«الكفتاجي» و«اللبلابي» و«السلاطة المشوية» أكلات تونسية تاريخية يفضلها السياح
من "الكفتاجي" إلى "اللبلابي" مرورا بـ"السلاطة المشوية".. تشتهر تونس بأكلات ذات مذاق رائع، تلقى قبولا ورواجا هائلا بين السياح.
ويتميز المطبخ التونسي بتنوعه، متأثرا بالعديد من الثقافات التي مرت عليه؛ فكل بيئة تركت طعامها ونكهتها بداية من البربرية، والبونيقية، والعربية، مرورا بالتركية والإيطالية.
أكلات تونسية شهيرة
الزائر لتونس يجد هذه الأكلات متوفرة من خلال المطاعم المنتشرة في الشوارع و تحمل الموروث الشعبي.. يقول حسن الجماعي أحد العاملين في مطعم "حطاب بروطة" - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن طبق الكفتاجي رغم بساطته يأتي له الزوار والسياح قاطعين مسافات طويلة لتناوله، مبينا أن مطعمه، الكائن بشارع غانا وسط العاصمة تونس، معروف بتقديم طبق الكفتاجي منذ زمن طويل، ما جعله مقصدا لمئات التونسيين والسياح يوميا.
وبسؤاله عن أهم الأطباق التي تلقى طلبا كبيرا من الزوار أجاب أن اللبلابي والكفتاجي والصحن التونسي هي أهم الأطباق.. وبسؤاله عن مكونات الكفتاجي؛ أجاب أنه يتم إعداده بالمكونات البسيطة الموجودة في كل مطبخ تونسي، وهي الفلفل والطماطم والقرع والبطاطا التي يتم تقطعيهما وقليها بالزيت، وإضافة البيض مع إضافة الهريسة وبعض البهارات وزيت الزيتون، ويقدم الخبز بجانبه، ويبلغ سعره في أغلب المحلات من 4 إلى 5 دنانير.
وعلى بعد عدة أمتار أمام وسط "باب سويقة"، في المدينة تونس، حيث زاوية "سيدى محرز" أحد الأولياء الصالحين.. المكان يضج بالسياح مطعم "عماد ولد الحاج".. وبسؤال أحد العاملين بالمطعم الشيف وحيد العشري، عن الكفتاجي قال: إنه يعد من أكثر الأكلات الشعبية انتشارا في المطاعم التونسية المختلفة، وتختلف طريقة تحضيره من محافظة إلى أخرى، لكن تبقى محافظتا تونس والقيروان رائدتين في صناعة هذا الطبق الشهير.
وعن أصل أكلة الكفتاجي، أشار العشري، إلى أنها ترجع إلى الدولة العثمانية، مبينا أنه مع دخول الشتاء يزداد الطلب على "اللبلابي" الذي تعود نشأته إلى ما قبل الدولة العثمانية، لأنها كانت الأكلة الرسمية لسكان شمال أفريقيا؛ حيث توفر لهم الكثير من الدفء خاصة وأن مكوناتها تعتمد في الأساس على الحمص والخبز والهريسة وزيت الزيتون.
وعن طريقة إعداد اللبلابي، قال العشري: ينقع الحمص في الماء ليلة كاملة، ثم يترك على النار حتى ينضج ويقطع فيه الخبز والثوم والكمون والهريسة وزيت الزيتون والبيض المسلوق.
وبسؤال أحد رواد المطعم عن الأكلات الشهيرة في تونس، قال إن كل منطقة في تونس لها بعض الأكلات التي تميزها عن بعضها، مبينة أن أكلة "الكفتاف" تتميز بها ولايات الشمال، وهي عبارة عن خبز ملاوى يوضع بداخله اللحم أو الفراخ، ويُنضَّج على البخار، وذلك بجانب الصحن التونسي الذي يعتبر من أهم الأطباق التونسية التي لاقت طلبا ورواجا كبيرا، ويتكون أساسا من الجزر المسلوق والثوم والهريسة وبعض البهارات الأخرى، ويضاف إليه تونة أو بيض حسب الرغبة.
في السياق، قالت أخرى إن السلطة المشوية تعتبر من أهم الأطباق الجانبية التي تقدم بجانب الأطباق الرئيسة ويتم تحضيرها من الفلفل الأخضر والطماطم والبصل والثوم والزيت والباذنجان وسلطة الخيار والبطاطا والطماطم والبصل والزيتون وزيت الزيتون.
وأضافت أن أكلة "فريكسي" وهي إيطالية النشأة، وهي نوع من المعجنات المالحة؛ تُصنع في البيت بسهولة جدا ويباع في محلات الأكلات السريعة.
أما بالنسبة لجنوب تونس، فقد أشارت فاطمة بن زياد - طباخة من (توزر) إحدى ولايات الجنوب - إلى أن أكلة "برقوقش" تعتبر من أهم الأكلات التي تشتهر بها ولايات الجنوب (مطماطة، تورز، تطوين، قفصة)، وتعود جذورها إلى دول شمال إفريقيا.
وأوضحت أنها تتكون من كسكسي أو مكرونة خشن، يضاف إليها لحم الخروف المقدد والبصل الأخضر والجزر والطماطم والفلفل والفول الأخضر أو المجفف والفلفل الأخضر والتوابل.. مبينة أن أكلة "المدفونة" أيضا من بين الأكلات الرائجة في الجنوب، وسميت بمدفونة لأن اللحم يخبأ داخل الكسكسي ويقدم بجانبه الممرقة الحلوة.
وفى النهاية أجمع الجميع على أن "الكسكسي" وهو الطبق التونسي الأشهر والمرتبط بكل الاحتفالات الاجتماعية والدينية.