.21 مليون متر مربع لتسهيلات الراحة والمرافق، مثل مواقف السيارات المزودة بخدمة النقل من الموقع وإليه.
ويقسم المخطط الرئيسي موقع "إكسبو" إلى 4 مناطق، هي: منطقة "غد أفضل"، ومنطقة "العمل المناخي"، ومنطقة "الازدهار للجميع" ومنطقة "رؤية السعودية 2030".
وتتميز كل منها بجناح رئيس على ضفاف الوادي، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 3.4 مليون متر مربع، علماً بأنه سيكون لدى الدول المشاركة خيار بناء جناح خاص بها، أو استئجار إنشاءات جاهزة.
وبحسب القائمين على تنظيم المعرض، سيتم دمج الموقع مع المشروعات الموجودة في محيطه، بما في ذلك مجمعات البحث والتطوير التكنولوجية والجامعات ومنتزه المطار في مشروع الرياض الخضراء المرتقب، وكذلك مدينة المطار.
كما سيتم ربط موقع "إكسبو الرياض" بمحطة المترو الحالية لتسهيل حركة العبور، فضلاً عن ربطه بمختلف أنحاء مدينة الرياض و"مطار الملك خالد الدولي"، عبر وسائل النقل العام.
150 مليون سائح بحلول 2030
تأمل المملكة من استضافة المعرض أن يمثل "إكسبو 2030"، الذي سيحتل موقعاً قرب مطار الملك سلمان الدولي، محطة بارزة لترويج وجهاتها السياحية، القائمة وتلك التي ستكون جاهزة حينها، مثل "نيوم" و"الدرعية" و"مشروع البحر الأحمر"، و"القدية"، و"حديقة الملك سلمان"، و"الرياض آرت"، و"أمالا"، و"المسار الرياضي"، حيث تستهدف المملكة جذب 150 مليون سائح عالمي ومحلي سنوياً بحلول 2030، منهم 105 ملايين لسياحة الترفيه، و42 مليون زائر للسياحة الدينية.
تتوقع الرياض أن يستقطب "إكسبو 2030" نحو 40 مليون زائر، سيحتاج قسم كبير منهم إلى الإقامة في الفنادق والوحدات المفروشة، وهو ما تواكبه المملكة ببناء 190 ألف غرفة فندقية جديدة حتى 2030، بما سيسهم بمضاعفة عدد الغرف في العاصمة تحديداً إلى 124 ألفاً بحلول تاريخ الحدث.
قرية إكسبو
عدد السياح والمشاركين سيتطلب توفير أماكن إقامة، لذا أعلنت المملكة بناء قرية لـ"إكسبو"، التي تقع على مقربة من المنطقة المسورة لموقع "إكسبو"، وتغطي مساحة تبلغ نحو 124.5 ألف متر مربع.
وستكون "قرية إكسبو"، بما تحتويه من 5575 سريراً و2500 شقة، جاهزة لإيواء الموظفين المشاركين قبل 16 شهراً من الافتتاح، وذلك لتلبية احتياجات الموظفين المسؤولين عن بناء الأجنحة.
وتمّ أيضاً الأخذ في الحسبان طاقة استيعابية طارئة تبلغ 10%، لتوفير أماكن إيواء إضافية لوفود الدول إذا لزم الأمر.
ووفقاً للجهات المنظمة، تمّ قياس هذه التقديرات بالمقارنة مع كمية المساكن التي تمّ توفيرها لـ"إكسبو شنغهاي 2010" (6 آلاف سرير)، و"إكسبو ميلانو 2015" (ألفا سرير)، و"إكسبو دبي 2020" (5300 سرير).