50 دولارًا للفرد.. «تجارة الدم» من أهم صادرات الولايات المتحدة
توحي عبارة «تجارة الدم» بمعانٍ سلبية تتعلق بجرائم دموية أو حروب، ولكنها في الحقيقة إحدى أهم تجارات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تعتبر الولايات المتحدة من أكبر الدول المصدرة للدم والبلازما في العالم. ويقدر أن حوالي 20% من الدم الذي يستخدم في المستشفيات الأمريكية يأتي من المتبرعين في الولايات المتحدة. كما أن الولايات المتحدة هي المنتج الأول عالميًا للبلازما، حيث يقدر أنها تنتج حوالي 40% من البلازما المستخدمة في صناعة الأدوية.
وفي عام 2022، صدرت الولايات المتحدة ما يقرب من 3 ملايين وحدة من الدم و10 ملايين وحدة من البلازما.
وذكر مكتب الإحصاء أن تجارة الدم تشكل 2.69% من صادرات البلاد، وذلك لأنه لا يوجد بديل للدم البشري، ومن الصعب تلبية الطلب عليه.
وقدرت قيمة سوق الدم في أميركا الشمالية بنحو 3.3 مليار دولار في عام 2021، وفقًا لشركة Global Market Insights Inc.
تجارة الدم في الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، يتم تنظيم تجارة الدم من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA). تسمح FDA للمؤسسات غير الربحية والمنظمات الربحية بجمع الدم. ومع ذلك، لا تسمح FDA ببيع الدم أو مشتقاته. بدلاً من ذلك، يتم تعويض المتبرعين بالدم بنقود أو بطاقات هدايا أو سلع أخرى.
يتم جمع الدم من المتبرعين في مراكز التبرع بالدم. يتم فحص الدم للتبرع بحثًا عن الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد سي.
ويُدفع للمتبرعين بالدم عادةً ما بين 20 و50 دولارًا لكل وحدة من الدم. يعتمد مقدار التعويض الذي يتم دفعه على عوامل مثل مدة التبرع ونوع الدم الذي يتم التبرع به.
يتم استخدام الدم المُجمع في المستشفيات والعيادات لمعالجة المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل الدم. يتم أيضًا استخدام الدم لتصنيع الأدوية، مثل منتجات الدم المتخثرة.
تجارة البلازما
البلازما هي الجزء السائل من الدم. يحتوي على البروتينات والأجسام المضادة والمواد الأخرى التي تستخدم في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض.
في معظم البلدان، يُحظر التبرع بالدم للحصول على المال، ولكن لا يوجد مثل هذا الحظر في الولايات المتحدة، وهو ما عزز من مكانتها في توفير 70% من البلازما في العالم.
ويتم جمع البلازما من المتبرعين في مراكز التبرع بالبلازما. يتم فحص البلازما للتبرع بحثًا عن الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد سي. ويتم استخدام البلازما المُجمعة في تصنيع الأدوية، مثل منتجات الدم المتخثرة والأدوية المستخدمة لعلاج أمراض المناعة الذاتية والسرطان.
أنواع المتبرعين
وهناك نوعان رئيسيان من المتبرعين بالدم والبلازما في الولايات المتحدة: المتبرعون غير المدفوع لهم، والمتبرعون المدفوع لهم.
المتبرعون غير المدفوع لهم
يمثل المتبرعون غير المدفوع لهم الغالبية العظمى من المتبرعين بالدم والبلازما في الولايات المتحدة. وعادة ما يكون هؤلاء المتبرعون أفرادًا يرغبون في مساعدة الآخرين، أو الذين يحتاجون إلى الدم أو البلازما لعلاج أنفسهم أو أحد أفراد أسرهم.
ويتم تنظيم التبرع غير المدفوع للدم والبلازما في الولايات المتحدة من قبل منظمات غير ربحية، مثل منظمة الدم الأمريكية (American Red Cross). وتضع هذه المنظمات معايير صارمة لضمان سلامة الدم والبلازما التي يتم التبرع بها.
المتبرعون المدفوع لهم
يمثل المتبرعون المدفوع لهم نسبة صغيرة من المتبرعين بالدم والبلازما في الولايات المتحدة. ويحصل هؤلاء المتبرعون على رسوم مقابل التبرع بالدم أو البلازما.
وعادة ما يكون المتبرعون المدفوع لهم من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المال، أو الذين يرغبون في الحصول على حوافز أخرى مقابل التبرع.
ويتم تنظيم التبرع المدفوع للدم والبلازما في الولايات المتحدة من قبل شركات خاصة، مثل شركة Grifols وشركة CSL Plasma. وتضع هذه الشركات معايير أقل صرامة من المنظمات غير الربحية لضمان سلامة الدم والبلازما التي يتم التبرع بها.
القضايا المتعلقة بتجارة الدم في الولايات المتحدة
هناك عدد من القضايا المتعلقة بتجارة الدم والبلازما في الولايات المتحدة، منها:
سلامة الدم والبلازما: هناك مخاوف بشأن سلامة الدم والبلازما التي يتم التبرع بها مقابل المال. حيث يُعتقد أن المتبرعين المدفوع لهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد.
استغلال المتبرعين: هناك مخاوف بشأن استغلال المتبرعين المدفوع لهم. حيث يُعتقد أن بعض الشركات الخاصة تستغل المتبرعين المحتاجين للأموال، من خلال دفع مبالغ قليلة مقابل التبرع، أو من خلال إجبارهم على التبرع بشكل متكرر.
التجارة الدولية بالدم والبلازما: هناك مخاوف بشأن التجارة الدولية بالدم والبلازما. حيث يُعتقد أن بعض الدول النامية تصدر الدم والبلازما إلى الولايات المتحدة بأسعار زهيدة، مما يضر بصناعة الدم والبلازما المحلية.
هناك عدد من الجهود الرامية إلى معالجة القضايا المتعلقة بتجارة الدم والبلازما في الولايات المتحدة، منها:
• تشريع قوانين أكثر صرامة لتنظيم التبرع بالدم والبلازما مقابل المال: تسعى بعض الجهات الحكومية إلى سن قوانين أكثر صرامة لتنظيم التبرع بالدم والبلازما مقابل المال، من أجل ضمان سلامة الدم والبلازما، ومنع استغلال المتبرعين.
• إجراء مزيد من البحث حول سلامة الدم والبلازما التي يتم التبرع بها مقابل المال: تجري بعض الجهات الحكومية والخاصة مزيدًا من البحث حول سلامة الدم والبلازما التي يتم التبرع بها مقابل المال، من أجل تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بهذا النوع من التبرع.
• دعم المتبرعين المحتاجين للأموال: تدعم بعض الجهات الحكومية والخاصة المتبرعين المحتاجين للأموال، من خلال تقديم برامج تدريبية ومساعدة مالية، من أجل مساعدتهم على العثور على فرص عمل بديلة.
تعتبر تجارة الدم والبلازما في الولايات المتحدة صناعة مهمة، توفر الدم والبلازما للمرضى في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، هناك عدد من القضايا المتعلقة بهذه التجارة، والتي تتطلب مزيدًا من الدراسة والتنظيم.
